الرياح وأثرها في نمو وإنتاج المحاصيل الخضرية
المؤلف:
أ.د. محمد كردوش وأ.د. سهام بورق واخرون
المصدر:
مبادئ علم البستنة
الجزء والصفحة:
ص 277-280
2025-10-12
118
الرياح وأثرها في نمو وإنتاج المحاصيل الخضرية
تلعب حركة الرياح دوراً هاماً في نمو النباتات وتطورها حيث تعمل الرياح على إمداد النباتات بغاز الأوكسجين الضروري لعملية التنفس وللعمليات الحيوية الأخرى وبغاز ثاني أوكسيد الكربون اللازم لعملية التمثيل الضوئي وتعمل الرياح على نقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى على نفس النبات أو من نبات لآخر مما يساعد على حدوث عملية التلقيح في النباتات خلطية التلقيح.
كما تساعد الرياح على التوزيع المتعادل لضغط الهواء ولدرجات الحرارة في الجو المحيط بالنباتات، بالإضافة إلى ذلك قد تسبب الرياح نقل الكثير من بذور الأعشاب والمسببات المرضية من مكان لآخر مما يؤدي إلى انتشار الأعشاب الضارة وزيادة الإصابة بالأمراض والحشرات.
هذا ويؤدي اشتداد الرياح إلى أضرار ميكانيكية كتساقط الأزهار والعقد الصغيرة وتمزق الأوراق كما تميل النباتات الطويلة والمروية حديثاً للرقاد. كما تعمل الرياح على حمل غاز ثاني أوكسيد الكربون المنطلق ليلاً نتيجة لعملية التنفس بعيداً عن النباتات.
هذا وتؤدي زيادة سرعة الرياح إلى التقليل من الرطوبة الجوية مما يعمل على زيادة سرعة النتح وانخفاض ضغط انتفاخ خلايا الثغور مما يؤدي إلى اختلال التوازن المائي وبالتالي ضعف العمليات الحيوية فتقل سرعة النمو وبالتالي ينخفض الإنتاج.
ومن الجدير بالذكر أن المحاصيل الخضرية تختلف في قدرتها على تحمل شدة الرياح وتبعاً لذلك قسم العالم بيليك هذه المحاصيل إلى ثلاث مجموعات:
1- نباتات حساسة للرياح (قليلة التحمل) كالخيار، القرع، الفليفلة، الباذنجان.
2- نباتات متوسطة التحمل كالقرنبيط، الفجل، الخس، البندورة، البازلاء والخضار الورقية.
3- نباتات شديدة التحمل كالملفوف العادي، اللفت، الجزر، البصل، الثوم، السبانخ.
وتجدر الإشارة إلى أن الشتول أكثر تأثراً بالرياح من النباتات الكبيرة سواء تعرضت للرياح أثناء وجودها في المشتل أو بعد التشتيل في المكان المستديم.
هذا وللتخفيف من الأضرار التي تحدثها الرياح يمكن إتباع بعض الإجراءات كزراعة النباتات في مناطق محمية من تأثير الرياح بعوامل طبوغرافية أو بزراعة مصدات الرياح دائمة الخضرة وسريعة النمو وبحيث يكون اتجاهها عمودياً على اتجاه الرياح السائدة في المنطقة.
❖ العوامل الحيوية
تلعب التأثيرات المتبادلة التي تحدث في التربة بين النباتات المزروعة مع بعضها من جهة وبين النباتات المزروعة والأعشاب الضارة والكائنات الحية النباتية والحيوانية من جهة أخرى دوراً هاماً في التأثير في نمو النباتات وإنتاجيتها.
فالتنافس بين النباتات المتجاورة على الماء والعناصر الغذائية والضوء نتيجة زيادة الكثافة الزراعية أو نمو الأعشاب الضارة يؤدي إلى ضعف نمو النباتات وتأخير إزهارها وبالتالي تأخر تشكل الثمار، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج وتدهور نوعيته. هذا وتؤدي زراعة نباتات متباينة في خصائصها البيولوجية والبيئية أي متباينة في احتياجاتها الغذائية والمائية إلى التقليل من هذا التنافس.
وتجدر الإشارة إلى أن تأثير بعض النباتات في البعض الآخر قد يكون غير مباشر من خلال تأثير إفرازات جذورها في نمو النباتات المزروعة. فبعض جذور النباتات تفرز مواداً قادرة على تحويل المركبات الغذائية صعبة الانحلال وجعلها صالحة للامتصاص من قبل جذور غيرها من النباتات.
ومن جهة أخرى قد تكون إفرازات جذور بعض النباتات ضارة بالنسبة للبعض الآخر. فإفرازات جذور الثوم أو البصل مثلاً ضارة بالنسبة لنباتات البندورة والخيار، أي أن نمو هذه النباتات والمزروعة بعد البصل أو الثوم سيكون أبطأ بكثير مما لو وزعت هذه النباتات في تربة جديدة.
وقد يكون لإفرازات جذور بعض النباتات تأثير سام في العديد من المسببات المرضية المتواجدة في التربة، لاسيما أمراض تعفن الجذور، كما في إفرازات جذور نبات الشوفان وهذا ما يساعد على حماية النباتات المزروعة بعده. علماً بأن لإفرازات جذور الشوفان أيضاً تأثيراً مثبطاً في نمو بعض الأعشاب الضارة.
ومن التأثيرات الأخرى الإيجابية والمتبادلة في التربة التأثيرات الهامة بين النباتات المزروعة والأحياء الدقيقة الموجودة في التربة إذ تؤثر هذه الأحياء في نمو النباتات عن طريق تحلل وتفكك المواد العضوية وتحويلها إلى مركبات صالحة للامتصاص من قبل النباتات. كما تفرز بعض البكتيريا غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يشكل حمض الكربونيك الضعيف عند اتحاده مع ماء التربة والذي يعمل على إذابة بعض العناصر الغذائية وجعلها متاحة للنباتات كما وتلعب الكائنات الحية الدقيقة دوراً في تحسين خواص التربة عن طريق إفرازاتها الصمغية التي تجمع حبيبات التربة ومن التأثيرات الأخرى الإيجابية أيضاً الدور الذي تلعبه بكتريا تثبيت الآزوت الجوي (الآزوتوبكتر) والبكتريا العقدية من جنس Rhizobium في تثبيت الآزوت الجوي وتحويله إلى الشكل القابل للامتصاص من قبل النباتات.
وبالإضافة إلى البكتريا تحتوي التربة على عدد كبير من الكائنات الحية الأخرى كالديدان الأرضية التي تعمل على تفكيك التربة وتحسين خواصها وزيادة نفاذيتها للهواء.
ومن جهة أخرى فإن للكائنات الحية النباتية منها والحيوانية الموجودة في التربة أضراراً كبيرة فبعضها يتطفل على جذور النباتات أو مجموعها الخضري أو الثمري مما يؤدي إلى ضعف نمو النباتات وانخفاض إنتاجها كماً ونوعاً.
الاكثر قراءة في مواضيع متنوعة عن الخضر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة