أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/العلم والعلماء/مذاكرة العلم والسؤال عنه وبذله/الإمام العسكري (عليه السلام)
بالإسناد إلى أبي
محمد عليه السلام أنه قال لبعض تلامذته لما اجتمع قوم من الموالي والمحبين لآل رسول
الله صلى الله عليه وآله بحضرته، وقالوا: يا ابن رسول الله إن لنا جارا من النصاب
يؤذينا ويحتج علينا في تفضيل الأول والثاني والثالث على أمير المؤمنين عليه السلام،
ويورد علينا حججا لا ندري كيف الجواب عنها والخروج منها ؟ قال: مر بهؤلاء إذا كانوا
مجتمعين يتكلمون فتسمع عليهم، فيستدعون منك الكلام فتكلم، وأفحم صاحبهم، واكسر
غرته وفل حده، ولا تبق له باقية، فذهب الرجل وحضر الموضع وحضروا وكلم الرجل
فأفحمه وصيره لا يدري في السماء هو أو في الأرض.
قالوا: فوقع علينا
من الفرح والسرور ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وعلى الرجل والمتعصبين له من الحزن
والغم مثل ما لحقنا من السرور، فلما رجعنا إلى الإمام قال لنا: إن الذي في السماوات
من الفرح والطرب بكسر هذا العدو لله كان أكثر مما كان بحضرتكم والذي كان بحضرة
إبليس وعتاة مردته من الشياطين من الحزن والغم أشد مما كان بحضرتهم، ولقد صلى
على هذا الكاسر له ملائكة السماء والحجب والكرسي، وقابلها الله بالإجابة فأكرم إيابه
وعظم ثوابه، ولقد لعنت تلك الملائكة عدو الله المكسور وقابلها الله بالإجابة
فشدد حسابه وأطال عذابه.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 2 / صفحة [ 11 ]
تاريخ النشر : 2023-04-25