الأطفال ورقة بيضاء يخطها الآباء والمجتمع كيفما يشاؤون ومتى ما يريدون ، فطرتهم السليمة تصدق أي فعل تراه او تسمعه كونهم القدوة في كل شيء .وكما قالوا قديما التعلم في الصغر كالنقش على الحجر.
ترك هذه الثمرة الطيبة عرضة للملوثات الخارجية مهلكة لبرعهم الندي واذبال لبريق الفطرة الجميلة النقية .فالمواقع الخبيثة نبت شيطاني يغرس في نفوس أبنائنا ليصنعوا منهم دمى مسيرة وقابلة لأي فعل غير أخلاقي يصدر من القنوات الموجهة .
المسؤولية المجتمعية تلقى على عاتق الجميع ،فما قتل البذرة الخيرة غير التخلي عن الواجب الأخلاقي تحت شعار متهالك (موسى بدينه وعيسى بدينه) .ولعمري ما موسى وعيسى إلا نبيان مرسلان لهدف واحد .
سياسة تمييع المبادئ تحت مسمى التحضر والفن بات يدق ناقوس جميع البيوت ،الاطفال باتوا يستسيغون كل قبيح نتيجة التركيز الإعلامي المستمر على شخصيات مقرفة وحيوانات مخالفة للذوق العام ،..كما ركزوا في أذهان الصبيان مفهوم الشهرة والعالمية وهي سهلة مستساغة للجميع بدون قيود وحدود (افعل ما تشاء لكي تصل لهدفك ).وقد سُأِلتْ احدى الفتيات وهي بعمر الخامسة ربيعا كيف أصبحتي مشهورة .فأجابتْ بكل بساطة وعفوية (الرقص) .وكأن الامر اشبه عندها بسكب قدح ماء على الأرض أو لعب بالرمل .وما زاد الطين بلة تصفيق الحضور والاشادة بها مما عزز في ذهنها مقبولية اللامقبول .
وقد تزايد وبشكل مخيف أَعداد الأطفال الحاملين للموبايل في الطرقات بحرية تامة ويتلقون الوان واشكال الفيديوهات غير اللائقة تطرق مسامعهم وانظارهم على مدار الساعة ،لكون الاب او الام ليس لهما طاقة للأستماع او التصابي معهم ،مما يخلق بيئة غير نقية ، تكون هي المؤنس والمربي .
الأطفال هبة ونعمة كبيرة ،وحصن للأسرة ، وسراج لكثير من البيوت المظلمة ، فلابد من حمايتهم من الملوثات الخارجية والعمل بجد على تنشئتهم وتطويرهم ،ليؤدوا دورهم في سنة الحياة بما يخدم البشرية .







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN