مما أخرجه شيخنا
العز المحدث الحنبلي الموصلي في قوله تعالى في سورة البقرة : « واركعوا مع
الراكعين » وهو علي بن أبي طالب عليه السلام. وقال ابن عباس رضي الله عنه ومحمد
الباقر عليه السلام : لما انزلت هذه الآية « يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من
ربك » أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه
فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قوله تعالى : « وإن الذين لا يؤمنون
بالآخرة عن الصراط لناكبون » يعني صراط محمد وآله عليهم السلام قوله تعالى : «
أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه » هو علي عليه السلام. قوله تعالى : « سلام على
آل ياسين » قال ابن السائب آل يس آل محمد عليهم السلام. قوله تعالى : قل لا
أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال : لا تؤذوا فاطمة وعليا وولديهما.
وأما ما أورده
الحافظ أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه فأنا ذاكره أيضا على سياقته ، وما توفيقي
إلا بالله عليه توكلت وإليه انيب ، قال ـ يرفعه بسنده عن ابن عباس ـ قال : ما في
القرآن آية وفيها « يا أيها الذين آمنوا » إلا وعلي رأسها وقائدها. وروي عن علي
عليه السلام قال : نزل القرآن أرباعا : فربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع سير
وأمثال وربع فرائض وأحكام ، ولنا كرائم القرآن ، وعن ابن عباس : مانزل في أحد من
كتاب الله ما نزل في علي عليه السلام.
وعن مجاهد : نزل
في علي عليه السلام سبعون آية ، وعن أبي جعفر عليه السلام « وشاقوا الرسول من
بعد ما تبين لهم الهدى » قال : في أمر علي عليه السلام : وعنه « ويؤت كل ذي فضل
فضله » قال : علي بن أبي طالب عليه السلام. « أنا ومن اتبعني » علي ابن أبي طالب
وآل محمد عليهم السلام. « أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق » علي ابن أبي
طالب عليه السلام. وقوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا » عن ابن عباس : ما نزلت
: « يا أيها الذين آمنوا » إلا وعلي أميرها وشريفها. وعنه : ما ذكر الله في القرآن
« يا أيها الذين آمنوا » إلا وعلي شريفها وأميرها ، ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى
الله عليه وآله في آي من القرآن وما ذكر عليا إلا بخير ، وعنه مثله ، وفيه إلا
إن علي رأسها وأميرها ، وفيه : ولقد أمرنا بالاستغفار له. وعنه مثله ، وفيه :
رأسها وقائدها. وعن حذيفة : إلا كان علي لبها ولبابها. وعن مجاهد : فإن لعلي سابقة
ذلك لانه سبقهم إلى الاسلام.
وعن ابن عباس :
إلا وعلي شريفها وأميرها.
قوله تعالى : «
في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر » عن أنس وبريدة قالا : قرأ رسول الله صلى الله
عليه وآله « في بيوت أذن الله أن ترفع » إلى قوله : « القلوب والابصار » فقام رجل
فقال : أي بيوت هذه يا رسول الله؟ قال : بيوت الانبياء ، فقال أبوبكر : يا رسول
الله هذا البيت منها ـ لبيت علي وفاطمة عليهما السلام ـ؟ قال : نعم من أفاضلها.
قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم » قيل : كان
علي عليه السلام في اناس من أصحابه على تحريم الشهوات فنزلت. وعن قتادة أن عليا
وجماعة من الصحابة منهم عثمان بن مظعون أرادوا أن يتخلوا عن الدنيا ويتركوا النساء
ويترهبوا فنزلت. وعن ابن عباس أنها نزلت في علي وأصحاب له.
قوله تعالى : «
والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى » عن حبة العرني : لما
أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بسد الابواب التي في المسجد شق عليهم ، قال
حبة : إني لأنظر إلى حمزة بن عبدالمطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان ويقول :
أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك ، فقال رجل يومئذ : ما يألو في
رفع ابن عمه ، فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قد شق عليهم ، فدعا :
الصلاة جامعة ، فصعد المنبر ، فلم يسمع من رسول الله صلى الله عليه وآله خطبة
كان أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا فلما فرغ قال : يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا
فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنتكم ، وقرأ « والنجم إذا هوى » إلى قوله تعالى : « إن
هو إلا وحي يوحى ».
قوله تعالى : «
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » عن ابن عباس قال : سئل رسول الله
صلى الله عليه وآله : من هؤلاء الذين يجب علينا حبهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما
ـ قالها ثلاث مرات ـ ورواه سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه.
قوله تعالى : «
وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون » عن علي عليه السلام قال :
ناكبون عن ولايتنا.
قوله تعالى : «
من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون * ومن جاء بالسيئة فكبت
وجوههم في النار » قال علي عليه السلام : الحسنة حبنا والسيئة بغضنا.
قوله تعالى : «
ونادى أصحاب الاعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم » عن علي عليه السلام قال : نحن
أصحاب الاعراف ، من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنة.
قوله تعالى : «
هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم » قيل : هو علي عليه السلام. قوله تعالى : « إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس » الآية وقد تقدم ذكر ما أوردته ام سلمة وعائشة
وغيرهما في ذلك ، وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه ذلك من عدة طرق لعلها تزيد
على المائة ، فمن أرادها فقد دللته.
قوله تعالى : «
أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه » عن مجاهد : نزلت في علي وحمزة.
قوله تعالى : «
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار » قيل :
نزلت في على وحمزة وعبيدة بن الحارث حين بارزوا عتبة وشيبة والوليد قرآن ، فأما
الكفار فنزل فيهم « هذان خصمان اختصموا في ربهم » إلى قوله : « عذاب الحريق ». وفي
علي وأصحابه « إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات » الآية.
قوله تعالى : «
واركعوا مع الراكعين » عن ابن عباس : نزلت في رسول الله وعلي خاصة ، وهما أول من
صلى وركع.
قلت : هذا ما
نقلته مما نزل فيه عليه السلام من طرق الجمهور ، فإن العز المحدث كان صديقنا وكنا
نعرفه ، وكان حنبلي المذهب ، وابن مردويه وإن كان قد جمع كتابا في مناقبه عليه السلام
اجتهد فيه وبالغ فيه أورده ولم يأل جهدا فقد أورد فيه مواضع لا تقولها الشيعة ولا
يوردونها ولم أذكر نزول القرآن فيه من طرق أصحابنا دفعا للمكابرة ، واستغناء بما
نقلوه من مناقبه عليه الصلاة والسلام.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 36 / صفحة [ 169 ]
تاريخ النشر : 2025-12-09