Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
آيات قرآنية من كتاب موسوعة شهداء الطف للشيخ الصمياني (ح 6)

منذ 1 سنة
في 2024/07/29م
عدد المشاهدات :943
بيت القصيد
يتضمن الكتاب أصحاب الحسين عليه السلام، الرحمة والشفقة على الأعداء، الوعي والبصيرة، نزول كربلاء، مسلم بن عوسجة، حنظلة بن سعد، بنو تغلب، صبغة الله، رد على شبهات، يزيد الكندي البهدلي، الحر ابن زياد، عمار بن حسان الطائي، والطفل الرضيع. حلقات سلسلة المقالات هذه تتضمن آيات قرآنية من كتاب موسوعة في ظلال شهداء الطف للشيخ حيدر الصمياني.
جاء في کتاب موسوعة في ظلال شهداء الطف للشيخ حيدر الصمياني: عن ظاهرة رفض الاعذار الشرعية في أصحاب الحسين عليه السلام: إذن نحن في كربلاء أمام ظاهرة رفض الأعذار الشرعية، والمسوغة للخروج من ساحة المعركة، ومن قتال لا هوادة فيه، ومن موت لا ريب فيه. في الحقيقة وأنا أقرأ هذه الروايات وأجمع وأستقرئ المواقف حول هذا الشهيد وما يرتبط به، جاءت في ذهني الآيات الشريفة في سورة التوبة وفي غيرها، والتي تتحدّث عن فئة لا تملك عذراً مشروعاً ومع ذلك كانت تقدّم الأعذار لرسول الله من أجل أن تتخلّف عن الجهاد، ويتحدّث كذلك عن فئة أخرى كانت تقدّم أعذاراً مشروعة ومقبولة من أجل البقاء في بيوتها، فقلت في نفسي: ما اعظم أصحاب أبي عبد الله، أولئك الذين كانوا يملكون أعذاراً مشروعة ويأذن لهم الحسين عليه السلام ويأبون إلاّ الشهادة بين يديه، وحتى يتبيّن لك عظمة هؤلاء وجلالة قدرهم أذكر هنا بعض الآيات التي تتحدّث عن هذا الموضوع، حيث يخبرنا القرآن الكريم في سورة التوبة عن أولئك المعذّرين: "وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (التوبة 90). يقول السيّد الطباطبائي في الميزان: (الظاهر أنّ المراد بالمعذّرين هم أهل العذر، كالذي لا يجد نفقة ولا سلاحاً، بدليل قوله: "وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ" (التوبة 90). والسياق يدلّ على أنّ في الكلام قياساً لإحدى الطائفتين على الأخرى، ليُظهر به لؤم المنافقين وخسّتهم وفساد قلوبهم وشقاء نفوسهم، حيث إنّ فريضة الجهاد الدينية والنصرة لله ورسوله، هيّج لذلك المعذّرين من الأعراب وجاؤوا إلى رسول الله (النبي) يستأذنونه، ولم يؤثّر في هؤلاء الكاذبين شيئاً).: ويقول مفسر آخر: (وقرأ الجمهور المعذّرون بالتشديد ففيه وجهان أحدهما أن يكون أصله المعتذرون فأدغمت التاء في الذال، وهم الذين لهم عذر، ومنه قول لَبيد: إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتذر. فالمعذرون على هذا هم المحقون في اعتذارهم المعنى: أنه جاء هؤلاء من الأعراب بما جاءوا به من الأعذار بحقٍ أو بباطل على كلا التفسيرين لأجل أن يأذن لهم رسول الله بالتخفيف عن الغزو، وطائفة لم يعتذروا، بل قعدوا عن الغزو لغير عذر، وهم منافقو الأعراب الذين كذبوا الله ورسوله ولم يؤمنوا ولا صدقوا، ثم توعدهم الله سبحانه، فقال: "سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ" (التوبة 90). أي من الأعراب، وهم الذين اعتذروا بالأعذار الباطلة، والذين لم يعتذروا، بل كذبوا الله ورسوله "عَذَابٌ أَلِيمٌ" أي كثير الألم، فيصدق على عذاب الدنيا وعذاب الآخرة). لعلّ الضمير يعود إلى الأعراب الذين جاء ذكرهم في نطاق الحديث عن المعذّرين، وبذلك نفهم من الآية أن الله قد أعطى العذر للفئة الأولى ولم يعذر الفئة الثانية في موقفها، لأنّها تمثّل الموقف المعاند والجاحد المتمرّد، فأنذرهم بأنّهم سيصيبهم عذاب اليم؛ إذن نحن أمام أعذار مشروعة ومقبولة، وقد قبلها ربّ العالمين ولم يعلّق عليها شيئاً، بل الوعد الوعيد إنّما جاء لأولئك الذين لم يؤمنوا أصلاً بالله ورسوله.

يقول الشيخ حيدر الصمياني: فكر فيه الشهيد وكأنّي بلسان حاله يقول: إنّ في قلبي حبّين؛ حبّاً لولدي، وحبّاً لابن بنت رسول الله، وعليّ أن أقدّم حبّ ابن بنت رسول الله على حبّ ولدي، وهذا مفهوم إسلامي عظيم، ومصداقه صريح القرآن الكريم يقول في سورة التوبة: "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" (التوبة 24). يقول الشيخ محمد مهدي الآصفي، بعد ذكره لهذه الآية الكريمة: (فلا ينهى الله تعالى عن حبّ الآباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشائر ما لم يعادوا الله ورسوله، ولا ينهى عن حبّ المال والتجارة والمساكن ما لم تكن من حرام، وإنّما ينهى أن يكون حبّ هذه الأمور أقوى وأشدّ عند المؤمن من حبّ الله ورسوله وجهادٍ في سبيله).

وعن الشهيد يزيد بن زياد بن مهاجر الكندي البهدلي أبو الشعثاء يقول الشيخ الصمياني في موسوعته: روى البيهقي بسنده قال: (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو عمرو بن مطر، حدّثنا يحيى بن محمد، حدّثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا الشعثاء يقول: سألت ابن عمر عن لحم الصيد يهديه الحلال للحرام قال: كان عمر يأكله، قلت: إنّما أسألك عن نفسك أتاكله قال: كان عمر يأكله، قلت: إنّما عن نفسك أتأكله قال: كان عمر خيراً منّي). وروى هذه الرواية الطبري في تفسيره وابن أبي حاتم وابن أبي شيبة في المصنّف وآخرون بألفاظ مختلفة. وأول ما يتبادر إلى ذهن القارئ والسامع لهذه الرواية هذا السؤال، أ إنّ سؤال الشهيد الكربلائي لابن عمر جاء لأجل أن يأخذ منه معالم الدين وأحكام الشريعة، كأيّ إنسان يبحث عن أجوبة لمسائله، كما يحثّ على ذلك القرآن الكريم بقوله: "فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" (النحل 43). أم كان لأجل أن يطّلع على رأيه في هذه المسألة من دون أن يتّبعه فيه على أساسه وهذا الأمر ربما يكون معمولاً به كثيراً، فربّ سائل يسأل في مسألة ما وهو يعلم جوابها، وإنّما أراد بسؤاله معرفة رأي المسؤول فيها لا غير.

وعن تحريم لحم الصيد على المحرم يقول الشيخ حيدر الصمياني: ذكر الحرّ العاملي في وسائل الشيعة مجموعة من الروايات تحت عنوان كبير (تحريم أكل المحرم من صيد البرّ حتى القديد وإن صاده محلّ. وذكر تحت هذا الباب بعض الروايات أذكر منها اثنتين. الأولى: (وعنه عن إبراهيم بن أبي سمال عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله قال: لا تأكل شيئاً من الصيد وانت محرم وان صاده محلّ). الثانية: (وبإسناده عن ابن أبي عمير وصفوان، عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله قال: لا تأكل الصيد وأنت حرام وإن كان أصابه محلّ). باء: ذكر الطبرسي في مجمع البيان في تفسير الآية الكريمة من سورة المائدة: "وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا" (المائدة 96) فيقول: (هذا يقتضي تحريم الاصطياد في حال الإحرام، وتحريم أكل ما صاده الغير. وبه قال علي وابن عباس وابن عمر وسعيد بن جبير، وقيل: إنّ لحم الصيد لا يحرم على المحرم اذا صاده غيره، عن عمر وعثمان والحسن، ثمّ يقول: ويجب حمل الآية على الأمرين وتحريم الجميع).

يقول الشيخ الصمياني في موسوعته: قال أبو مخنف: (لمّا كاتب الحرّ ابن زياد في أمر الحسين وجعل يسايره، جاء إلى الحر رسول ابن زياد مالك بن النسر البدّي ثمّ الكندي، فجاء به الحرّ وبكتابه إلى الحسين، كما يذكر في ترجمة الحرّ، وكما قصصناه، فعنَّ مالك ليزيد هذا فقال يزيد: أمالك بن النسر أنت قال: نعم، فقال له: ثكلتك أمّك، ماذا جئت به قال: وما جئت به، أطعت إمامي ووفيت ببيعتي، فقال له أبو الشعثاء: عصيت ربّك وأطعت إمامك في هلاك نفسك، وكسبت العار والنار. ألم تسمع قول الله تعالى: "وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إلى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ" (القصص 41) فهو إمامك). إنّ هذه الرواية وما دار فيها من حوار بين الشهيد أبي الشعثاء وبين مالك بن النسر، لتضعنا بين منطقين؛ منطق الخضوع والاستسلام للأمر الواقع، وبين منطق تحمّل المسؤولية الشرعية مهما كانت الظروف والأحوال. أمّا المنطق الأوّل، فإنّ الشهيد الكربلائي لا يقبله، ولا يمكن أن يسير عليه، بل لسان حاله يقول: إنّ منهجي ومنطقي هو منطق القرآن الذي يقول: "يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ" (الاسراء 71). ومن ثم سيدعى كلّ أولئك الذين ساروا خلف معاوية ويزيد وأمثالهما، للدخول مدخلهم والورود موردهم، إذا جاء النداء: ادعوا كلّ أُناس بإمامهم. كما سيُدعى أولئك الذين اتّبعوا أئمّة الهدى ونصروهم، وسيدخلون مدخلهم ويردون موردهم، وشتّان ما بين الموردين.
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ اسبوعين
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ اسبوعين
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )