أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/ولاية أهل البيت عليهم السلام/الإمام الباقر (عليه السلام)
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان عن أبي عبيدة
الحذاء قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الاستطاعة وقول الناس، فقال: وتلا هذه
الآية {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ
خَلَقَهُمْ} [هود: 118، 119] يا أبا عبيدة الناس مختلفون في إصابة القول وكلهم
هالك، قال: قلت: قوله: " إلا من رحم ربك "؟ قال: هم شيعتنا ولرحمته
خلقهم وهو قوله: " ولذلك خلقهم " يقول: لطاعة الامام، الرحمة التي يقول:
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156] يقول: علم الإمام ووسع علمه
الذي هو من علمه كل شئ هم شيعتنا، ثم قال: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ
يَتَّقُونَ} [الأعراف: 156] يعني ولاية غير الامام وطاعته، ثم قال: {يَجِدُونَهُ
مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157] يعني
النبي صلى الله عليه وآله والوصي والقائم {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ (إذا قام)
وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ} [الأعراف: 157] والمنكر من أنكر فضل الامام وجحده
{وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ} [الأعراف: 157] أخذ العلم من أهله {يُحَرِّمُ
عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157] والخبائث قول من خالف {وَيَضَعُ عَنْهُمْ
إِصْرَهُمْ} [الأعراف: 157] وهي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الامام
{وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157] والاغلال ما كانوا
يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الامام، فلما عرفوا فضل الامام وضع عنهم
إصرهم والإصر الذنب وهي الآصار، ثم نسبهم فقال: {الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ (يعني
الامام) وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157] يعني الذين اجتنبوا الجبت والطاغوت
أن يعبدوها والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان والعبادة طاعة الناس لهم، ثم قال:
{أَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر: 54] ثم جزاهم فقال:
{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64]
والامام يبشرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة والورود
على محمد - صلى الله على محمد وآله الصادقين - على الحوض.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 429
تاريخ النشر : 2024-04-23