أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/المجوس وانبيائهم/الإمام الصادق (عليه السلام)
في خبر الزنديق
الذي سأل الصادق عليه السلام عن مسائل، فكان فيما سأله: أخبرني عن المجوس أبعث
الله إليهم نبيا ؟ فإني أجد لهم كتبا محكمة، ومواعظ بليغة، وأمثالا شافية يقرون
بالثواب والعقاب، ولهم شرائع يعملون بها، فقال عليه السلام: ما من أمة إلا
خلا فيها نذير، وقد بعث إليهم نبي بكتاب من عند الله فأنكروه وجحدوا كتابه، قال:
ومن هو ؟ فإن الناس يزعمون أنه خالد بن سنان، قال عليه السلام: إن خالدا كان عربيا
بدويا ما كان نبيا، وإنما ذلك شئ يقوله الناس، قال: أفزردشت ؟ قال: إن زردشت أتاهم
بزمزمة وادعى النبوة، فآمن منهم قوم، وجحده قوم فأخرجوه، فأكلته السباع في برية
من الارض، قال: فأخبرني عن المجوس كانوا أقرب إلى الصواب في دهرهم أم العرب ؟ قال:
العرب في الجاهلية كانت أقرب إلى الدين الحنيفي من المجوس، وذلك أن المجوس كفرت
بكل الانبياء، وجحدت كتبها، وأنكرت براهينها، ولم تأخذ بشئ من سننها وآثارها وأن
كيخسرو ملك المجوس في الدهر الاول قتل ثلاث مائة نبي، وكانت المجوس لا تغتسل
من الجنابة، والعرب كانت تغتسل، والاغتسال من خالص شرائع الحنيفية، وكانت المجوس
لا تختتن وهو من سنن الانبياء، وأن أول من فعل ذلك إبراهيم خليل الله، وكانت المجوس
لا تغسل موتاها ولا تكفنها، وكانت العرب تفعل ذلك، وكانت المجوس ترمي الموتى في
الصحارى والنواويس، والعرب تواريها في قبورها وتلحد لها، وكذلك السنة على الرسل،
إن أول من حفر له قبر آدم أبو البشر وألحد له لحد، وكانت المجوس تأتي الامهات
وتنكح البنات والاخوات، وحرمت ذلك العرب، وأنكرت المجوس بيت الله الحرام وسمته
بيت الشيطان، والعرب كانت تحجه وتعظمه، وتقول: بيت ربنا، وتقر بالتوراة والانجيل،
وتسأل أهل الكتاب وتأخذ، وكانت العرب في كل الاسباب أقرب إلى الدين الحنيف
من المجوس، قال: فإنهم احتجوا بإتيان الاخوات أنها سنة من آدم، قال: فما حجتهم
في إتيان البنات والامهات وقد حرم ذلك آدم وكذلك نوح و إبراهيم وموسى وعيسى وسائر
الانبياء عليهم السلام.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [461]
تاريخ النشر : 2024-07-09