أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي موسى وهارون عليهما السلام/الإمام الصادق (عليه السلام)
العطار، عن
سعد، عن الاصفهاني، عن المنقري، عن حفص قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
جاء إبليس إلى موسى بن عمران عليه السلام وهو يناجي ربه، فقال له ملك من الملائكة:
ما ترجو منه وهو في هذه الحال يناجي ربه ؟ فقال: أرجو منه ما رجوت من أبيه
آدم وهو في الجنة. وكان فيما ناجاه الله تعالى به أن قال له: يا موسى لا أقبل الصلاة
إلا ممن تواضع لعظمتي، وألزم قلبه خوفي، وقطع نهاره بذكري، ولم يبت مصرا على الخطيئة،
وعرف حق أوليائي وأحبائي. فقال موسى: رب تعني بأحبائك وأوليائك إبراهيم وإسحاق
ويعقوب ؟ فقال عزوجل: هم كذلك يا موسى إلا أني أردت من من أجله خلقت آدم وحواء
ومن من أجله خلقت الجنة والنار، فقال موسى عليه السلام: من هو يا رب ؟ قال: محمد
أحمد، شققت اسمه من اسمي لأني أنا المحمود، فقال موسى: يا رب اجعلني من امته،
قال: أنت يا موسى من امته إذا عرفته وعرفت منزلته ومنزلة أهل بيته، إن مثله ومثل
أهل بيته فيمن خلقت كمثل الفردوس في الجنان، لا ييبس ورقها، ولا يتغير طعمها،
فمن عرفهم وعرف حقهم جعلت له عند الجهل علما، وعند الظلمة نورا، اجيبه قبل أن
يدعوني، واعطيه قبل أن يسألني ، يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل: مرحبا بشعار
الصالحين، وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل: ذنب عجلت عقوبته، إن الدنيا دار
عقوبة عاقبت فيها آدم عند خطيئته، وجعلتها ملعونة
ملعونا ما فيها إلا ما كان فيها لي. يا موسى إن عبادي الصالحين زهدوا فيها
بقدر علمهم بي، وسائرهم من خلقي رغبوا فيها بقدر جهلهم بي، وما من أحد من خلقي عظمها
فقرت عينه، ولم يحقرها أحد إلا انتفع بها. ثم قال الصادق عليه السلام: إن قدرتم
أن لا تعرفوا فافعلوا، وما عليك إن لم يثن عليك الناس، وما عليك أن تكون مذموما
عند الناس إذا كنت عند الله محمودا، إن عليا عليه السلام كان يقول: لا خير في
الدنيا إلا لاحد رجلين: رجل يزداد كل يوم إحسانا، ورجل يتدارك سيئته بالتوبة وأنى
له بالتوبة ؟ والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل
البيت.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [338]
تاريخ النشر : 2024-07-23