التفسير بالمأثور/تأويل الآيات والروايات/الإمام الصادق (عليه السلام)
محمد بن العباس
، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن الحسن بن علي بن مهران ، عن سعيد بن عثمان ، عن
داود الرقي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى : ( الشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ )؟. قال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان
بأمره ، ثم إن الله ضرب ذلك مثلا لمن وثب علينا وهتك حرمتنا وظلمنا حقنا ، فقال :
هما بحسبان ، قال :هما في عذابي ..
ـ ويؤيده ما
رواه علي بن إبراهيم في تفسيره ، عن أبيه ، عن الحسين بن خالد ، عن الرضا عليه السلام
في قوله تعالى : ( الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) قال : الله علم محمدا القرآن.
قلت : ( خَلَقَ الْإِنْسانَ )؟. قال : ذلك أمير المؤمنين عليه السلام. قلت : (
عَلَّمَهُ الْبَيانَ ) ؟. قال : علمه بيان كل شيء يحتاج الناس إليه. قلت : (
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ )؟. قال : هما بعذاب الله. قلت : الشمس والقمر
يعذبان؟. قال : سألت عن شيء فأيقنه ، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان
بأمره مطيعان له ، ضوؤهما من نور عرشه وحرهما من جهنم ، فإذا كانت القيامة عادا [
عاد ] إلى العرش نورهما وعاد إلى النار حرهما ، فلا يكون شمس ولا قمر ، وإنما
عناهما ، أوليس قد روى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن الشمس
والقمر نوران في النار؟! قلت : بلى. قال : أما سمعت قول الناس : .. فلان وفلان شمس
هذه الأمة ونورها ؟! فهما في النار. قلت : بلى. قال : والله ما عنى غيرهما .. إلى
آخر الخبر...
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 30 / صفحة [ 257 ]
تاريخ النشر : 2025-08-17