إنّ المؤمن العالم بحقيقة الدنيا وضيقها، يسعى جاهداً للخروج منها بروحه، وإنْ بقي فيها ببدنه، وهذا الإحساس يجعله يعيش عوالم رحبة وإنْ ضاقت به الأرض |
إنّ مَنْ يعلم بأنّه في سجنٍ ضيّقٍ، ويتمنّى الحياة حرّاً، لا بدّ أنْ يعمل ما يوجِب له الخروج منه، بخلاف الجاهل الذي لا يدركُ وجود مكان أرحَب من السجن الذي هو فيه! |
لا يحسن بالعبد عند ندائه ربّه بقوله: (اللهم) أن يذهل عنه، وعند طلبه للحوائج يتوجّه بقلبه؛ فإنّ ذلك سوء أدب مع المولى العظيم الذي يطمع في المنفعة منه |
إنّما سُمّي القلب قلباً لشدّة تقلّبه، ومن هنا يلزم العبد أنْ يتعهّد محور القلب في كلّ وقت، تحاشياً لانقلابه عن محوره، متأثّراً باهتمام قلبه فيما يفسده، ويغيّر من جهة ميله |
إنّ الذي يعتقد أنّ الغضب شُعبة من الجنون، يتحاشى موجباته، ويراقب أفعاله بدقّة عند فوران غضبه، لئلّا يظهر جنونه خارجاً، فيعمل ما لا يمكنه التكفير عنه |
لا ينبغي على المؤمن أن يأنس بمدح الآخرين أو يضيق بذمّهم، مادام يعلم انطباقه على الواقع أو عدم انطباقه؛ إنّما ينبغي أن يكون تأثّره بالواقع الذي هو الأعلم به |
ينبغي على العبد المسارعة في الإقلاع عن الخطايا، قبل أن يفقد القلب سلامته، ويؤول أمره الى الختم، وعندئذٍ يبقى القلب على حالته وإن أقلع عن المعصية |
إنّ العبد الذي يوكِل أموره إلى الله تعالى، يجد بوضوح مَدد التيسير والتسديد منه، في كلّ شأنٍ من شؤون حياته؛ كالرزق والعلم والذرّية والعبادة وغيرها |
إنّ الذي يعتقد أنه مُستخلَف على المال، لا يستشعر حالة المنّة عند الإحسان إلى العباد، فالمنّة لله تعالى على المُعطي والمُعطَى له، فهو مالكهما ومالك المال |