الامراض التي تواجه الثروة الحيوانية في الوطن العربي
المؤلف:
د. كاظم عبادي حمادي
المصدر:
الثروة الحيوانية في الوطن العربي
الجزء والصفحة:
ص 182 ـ 186
2025-11-19
55
يرجع الاهتمام بأمراض الحيوانات Animal diseases إلى عصور سابقة عندما تعرف الإنسان على الحيوانات وارتبط بها من خلال تدجينها وممارسة بعض العمليات السحرية واللعاب البهلوانية وغيرها ، وللبحث في أمراض الحيوانات أهمية كبرى في الوقت الحاضر لسببين رئيسيين هما الخسائر الاقتصادية التي تسببها تلك الأمراض، واحتمال انتقال العوامل المرضية المسببة لها إلى الإنسان والعلوم الطبية البيطرية هي التي تتناول دراسة أمراض الحيوانات ووصفها وعلاجها وإيجاد الوسائل اللازمة للوقاية منها ولمنع انتشارها في الحيوانات الأليفة وحيوانات المزرعة والحيوانات البرية والحيوانات المخبرية المستخدمة في البحوث العلمية ومنذ زمن بعيد أدرك الإغريق والرومان أن بعض الأمراض تنتقل من حيوان إلى آخر ضمن القطيع الواحد عن طريق العدوى، لذلك أوجدوا الحجر الصحي للتحكم في مثل هذه الأمراض. ولقد جمع الرومان والبيزنطيون كل ما كتبه علماء اليونان حول أمراض الحيوانات وأضافوا الكثير إليها. وجاءت العصور الوسطى وأهمل كل شيء عن هذا الموضوع، وبعد سقوط بيزنطة قام العرب بجمع كل المخطوطات التي تركها الرومان، والتي كانت تعد حتى ذلك الحين في حكم الضائعة. ومن المخطوطات العربية التي كتبها العلماء العرب والمسلمون في إسبانية وإيطالية، استطاع الأوربيون في عصر النهضة استعادة كل المعارف العلمية القديمة، اليونانية منها واللاتينية في الفيزياء والكيمياء والرياضيات وفي الطب البشري والبيطري وقد اهتم العرب كثيراً بأمراض الحيوانات وصحتها، ولاسيما أمراض الحصان. وأشهر المؤلفات العربية في هذا الموضوع هو كتاب الفلاحة لمؤلفه أبي زكريا بن العوام ، الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي (ت 580هـ /1185م). وقد خصص المؤلف خمسة وثلاثين جزءاً من كتابه الزراعي هذا لمناقشة الأمور المتعلقة بتربية الحيوانات وصحتها وأمراضها وشملت المعلومات معظم الحيوانات الأليفة كالخيول والحمير والبغال والجمال المستخدمة للركوب والعمل، والحيوانات الاقتصادية، كالأبقار والضأن والمعز المنتجة للمواد الغذائية الأولية ، ويعد هذا الكتاب نقطة تحول مهمة في تاريخ الطب البيطري، لأنه ضم خلاصة العلوم البيطرية القديمة، اليونانية منها واللاتينية إضافة إلى ما عرفه علماء الفرس والهند في هذه العلوم ، ولم يتمكن أي عالم قبل ابن العوام من أن يخط كتاباً كاملاً شاملاً مثل كتاب الفلاحة ، وتكمن أهمية كتابه في كونه جامعاً لكافة المعلومات الزراعية ومنها العلوم البيطرية وللمرض حالتان ، إما أن يكون معدياً ينتقل من حيوان إلى آخر، وإما أن يكون غير مُعْدٍ ، والأمراض غير المعدية لا تنتقل من حيوان إلى آخر وتظهر نتيجة تأثير عوامل وراثية أو عوامل بيئية ويطلق على الحالة غير الجيدة للحيوان والتي تغير من حيويته الاعتيادية وتظهر عليه حالات جديدة مثل الخمول والركود وقلة الحركة والنوم وقلة الشهية للأكل والتي تؤدي الى الهزال او الضعف ويتعدى ذلك احيانا الى سقوط الشعر من جسم الحيوان ، ويعرفه البعض بعدم اداء اجزاء جسم الحيوان الوظائف بصورة جيدة وكاملة ، لذا يطلق على هذه الخصائص او الصفات كلمة المرض أو العلة illness Zoonosis تقسم الأمراض الحيوانية من حيث الانتقال والعدوى الى نوعين هما:
1ـ الأمراض المعدية : إن العوامل التي تستطيع إحداث مرض معدٍ مثل الحماة والجراثيم والفطور والديدان والحشرات تدعى بالعوامل المسببة للمرض أو الممرضات pathogens. أما الإمراضية pathogenicity ، أي قدرة الممرضات على إحداث العدوى فتعرف بالفوعة virulence. وقدرة الكائن المقوع ( virulent ) على إحداث عدوى ما تتأثر بعاملين أساسيين هما خصائص هذا الكائن نفسه، وقدرة المضيف host على طرد هذا الكائن المعتدي ومنع إصابته به، والعامل المسبب للمرض قد يؤثر في مضيف ما دون غيره وضمن شروط خاصة. فبعض الجراثيم المسببة للالتهابات الرئوية لها تأثير يكاد لا يذكر في الفئران إذا أصيبت بها طبيعياً، ولكن إذا أحدثت الإصابة فيها صنعياً فإنها تسبب موتها. وكثير من الممرضات مثل الجراثيم المسببة لمرض الجمرة الخبيثة (anthrax ) قادر على العيش بعيداً عن جسم الحيوان المضيف إلى أن تتوافر له بعض الشروط المناسبة ليدخل جسم الحيوان ويحدث فيه المرض، وتدخل الممرضات جسم الحيوان بعدة طرق منها عن طريق الجلد أو العين أو الأنف أو الفم أو الفتحات التناسلية ، وبعد دخولها جسم الحيوان تبدأ بالتكاثر، ويحدث المرض نتيجة تدخل الممرضات في العمل.
2. الأمراض غير المعدية : وهي تحدث عادة نتيجة اضطراب في الوظائف الفيزيولوجية لأعضاء الجسم المختلفة. وكثير من هذه الأمراض يصيب الحيوانات نتيجة تدخل الإنسان في العوامل البيئية المحيطة بالحيوان ومن الأمثلة عليها الأمراض الناجمة عن الجوع وسوء التغذية، وكذلك الاضطرابات الناجمة عن التسمم بالأدوية والمواد الكيمياوية كالتسمم بالمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب الضارة وهنالك أيضاً التسمم الناتج من تناول النباتات السامة. وبعض هذه الأمراض يظهر نتيجة قصور في تركيب الأنزيمات النشطة المسؤولة عن تنظيم التفاعلات الكيمياوية في جسم الحيوان. أما زواج الأقارب inbreeding الذي يستمر عدة أجيال متعاقبة عند الحيوانات الأليفة فإنه يؤدي إلى ارتفاع نسبة الأمراض الاستقلابية metabolic diseases في الأجيال القادمة وضعف مقاومتها لبعض الأمراض المعدية.
3- الامراض المشتركة : تنتشر كثير من الامراض المشتركة بين الانسان والحيوان والتي لامجال لدراستها في هذا الكتاب ويمكن عرضها في الجدول (19) للاطلاع عليها او استكمال بعض الباحثين لهذه الدراسة في المستقبل القريب ولدراسة الامراض التي تصيب الثروة الحيوانية في الوطن العربي لابد من التعرف أولاً على اهم الامراض العامة التي تصيب الثروة الحيوانية ، ثم نعرج ثانياً على دراسة الامراض الاكثر انتشاراً بين الحيوانات في الوطن العربي.
تواجه الثروة الحيوانية في الوطن العربي مجموعة من الامراض العامة والتي تقسم الى المجموعات الآتية :-
أ- مجموعة الامراض الفيروسية (البكتيرية).
ب ـ مجموعة الامراض الطفيلية.
ج- مجموعة الامراض الجرثومية.
د - مجموعة الامراض الفطرية.
هـ - مجموعة امراض النقص الغذائي.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رياض قيباتي - امراض الحيوانات ، الموسوعة العربية، ص 494.
(1) غياث صالح محمود ، وزميله - علم الأمراض البيطري العام - الموصل ، 1984 – ص . 16
الاكثر قراءة في جغرافية الحيوان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة