أسباب ضعف الإنتاج السمكي العربي
المؤلف:
د. كاظم عبادي حمادي
المصدر:
الثروة الحيوانية في الوطن العربي
الجزء والصفحة:
ص 170 ـ 172
2025-11-19
53
يعزى انخفاض الإنتاج السمكي العربي الى مجموعة من الأسباب أهمها :-
أ- أن وسائل الصيد المستعملة في الدول العربية عموماً، لا تزال بدائية. ويعجز الصيادون العرب عموماً عن امتلاك الأساطيل والسفن المجهزة لمهام الصيد الحديث، لا على الشواطئ وحسب، بل في أعالي البحار، سواء في مجال المياه الإقليمية أو المناطق الاقتصادية البحرية التابعة لهذه البلدان، أو في مجال المياه الدولية المتاحة لها. ولذا فإن مهمة إنشاء صناعة متطورة لصيد الأسماك تقوم أساساً على أكتاف الدول والشركات المستثمرة.
ب ـ أن سكان السواحل العربية يتجهون أكثر إلى العمل في الزراعة والصناعة، وتفتقر برامج كثير من الدول عادة إلى عوامل التشجيع على تنظيم القطاع البحري وتنميته وهذا أيضاً دور لا بد من أن تلعبه الدول والاستثمارات الخاصة، وفق خطط عصرية وعلمية سليمة.
ج ـ غزو اساطيل الدول الأوربية للصيد في سواحل الدول العربية المطلة على المحيط الأطلسي ، حيث تعد مياه المحيط الأطلسي التي تطل عليها شواطئ المغرب وموريتانيا، من أغنى مصادر الثروة السمكية في الدول العربية ذلك أن التيارات البحرية الكبرى التي تجول في المحيط الأطلسي من غربه إلى شرقه وبالعكس تحمل معها العوالق والطحالب والجزيئات الغذائية التي تبقي هذه الشواطئ غنية بالمواد الغذائية زاخرة بالسمك المتجدد سواء في المياه الإقليمية التي تمتد في عمق المحيط عشرين ميلاً بحرياً، أو المناطق الاقتصادية التي تمتد مائتي ميل بحري، أو حتى المياه الدولية المتاخمة لهذه المناطق مما أدى الى التجاوز على هذه المياه الإقليمية او الدولية لغزارتها السمكية.
د ـ صعوبة النقل بين معظم المناطق الساحلية والأجزاء الداخلية المزدحمة بالسكان والتي تشكل الأسواق الرئيسة لتصريف الأسماك ، مما يزيد من تكاليف نقل الإنتاج السمكي ويطيل الفترة الزمنية وخاصة أنه لا تستخدم وسائل التبريد على نطاق واسع حتى الآن.
هـ ـ الافتقار إلى رؤوس الأموال التي تمكن من استغلال مسطحات مائية واسعة تزخر بثروتها السمكية في الوطن العربي، فبحيرة ناصر الواقعة جنوبي مصر ومعظم اهوار العراق وسد الطبقة في سوريا وكثير من المنخفضات المائية في الدول العربية مثلا ، ثبت غناها الكبير بالعديد من أنواع الأسماك كبيرة الحجم وصلاحياتها البيئية لتربية الثروة السمكية والتي يمكن استغلالها على نطاق اقتصادي، إلا أنه يقابل ذلك عدة صعوبات لعل أهمها عدم توفر رؤوس الأموال التي تمكن من تحقيق ذلك.
و- عزوف كثير من سكان السواحل العربية في جهات متعددة من الوطن العربي عن احتراف الصيد وعدم إقبال قطاعات عريضة منهم على تناول الأسماك رغم غناها بالبروتينات وانخفاض أسعارها بالقياس إلى أسعار اللحوم الحمراء والدواجن ومن خلال الاطلاع على مميزات الثروة السمكية في الوطن العربي وطرق وأماكن الصيد في السواحل والانهار والمسطحات المائية ، فقد بلغ إنتاجها في عام 2014 من الأسماك البحرية (3368) الف طن والنهرية (1219.4) الف طن كما موضحة في الجدول (16) وملحق (2) ، ومنه يتضح بان مصر تصدرت المرتبة الأولى بإنتاج الأسماك لعام 2014 حيث بلغ كمية إنتاجها (1481.79) الف طن وشكل نسبة قدرها 32.3%) من الإنتاج العربي للأسماك وبدرجة معيارية قدرها (2.97) ، في حين احتلت المغرب وموريتانيا المرتبتين الثانية والثالثة بإنتاج قدره (1369.12 ، 644.33) الف طن وشكلت نسبة قدرها (29.85 ، 14.05%) من الإنتاج العربي وبدرجة معيارية قدرها (2.7 ، 1) على التوالي ، ويعود هذا الإنتاج الكبير الى وقوع الدول العربية الثلاثة على سواحل بحرية طويلة تمثلت في المحيط الأطلسي والبحر المتوسط بالإضافة توفر مصادر المياه السطحية (الأنهار والبحيرات) وخاصة في مصر.

الاكثر قراءة في جغرافية الحيوان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة