أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/العدل/البداء والنسخ/الإمام الباقر (عليه السلام)
{الم * غُلِبَتِ
الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي
بِضْعِ سِنِينَ} [الروم: 1 - 4] فإنه حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل، عن أبي
عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " الم غلبت الروم في أدنى
الارض " قال: يا أبا عبيدة إن لهذا تأويلا لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم
من الائمة: إن رسول الله صلى الله عليه واله لما هاجر إلى المدينة - وقد ظهر الاسلام
- كتب إلى ملك الروم كتابا وبعث إليه رسولا يدعوه إلى الاسلام، وكتب إلى ملك
فارس كتابا وبعث إليه رسولا يدعوه إلى الاسلام فأما ملك الروم فإنه عظم كتاب رسول
الله صلى الله عليه واله وأكرم رسوله، وأما ملك فارس فإنه مزق كتابه واستخف برسول
رسول الله صلى الله عليه واله وكان ملك فارس يومئذ يقاتل ملك الروم وكان المسلمون
يهوون أن يغلب ملك الروم ملك فارس، وكانوا لناحية ملك الروم أرجى منهم لملك فارس،
فلما غلب ملك فارس ملك الروم بكى لذلك المسلمون واغتموا، فأنزل الله
" الم غلبت الروم في أدنى الارض " يعني غلبتها فارس في أدنى الارض وهى الشامات
وما حولها، ثم قال: وفارس من بعد غلبهم الروم سيغلبون في بضع سنين قوله: لله الامر
من قبل أن يأمر ومن بعد أن يقضي بما يشاء. قوله: ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله
ينصر من يشاء قلت: أليس الله يقول: في بضع سنين ؟ وقد مضى للمسلمين سنون كثيرة مع
رسول الله صلى الله عليه واله، وفي إمارة أبي بكر، وإنما غلب المؤمنون فارس في إمارة
عمر فقال:
ألم أقل لك: إن
لهذا تأويلا وتفسيرا ؟ والقرآن يا أبا عبيدة ناسخ ومنسوخ، أما تسمع
قوله: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم: 4] يعني إليه المشيئة
في القول أن يؤخر ما قدم ويقدم ما أخر إلى يوم يحتم القضاء بنزول النصر فيه على المؤمنين،
وذلك قوله: " ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء ".
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 4 / صفحة [ 100 ]
تاريخ النشر : 2024-01-22