البقدونس (المعدنوس)
تعريف بالمحصول وأهميته
يعرف البقدونس في العراق باسم معدنوس، ويسمى في الإنجليزية Parsley. وتنتمي جميع أصناف البقدونس التي تزرع لأجل أوراقها إلى النوع Petroselinum crispum (Mill) Nym. Ex A. W. Hill. أما أصناف البقدونس التي تزرع لأجل جذورها - المتدرنة اللفتية الشكل - التي تؤكل بعد طهيها .. فإنها تتبع الصنف النباتي P. crispum var. tuberosum.
يعتقد أن موطن البقدونس في أوروبا، وقد زرع منذ أكثر من ألفي عام؛ لأجل أوراقه التي تستعمل في السلطة وتزيين المأكولات، وإعطاء الطعام نكهة مرغوبة. وقد بلغت المساحة المزروعة بالبقدونس في مصر عام 2000 حوالي 4655 فدانًا، وبلغ متوسط محصول الفدان نحو 11.8 طنا.
يحتوي كل 100 جم من أوراق البقدونس على المكونات الغذائية التالية : 85.1 جم رطوبة ، و 44 سعرا حراريا ، و 3,6 جم بروتينا، و 0,6 جم دهونا و 8,5 جم مواد كربوهيدراتية ، و 1,5جم أليافا، و 2.2 جم رمادا ، و 203 مجم كالسيوم، و 63 مجم فوسفورًا ، و 6,2 مجم حديدًا، و 45 مجم صوديوم ، و 727 مجم بوتاسيوم، و 41 مجم مغنيسيوم، و 8500 وحدة دولية من فيتامين أ، و 0,12 مجم ثيامين، و 0,26 مجم ريبوفلافين و 1.2 مجم نیاسین، و 200 ميكروجرام phylloquinone (بادئ فيتامين K)، و 172 مجم حامض الأسكوربيك.
يتضح من ذلك أن البقدونس من الخضر الغنية جدا بالكالسيوم والحديد، والمغنيسيوم وفيتامين أ، والريبوفلافين والنياسين وفيتامين K، وحامض الأسكوربيك، كما أنه يحتوي على كميات متوسطة من الفوسفور (Watt & Merrill 1963 ، و Koivu وآخرون 1999).
الوصف النباتي
إن نبات البقدونس عشبي حولي غالبًا. يصل الجذر الرئيسي إلى عمق 60-90 سم، وفى أحيان قليلة إلى عمق 120 سم. وتكون معظم الجذور الجانبية في الثلاثين سنتيمترًا العلوية من التربة، وهي تنتشر - جانبًا - لمسافة 45 سم من قاعدة النبات، ثم تتعمق بعد ذلك لمسافة 60-90 سم، ويصل تعمق الجذور الكبيرة منها إلى مسافة 120 سم. وبالرغم من ذلك .. فإن جذور البقدونس لا تشغل التربة بشكل جيد (Weaver & Bruner 1927).
تكون الساق قصيرة في موسم النمو الأول، وتخرج عليها الأوراق متزاحمة، ثم تستطيل وتتفرع، وتحمل النورات في موسم النمو الثاني تتكون الورقة من 2-3 أزواج من الفصوص، والفصوص مسننة ، وعنق الورقة طويل، وقد تكون الأوراق ملساء، أو مجعدة حسب الأصناف.
النورة خيمية، يتراوح قطرها بين 2 و 5 سم، والأزهار صغيرة لونها أخضر مائل إلى الأصفر، ويبلغ قطرها حوالي 2 مم. الثمرة شيزوكارب schizocarp ، والبذرة عبارة عن ميريكارب (نصف شيزوكارب)، وهي صغيرة عليها بروزات طولية واضحة وتخلو من الأشواك التي توجد ببذور الجزر.
الأصناف
تقسم أصناف البقدونس - حسب حجم الجذور - إلى مجموعتين :
1 - أصناف ذات جذور عادية، وهي تشمل جميع الأصناف التجارية التي تزرع لأجل أوراقها.
2 - أصناف ذات جذور درنية لفتية الشكل Turnip-Rooted ، وهي تزرع لأجل جذورها وتكون أوراقها ملساء تشبه أوراق الكرفس، ومن أمثلتها : الصنف هامبورج Hamburg .
كما تقسم الأصناف - حسب ملمس الأوراق - إلى مجموعتين أيضا كما يلي:
1 - أصناف ذات أوراق ملساء Plain Leaved ، ومن أمثلتها: الصنفان البلدي، وبلين Plain .
2 - أصناف ذات أوراق مجعدة Curied - Leaved ، ومن أمثلتها الأصناف موس كيرلد Moss Curled ، وإكسترا دبل كيرلد Extra Double Curled ، وكيرلد دوارف Curled Dwarf وبارامونت Paramount .
تختلف المجموعتان السابقتان - إلى جانب ملمس الأوراق – في كل من النكهة واللون، حيث تعد الأصناف ذات الأوراق الملساء أقوى نكهة ، ويكون لون الأوراق أخضر قاتماً في الأصناف المجعدة.
ومن اصناف البقدونس السامة التي تزرع لأجل أوراقها، ما يلي:
Krauso
Italian Giant
Rina
Deep Green
Alto
Forest Green
Bravour
Darki
Green Carpet
Giant Italian
|
Decora
Triplex
Verta
Solon
Dark Green Curled
Green River
Sherwood
Optima
Parus
Dark Green Italian
|
ومن أصناف البقدونس السامة التي تزرع لأجل بذورها، ما يلى:
Omega
Delta
الاحتياجات البينية
تفضل زراعة البقدونس في الأراضي الطميية الخصبة الجيدة الصرف الخالية من الأملاح، وهو محصول شتوي ينمو جيدًا في الجو البارد المعتدل، ويتحمل البرودة. يتراوح المجال الحراري لإنبات البذور من 1-29 م، وتبلغ درجة الحرارة المثلى 24 م ، بينما لا تنبت البذور في حرارة أقل من 4 م، أو أعلى من 32 م ( Lorenz & Maynard 1980). يستغرق إنبات البذور 14-21 يومًا في الظروف المثلى للإنبات.
التكاثر والزراعة
التكاثر وكمية التقاوي
يتكاثر البقدونس بالبذور ويلزم لزراعة الفدان حوالي 8 - 12 كجم من البذور.
ويحتوي الجرام الواحد من بذور البقدونس على حوالي 650 بذرة.
إنبات البذور
تحتوي بذور البقدونس على مركب الكيومارين coumarin الذي يثبط الإنبات. وقد وجد أن منقوع بذور ستة أصناف من البقدونس كان مثبطاً لإنبات بذور الخس والفجل. وكان منقوع البذور المنتجة في النورات الأولية primary umbels أقل تثبيطا للإنبات من منقوع البذور المنتجة في نورات المستوى الرابع tertiary umbels، وأدى غسيل بذور البقدونس في ماء مهوى لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات إلى التخلص من جزء من المركبات المثبطة لإنباتها Hassell & Kretchman) 1997) .
ونظرًا لأن إنبات بذور البقدونس يستغرق وقتا طويلاً ولا يكون متجانسا ؛ لذا .. فقد جرت محاولات لاستنباتها - مبدئيا - قبل زراعتها وهي العملية التي تعرف باسم Seed Priming والتي تجرى بنقع البذور في محلول مهوى ذي ضغط أسموزي مرتفع ، ويستخدم لذلك – عادة – محلول من البوليثيلين جليكول Polyetylene glycol. ويحتاج الأمر إلى اختبار مبدئي؛ لاختيار أفضل درجة حرارة لإجراء المعاملة، وأنسب تركيز للمحلول، وأحسن فترة لنقع البذور. وبينما تمنع هذه المعاملة استطالة الجذير .. فإنها تسمح باستمرار العمليات الحيوية الأخرى التي تصاحب الإنبات، بحيث إنها - أي البذور - تنبت بسهولة إذا وضعت في بيئة مناسبة بعد ذلك. ويمكن تجفيف البذور بعد معاملتها، ثم زراعتها آليا بعد ذلك.
وقد وجد Akers ، آخرون (1987) أن نقع بذور البقدونس في الماء المهوى لمدة ثلاثة أيام في 25 م، ثم نقلها إلى محلول بوليثيلين جليكول 8000 لمدة 4.5 أيام إضافية - على نفس درجة الحرارة - أدى إلى إسراع الإنبات في كل درجات الحرارة بعد ذلك (والتي كانت عند 5 ، و 15 ، و 20 ، و 25 م )، مع أفضل نتيجة بالنسبة لمعاملة المقارنة عند إجراء الإنبات في حرارة 5 م، إلا أن تجانس الإنبات (معبرا عنه بعدد الأيام بين 25 % و 75 % إنبات) لم يتأثر جوهريا بالمعاملة. وقد وجد في دراسة تالية (Rabin وآخرون 1988) أن معاملة البذور في الماء لمدة 3 أيام ثم في محلول البوليثيلين جليكول 8000 بتراكيز مختلفة لمدة 4,5 أيام أدت إلى زيادة المحصول المبكر في الزراعة المبكرة في الجو البارد بنسبة 67 %، وزيادة محصول الحشة التالية بنسبة 28 %، ولكن المعاملة لم تكن مؤثرة في الزراعات التالية المتأخرة.
كذلك أدى ترطيب بذور البقدونس في بيئة صلبة (تكونت من فيرميكيوليت ناعم) - وهو ما يعرف باسم matric priming - إلى زيادة نسبة الإنبات إلى 89 ٪، مقارنة بتحسن أقل (حتى 83 ٪) عندما كان نقع البذور في البوليثيلين جليكول، وذلك عند ضغط أسموزي مقداره 0,5 ميجا باسكال لمدة 7 أيام على 30 م. كذلك كانت البذور 30 م. أسرع إنباتًا بالـ matric priming مقارنة بالـ osmotic priming عندما كانت المعاملة لمدة 4 أيام سواء أكانت على حرارة 20 ، أم 30 م . وقد أعطت معاملة البذور بالـ priming على 30 م مع 1 مللي مول حامض جبريلليك أعلى نسبة إنبات، مع أكبر طول للسويقة الجنينية السفلى وللوزن الجاف للنمو الخضري للبادرة ( Pill & Kilian 2000).
الزراعة
تزرع بذور الصنف البلدي في الحقل الدائم مباشرة، وتكون الزراعة - نثرا - في أحواض . أما الأصناف الأجنبية .. فإنها قد تزرع في المشتل أولاً، ثم تشتل على جانبي خطوط بعرض 50 سم (أي يكون التخطيط بمعدل 14 خطا في القصبتين) وعلى مسافة 15-20 سم من بعضها البعض، كما قد تزرع البذور في الحقل الدائم مباشرة بمعدل 50-60 بذرة في كل متر طولي على أن تخف بعد ذلك على 40-50 نباتا بكل متر طولي. وتزرع الأصناف التي تكون جذوا درنية – سرا – على جانبي خطوط بعرض 60 سم (أي يكون التخطيط بمعدل 12 خطا في القصبتين)، على أن تخف النباتات بعد الإنبات على مسافة 5 - 10سم من بعضها البعض.
مواعيد الزراعة
تزرع بذور البقدونس في مصر ابتداءً من منتصف أغسطس حتى آخر فبراير، ويمكن أن تستمر الزراعة بعد ذلك - أيضًا - في المناطق الساحلية .
عمليات الخدمة
تكافح الحشائش بالنقاوة اليدوية عندما تكون النباتات صغيرة. ويمكن استعمال مبيدات الحشائش ، مثل : بريفار Prefar (قبل الزراعة بمعدل 2,5-3 كجم للفدان)، وتنوران Tenoran قبل الإنبات بمعدل 1,5-2 كجم للفدان)، وكلورو أي بي سي Chloro IPC (قبل الإنبات بمعدل 2 كجم للفدان وتوك TOK (قبل الإنبات بمعدل 1-3 كجم للفدان) وتريفلان Treflan (قبل الإنبات بمعدل 0,25 - 0,5 كجم للفدان ).
وتوالى النباتات بالري المنتظم، مع توفير الرطوبة الأرضية – باستمرار – حتى لا يتوقف النمو.
وتسمد حقول البقدونس بنحو 15-20 م3 من السماد العضوي للفدان، تضاف أثناء إعداد الأرض للزراعة، مع 50 كجم سلفات نشادر تضاف - نثرا - بعد 3-4 أسابيع من الزراعة ، و 50 كجم أخرى من السماد نفسه بعد كل حشه. وقد تستعمل كميات أخرى صغيرة من سوبر فوسفات الكالسيوم، وسلفات البوتاسيوم إذا لزم الأمر.
الفسيولوجي : النكهة المميزة
إن من أهم المركبات المسئولة عن الرائحة والنكهة المميزين لأوراق البقدونس
المركب 1,3,8-p-menthatrine (الذي يشكل حوالي 62 % من الزيت الأساسي) ضمن 45 مركباً أمكن التعرف عليها والتي كان من أهمها - كذلك - ما يلي (عن Atta-Aly 1999).
beta-pinene
apiole
|
pinene
p-phellandrene
myristicin
|
كما عزل منها كذلك المركبات عن (Rubatzky وآخرين 1999):
apigenin
bergapten
apiin
وقد أدت معاملة التربة بتركيزات منخفضة من النيكل - وخاصة مجم Ni/كجم تربة - إلى زيادة محصول أوراق البقدونس، وزيادة محتواه من الزيت الأساسي وتحسين نكهته من خلال زيادة محتواه من المركب الأساسي المسئول عن النكهة المميزة للكرفس - وهو : 1,3,8-p-menthatriene بنسبة 10- 25 %، وإحداث خفض في محتوى الأوراق من النترات، علما بأن النيكل نفسه يعد عنصرًا ضروريًا للإنسان، الذي يحتاج له في غذائه بمعدل 25-35 ميكروجرام يوميا Atta-Aly)1999).
النضج والحصاد والمحصول
تحصد نباتات البقدونس عند بلوغها حجمًا مناسبًا للتسويق، وذلك بحشها ثم ربطها في حزم تكون الحشة الأولى بعد نحو شهرين من الزراعة، وتكون الحشات التالية شهريا بعد ذلك تؤخذ من 2-5 حشات، ويتراوح محصول كل حشة من 2-4 أطنان للفدان.
ويمكن في الأصناف الأجنبية في حالة شتلها على خطوط حصاد الأوراق الخارجية (الكبيرة) - أولاً بأول - وربطها في حزم وبذا .. يستمر الحصاد لعدة أسابيع. ويتوقف الحصاد عندما تبدأ النباتات في الإزهار أما أصناف البقدونس التي تزرع لأجل جذورها .. فإنها تقلع بعد نحو 4 شهور من الزراعة.
يمكن تخزين البقدونس الورقي لمدة شهر، أو شهرين في حرارة الصفر المئوي، ودرجة رطوبة نسبية من 95 - 100 %، ولمدة أقل من ذلك في حرارة 2 - 4 م وتخزن الأصناف الجذرية - دون عروشها - لعدة أشهر تحت نفس الظروف (Hardenburg & Lutz 1968).
وتفيد تعبئة البقدونس في أكياس من البوليثيلين المثقب في زيادة فترة احتفاظه بجودته عند التخزين
كذلك يفيد التخزين في جو يحتوي على 10 % أكسجين، و 11 % ثاني أكسيد كربون في احتفاظ البقدونس بلونه الأخضر لفترة أطول.
الاكثر قراءة في مواضيع متنوعة عن الخضر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة