أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير العياشي
" فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على
موته إلا دابة الارض تأكل منسأته " قال:
لما أوحى الله تعالى إلى سليمان عليه السلام: إنك ميت أمر الشياطين أن يتخذوا له
بيتا من قوارير ووضعوه في لجة البحر، ودخله سليمان عليه السلام فاتكأ على عصاه وكان
يقرأ الزبور والشياطين حوله ينظرون إليه ولا يجسرون أن يبرحوا، فبينا هو كذلك إذ
حانت منه التفاتة فإذا هو برجل معه في القبة، ففزع منه سليمان عليه السلام فقال
له: من أنت ؟ قال: أنا الذي لا أقبل الرشاء، ولا أهاب الملوك، فقبضه وهو متكئ على
عصاه سنة، والجن يعملون له ولا يعلمون بموته حتى بعث الله الارضة فأكلت منسأته، فلما
خر على وجهه تبينت الانس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.
كذا نزلت هذه الآية، وذلك أن الانس كانوا يقولون: إن الجن يعلمون الغيب،
فلما سقط سليمان عليه السلام على وجهه علم الانس أن لو علم الجن الغيب لم يعملوا
سنة لسليمان عليه السلام وهو ميت ويتوهمونه حيا، قال: فالجن تشكر الارضة بما عملت
بعصا سليمان عليه السلام. وذكر نحو ما مر إلى قوله: عبد الله ونبيه، وفي بعض
النسخ: ما هو من عند الله ونبيه، وفي بعضها: إنما هو.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [139]
تاريخ النشر : 2024-07-31