أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/ولاية أهل البيت عليهم السلام/فاطمة الزهراء عليها السلام
أبو محمد الفحام،
قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علي الرأس، قال: حدثنا
أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الله العمري، قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة،
قال: حدثني أخي محمد بن المغيرة، عن محمد بن سنان، عن سيدنا أبي عبد الله جعفر بن محمد
(عليهما السلام)، قال: قال أبي لجابر بن عبد الله: لي إليك حاجة أريد أخلو بك فيها؟ فلما خلا
به في بعض الأيام، قال له: أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة (عليها السلام).
قال جابر: أشهد
بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) لأهنئها بولدها الحسين
(عليه السلام)، فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء، فيه كتاب أنور من الشمس وأطيب
من رائحة المسك الأذفر. فقلت: ما هذا، يا بنت رسول الله؟ فقالت: هذا لوح أهداه الله
(عز وجل) إلى أبي، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعده من ولدي، فسألتها أن تدفعه
إلي لأنسخه ففعلت، فقال له: فهل لك أن تعارضني به؟ قال: نعم. فمضى جابر إلى منزله وأتى
بصحيفة من كاغد فقال له: انظر في صحيفتك حتى أقرأها عليك، وكان في صحيفته مكتوب: بسم الله الرحمن
الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم، أنزله الروح الأمين على محمد خاتم النبيين. يا محمد، عظم أسمائي،
واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، ولا ترج سواي ، ولا تخش غيري، فإنه
من يرجو سواي ويخشى غيري أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين.
يا محمد، إني اصطفيتك
على الأنبياء، وفضلت وصيك على الأوصياء، وجعلت الحسن عيبة علمي من بعد انقضاء مدة أبيه،
والحسين خير أولاد الأولين والاخر بن، فيه تثبت الإمامة، ومنه تعقب علي زين العابدين،
ومحمد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي على منهاج الحق، وجعفر الصادق في العقل والعمل
تنشب من بعده فتنة صماء، فالويل كل الويل للمكذب بعبدي وخيرتي من خلقي موسى، وعلي الرضا
يقتله عفريت كافر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلق الله، ومحمد
الهادي إلى سبيلي الذاب عن حريمي والقيم في رعيته حسن أغر، يخرج منه ذو الاسمين علي
(والحسن)، والخلف محمد يخرج في اخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظله من الشمس، ينادي
بلسان فصيح يسمعه الثقلين والخافقين، وهو المهدي من آل محمد، يملأ الأرض عدلا كما ملئت
جورا.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 291
تاريخ النشر : 2024-04-28