أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مواضيع متفرقة
محمد بن عبد
الله الطبراني ، عن أبيه ، عن علي بن هاشم والحسن بن سكن معا ، عن عبد الرزاق بن
همام ، عن أبيه ، عن مينا مولى عبد الرحمان ، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال :
وقف على رسول الله صلى الله عليه وآله أهل اليمن يبشون بشيشا ، فلما دخلوا على
رسول الله صلى الله عليه وآله قال : قوم رقيقة قلوبهم ، راسخ إيمانهم ، منهم
المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي ، حمائل سيوفهم المسد ، فقالوا :
يا رسول الله ومن وصيك؟ فقال : هو الذي أمركم الله بالاعتصام به ، فقال عزوجل : «
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا » فقالوا : يا رسول الله بين لنا ما هذا
الحبل؟ فقال : هو قول الله : « إلا بحبل من الله وحبل من الناس » فالحبل من الله
كتاب ، والحب من الناس وصيي ، فقالوا : يا رسول الله من وصيك؟ فقال : هو الذي قال
الله فيه : « أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله » فقالوا : يا رسول
الله وما جنب الله هذا؟ قال : هو الذي يقول الله فيه : « ويوم يعض الظالم على يديه
يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا » هو وصيي والسبيل إلي من بعدي ، فقالوا يا
رسول الله بالذي بعثك بالحق أرناه فقد اشتقنا إليه ، فقال هو الذي جعله الله آية
للمؤمنين المتوسمين ، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم ، تخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه
قلوبكم فإنه هو ، لان الله عزوجل يقول في كتابه : « فاجعل أفئدة من الناس تهوي
إليهم » إليه وإلى ذريته عليهم السلام ، قال : فقام أبو عامر الاشعري في الاشعريين ، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين وظبيان ، وعثمان بن
قيس وعرنة الدوسي في الدوسيين ولاحق بن علاقة ، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه
وأخذوا بيد الأنزع الاصلع البطين ، وقالوا : إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله
فقال النبي صلى الله عليه وآله : أنتم بحمد الله عرفتم وصي رسول الله قبل أن
تعرفوه ، وعرفتم أنه هو ، فرفعوا أصواتهم يبكون ، ويقولون يا رسول الله نظرنا إلى
القوم فلم نحن لهم ، ولما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا وانخدشت أكبادنا وهملت
أعيننا وانثلجت صدورنا حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون ، فقال النبي صلى الله عليه
وآله : « وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم » أنتم منهم بالمنزلة التي
سبقت لكم من الله الحسن ، وأنتم عن النار مبعدون ، قال : فبقي هؤلاء القوم
المتوسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين عليه السلام الجمل وصفين ـ رحمهم الله ـ
فكان النبي صلى الله عليه وآله بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن
أبي طالب عليه السلام.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 36 / صفحة [ 163 ]
تاريخ النشر : 2025-12-09