1

بمختلف الألوان
إنَّ الفَضلَ في كتابِ اللهِ عَظيمٌ، واسِعٌ لا يُحَدُّ، فَقَد أغدَقَ اللهُ تَعالى على عِبادِهِ نِعَمًا ظاهِرَةً وباطِنَةً، مَنَحَهُمُ المالَ والبَنينَ، وأعلى شأنَهُم بالعِزَّةِ والكرامَةِ. وهذا الفَضلُ الإلهيُّ ليسَ مَحصُورًا في النِّعَمِ الدُّنيَوِيَّةِ فَحَسبُ، بَلْ يَتَجَلَّى بأسمَى... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
الإمام الحسين (عليه السلام) و"الليل الجمل": بين المحنة والتمحيص
عدد المقالات : 24
قراءة روحية في أعظم لحظة فداء ووفاء . حينما قال الإمام الحسين عليه السلام في ليلة عاشوراء :
هذا الليلُ قد غشيكم فاتخذوه جملًا، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، وتفرّقوا في سواد هذا الليل،
لم يكن يخاف الموت، ولا يشكّ في ثبات أصحابه، بل كان يخاطب التاريخ، ويكتب وصية الوعي للأحرار في كل العصور .
أولًا: هل كان الإمام يختبر أصحابه
نعم، ولكن ليس اختبار الخائف من خيانة، بل اختبار التمييز بين الذهب والنحاس، بين الصحبة واليقين، بين الرفقة والمبدأ. الإمام الحسين أراد أن يترك الباب مفتوحًا للانسحاب، لا لأنهم لا يستحقون، بل لأن كربلاء لا تحتمل إلا أهل اليقين التام، الذين لا يذهبون إلى الموت إلا وهم يرونه حياة.
وقد أجاب أصحاب الإمام الحسين بأجمل ردّ في تاريخ البطولة: يا أبا عبد الله، لو قُطّعنا وأُحرِقنا ثم نُشرنا، لما تركناك.
كانوا يعرفون إلى أين يذهبون، ولم يكونوا بحاجة إلى ضوء القمر، فقد أضاءت قلوبهم بنور الولاء .
ثانيًا: هل كان الإمام يخاف عليهم
بل كان يحبهم حتى أكثر مما يحب نفسه. كان يرى وجوهًا تشتاق إلى الشهادة، لكنه أراد أن يمنحهم الخيار الحر الكامل. فـكربلاء ليست فرضًا، بل دعوة للعروج. الإمام يعلم أن شهادته قدر، ولكن شهادتهم أمانة، فلا يريد أن يحملهم شيئًا فوق طاقتهم. وقد كان بإمكانه أن يُبقيهم معه بسلطان الإمام، لكنه آثر أن يحررهم، ليرتقي الموقف من التضحية إلى العشق .
ثالثًا: الغاية العظمى من هذا الموقف
الحسين عليه السلام أراد أن يصنع الأمة من جديد، لا أن يصنع معركة فقط.
أراد أن يربّي رجالًا لا يُشترون، ونساءً لا يخشين الأسر. أراد أن يعلن أمام العالم أن الحق لا ينتصر بالكثرة، بل بالثبات.
أراد أن يترك مدرسةً لا تقف عند كربلاء، بل تُعيد تشكيل الأحرار في كل زمان.
وها نحن نراه قد نجح: لم يبقَ من يزيد إلا اللعنة، وبقي الإمام الحسين صوتًا لا يُطفأ، وقبلةً لا تبرد، ورايةً لا تسقط.
رابعًا: العراقيون... أحفاد من لم يأخذ الليل جملاً حين قال الإمام الحسين هذا الليل فاتخذوه جملاً، اختار أصحابه البقاء واليوم، اختار العراقيون الطريق نفسه : في مواجهة الاحتلال والغزو الفكري ، لم يأخذوا الليل جملاً، بل قاتلوا في الظلام كأصحاب بدر .
في مواجهة الإرهاب، لم يهربوا، بل قدّموا أبناءهم شهداء كما قدم أصحابه أولادهم .
في خدمة زوّار الحسين عليه السلام، لم يتراجعوا، بل فتحوا القلوب قبل البيوت، وصرخوا: "لبّيك يا حسين"، كما صرخ أنصار الطف .
في كل فتنة وظلام، أثبت العراقيون أنهم أبناء من أبوا أن يخذلوا الإمام الحسين .
العراق، الذي ظنّ الطغاة أن يركعوه، ابقى كربلاء حيّة .
كل مدينة فيه تحمل روح العباس عليه السلام ، وكل أمّ فيه زينب عليها السلام ، وكل شاب فيه علي الأكبر عليه السلام ، وكل قلب فيه عاشوراء.
لا يزال الإمام الحسين يردّد في قلوب الأحرار: هذا الليل فاتخذوه جملاً،
فما أكثر الليالي التي تخيّرنا بين الفرار والصمود . لكننا تعلمنا من الإمام الحسين أن لا نأخذ الليل جملاً، بل نركبه إلى الفجر . وهكذا، يبقى الحسين عليه السلام إمام وقبلة العاشقين، والإكسير الأعظم للنفوس، ويبقى العراق، الوطن الذي لم يتعب من اختيار الشهادة، لأنه الوطن الذي ولد من ضلع الإمام الحسين .
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 يوم
2025/07/22م
السرّ الذي تُخفيه الخرائط وتفضحه السماء . العراق ليس مجرّد قطعة أرضٍ على الخارطة، بل هو جسرٌ بين السماء والأرض، ومرآةُ التاريخ حين يشعّ، وموضعُ أقدام الأنبياء ، وهو ذاكرةُ الدم المقدّس والكتاب والقيامة . ليس غريبًا أن يُستهدف، بل العجب أن يتركه الطامعون وشأنه؛ فالعراقُ ليس بلداً عادياً، بل هو الجرح... المزيد
عدد المقالات : 24
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 ايام
2025/07/20م
الاجازة الدراسية تعني تفرغ الموظف للدراسة تفرغا تاما بغية الحصول على الشهادة المتعاقد عليها ، وهي تمنح براتب تام ، والراتب التام يشمل الراتب الاساسي للموظف اي راتب الدرجة والمرحلة التي هو فيها تضاف اليه المخصصات الثابتة التي تمنح بقوة القانون وتلتصق بالراتب الاساسي وتدور معه بقاء وزوالا . هذا ومن... المزيد
عدد المقالات : 142
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2025/07/18م
منذ ظهور مفهوم التطهير الأرسطي اكتسبت الفنون أهميةً بالغة في معالجة مشكلات الحياة عبر تفريغ الشحنات السلبية المتراكمة لدی الفرد الواحد ثم المجتمع بعمومه، فالفن وسيلة للسمو، وسيلة للجمال، والفن سلاح يواجه القبح الذي يزداد مع ازدياد الانحرافات وازدياد التعقيد في الحياة العامة،وانحسار دور... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2025/07/18م
في مدينةٍ موغلةٍ في قُدسيتها، حيث يتعانق التاريخ مع الإيمان، وُلد سليم، طفلًا لا يحمل في جسده قوة، بل يحمل في عينيه وعدًا لا يُخلف: وعد الأمل. لم يكن مولده بدءًا لزمنٍ جديد فحسب، بل كان نشيدَ تحدٍّ طويل، ستنقشه الأيام على جبين الصبر. نشأ في كنف والده، الحاج محمود، الانسان الوقور، ومع والدته ، التي كانت... المزيد
عدد المقالات : 24
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 ايام
2025/07/20م
أيّها المغترّ بهم رويداً لا عجبَ أن يتبدّلَ رأي الإنسان ويتغيّرَ نظرُه، فإنّ من طبع العقل النقيّ أن يُراجع، ومن دأب النفس الباحثة أن تُنقّب، ومن شأن الموضوعيّ أن لا يستحيي من التحوّل إذا لاح له الحقّ وتجلّى له الصواب. ولا ريب أنّ هذا التبدّل يُعدّ من الحُسن إذا كان انتقالاً من ظلمات الضلال إلى... المزيد
عدد المقالات : 136
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/07م
مـن زفـيرِ اليُـتم أشعلتُ اللظى ... وارتـشفتُ الحزنَ جمراً يُلفظا فاحـتواني وجــعٌ مـِن حـافـرٍ ... يشتكي ظـُلـماً بـوجهي يُلحظـا حـَسبكم رمشي يواري دمعةً ... لو جراحُ الطفِ ماجتْ بالشظى او يـُدوّي بين عمري هائماً ... يستغيثُ الصمتَ شعراً يُقرظـا إنني مُــذ كـنتُ غِـرّاً يـافـعاً ... قــدَّ سهوي... المزيد
عدد المقالات : 29
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/07/02م
كان جالسا وفي حضنه الطفل الملكوتيّ، وكنتُ جالسا أتأمل وجهيهما، ماهذا الجمع النورانيّ (محمد والحسين) أي صلواتٍ تفي بهذا اللقاء مازلتُ صامتا، مفعما بالمحبة، أنظرُ ولا أشبع، تُرى لماذا قلبي نهم لايعرف الاكتفاء لماذا روحي عطشی لاتصل الی الامتلاء الرسول الأعظم مازال يداعب صغيره، ومازلت أنا أجوب... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/07/02م
في البيداء وردة كسيرة عطشى أحاطت بها ضاريات الفلا فلا معين لها يروى ولا ساقي لها يسقى وقفت حيرى ورمقت بناظرها رب السما رباه لا تكسر خاطر أمرأة ثكلى... صليل سيوف غدت مسموعة فأودت بحياة أخيها صرعى... رفع رأسه على الرمح فاعتلى... فأصبحت في خربة الغربى... أسيرة البلدان... ومن حواليها أطفال تبكى... كأني... المزيد
عدد المقالات : 87
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء السادس والعشرون اختزال الدالة الموجية بين التأمل والاحتمال الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 17/7/2025 يستحسن أن نشير هنا إلى أن الفيزياء النظرية تبدأ في معظم الأحيان بأفكار تأملية، الأفكار في نماذج رياضية... المزيد
في وقت يتخبط فيه الاقتصاد العالمي تحت وطأة الاضطرابات الجيوسياسية، والتقلبات النقدية، وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، تبرز مصر كحالة استثنائية بين الاقتصادات الناشئة، وفقًا لتقارير حديثة من مؤسسات مالية دولية مرموقة. فقد وصف كل من معهد التمويل... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الخامس والعشرون: بين التداخل والاختزال ما الذي تصفه ميكانيكا الكم الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 16/7/2025 قلنا في المقالة السابقة: إذا كانت ميكانيكا الكم تنفي وجود اختزال فعلي، فقد يكون من المفيد أن نعيد... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/06/23
صدر عن قسمِ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، دليلُ القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة عن الامام الحسن العسكري...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
2025/06/23
( تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com