زيد علي كريم / الكفل
التقوى، الصيانة، الحفظ، هي فضائل تتداخل وتتكامل ولكل منهما دورها الهام في تشكيل شخصية الإنسان في الطاعة والإخلاص وتوجيهه نحو السلوك الصحيح والحذر.
في مقالي اليوم عن 3939التقوى ميزان التفاضل3939 نتناول أهمية الصيانة والحفظ بالاعتماد على التقوى ، لما لها آثار جمة في حياة المؤمن في الدنيا والآخرة ولعل من أهم تلك الآثار هو تقبل العمل، فمقياس القبول عند الله تبارك وتعالى ليس عظمة الفعل أو مركز الفاعل أو ما أنفقه من أموال كثيرة أو ثروة طائلة في سبيله أو ما بذل عليه من الجهد الجسيم في سبيل إيجاده في الخارج وإنما سبب القبول أمر واحد وهو التقوى، والتي تستبطن الصيانة والحفظ وعدم الرياء وعدم حب السمعة والشهرة وعدم المن والأذى وما إلى ذلك.
الصيانة : وهي بعبارة أخرى جهاز الكبح الداخلي الذي يصون الإنسان أمام طغيان الشهوات.
ومهم جدا للانسان أن يعرف التقوى هي صيانة النفس والمحافظة عليها مما يعرضها للخطر الدنيوي أو الأخروي، وهو الممنوعات والمحرمات، وهي بهذا تعني أحد أمرين:
١ إما أن يبتعد الإنسان عن أجواء المعاصي لئلا يتأثر بذلك فيرتكب المعصية.
٢ أو يوجد في نفسه القوة والمناعة الروحية والأخلاقية التي تحجزه عن المعصية وإن كانت الأجواء المحيطة به تدعوه إليها، والمطلوب من التقوى في الإسلام هو الأمر الثاني.
ولا يظن أحد أن التقوى ضد الحرية، بل هي قيد صائن، تماماً كما هي القيود الصائنة الأخرى التي لا يرى أحد من الناس أنها تقف في وجه الحرية، كاللباس والبيوت وما شاكل ذلك؛ إذ هذه الأمور لا بد منها لاستقامة الحياة، فكذلك هي التقوى.
والتقوى تحتاج إلى صيانة وحراسة، وإلا تعرضت للتصدع والاختراق من قبل بعض المعاصي التي لها من التأثير ما ليس لغيرها من المعاصي الأُخَر.
الحفظ: الحفظ أيضا يجب أن يعتمد على التقوى، الإنسان التقي يمكنه أن يحافظ على نفسه في زلات الحياة ومطباتها، لكن الإنسان العديم التقوى لا يستطيع إذا استطاع الإنسان أن يوجد روح التقوى فيه نفسه، التي هي المراقبة الدائمة للنفس والانتباه الدائم إلى أعماله وحتى أفكاره وأفعاله وإلى التصدع الذي يصيب الإنسان، فستكون النتيجة أنه سيكون سالما في الامتحانات الإلهية، لأن معنى التقوى هو الانتباه ومراقبة النفس، أي المراقبة للنفس والتمنع عن الانجرار إلى الغفلة.
سأل أحد الصالحين عن التقوى
قال: هل أخذتم طريقا ذا شوك
قالوا: نعم.
قال :فما عملتم فيه
قالوا:تشمرنا وحذرنا.
قال: فتلك هي التقوى في جعل النفس بوقاية مما تخاف، وحفظها عما يضرها.
ونختم المقال بشكل عام، فان حالة التقوى والضبط المعنوي من أوضح آثار الإيمان بالله واليوم الآخر، ومعيار فضيلة الإنسان وافتخاره، ومقياس شخصيته في الإسلام، حتى أضحت الآية الكريمة: إن أكرمكم عند الله أتقاكم شعارا إسلاميا خالدا.







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN