المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



الإسلام والنظافة  
  
967   11:34 صباحاً   التاريخ: 2023-12-27
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : مظهر المؤمن
الجزء والصفحة : ص 11 ــ 12
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

إنّ الدِّين الإسلاميّ الحنيف، هو دين الفطرة، وبالتّالي فإنّ الأحكام الّتي أتى بها تُوافق الفطرة السليمة. ومن هنا أولى الدين الإسلاميّ مسألة النظافة اهتمامًا خاصًّا، حتّى إنّ بعض الأحاديث الشريفة جعلت النظافة من الأمور الّتي بُني عليها الإسلام، ففي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (تنظّفوا بكلِّ ما استطعتُمْ، فإنَّ الله تعالى بنى الإسلامَ على النظافةِ، ولنْ يدخلَ الجنَّةَ إلّا كلُّ نظيفٍ) (1).

وفي حديث آخر عنه (صلى الله عليه وآله): (إنَّ الإسلامَ نظيفٌ فتنظّفوا، فإنَّهُ لا يدخلُ الجنّةَ إلّا نظيفٌ) 2).

وكان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) كثيراً ما يحثُّ أمّته على النظافة، ويأمرهم بها، ومن المحفوظ عنه في ذلك قوله (صلى الله عليه وآله): (إنَّ اللهَ يُبغِضُ الرجلَ القاذورةَ، فقيلَ: وَما القاذورةُ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يتوقّفُ (3) به جليسُهُ) (4).

والنظافة ديدنُ الأنبياء (عليهم السلام) ومن أخلاقهم، ففي الرواية عن الإمام الرّضا (عليه السلام): (من أخلاقِ الأنبياءِ التنظُّفُ) (5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 4، ص 3303.

2ـ المصدر السابق.

3ـ الظاهر انها تصحيف من يتأفف كما ذكر الميرزا النوري في كتابه مستدرك الوسائل، جزء 3، صفحة 236.

4ـ مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 3، ص 236.

5ـ سنن النبي (صلى الله عليه وآله)، السيد الطباطبائي، ص 154. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.