كانت ليلة العاشر من محرم عام 61 هجري ليلة حزينة على عائلة الامام الحسين واصحابه فكان الامام يوصي اسرته واحبائه بوصايا مهمة، وفيمن اوصاهم الامام اخته العقيلة زينب قائلا:
يا أُخيّة، إني اُقسمُ عليكِ فأبرِّي قَسمي؛ لا تشُقي عليَّ جَيباً، وَلا تخمشي عليَّ وَجهاً، وَلا تدعي عليَّ بالويلِ والثبورِ إذا أنا هلكت.
وهنا ينبغي ان نأخذ العبرة والدرس من هذه الوصيّة المهمة من خلال هذه الوقفات:
الأولى: ان التعبير عن الحزن يجب ان لا يخرج عن اطر الشرع والعقلاء فالمؤمن يمتاز عن غيره بالانضباط والسيطرة على نفسه في الازمات بخلاف ذاك الذي ما ان تصيبه نائبة او ازمة الا واظهر الجزع والانكسار وتصرف بصورة فوضوية.
ثانيا: الامام الحسين يضع ضوابط التعامل مع النوائب والأزمات فما ينبغي لسيدة كزينب ان تفقد سيطرتها على نفسها امام الأعداء وبمرأى من النسوة فتتصرف بصورة لا تتناسب مع شخصيتها وانتمائها السببي والنسبي.
ثالثا: ينبغي ان يلتزم المؤمن بتلك الوصية في النوائب والملمات فلا يفقد صوابه وينساق وراء العاطفة فيتلفظ بما لا يليق مع ايمانه وما يرجوه من أجر وثواب وانما عليه ان يكثر من قول لا حول ولاقوه الا بالله العلي العظيم وانا لله وانا اليه راجعون وهذا لا يمنع من يذرف الدموع حزنا فالبكاء حالة ملازمة للإنسان حينما يحاول ان ينفس عن مشاعره الحزينة ويعبر عن أساه دون ان يقول ما يغضب الرب.







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN