النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/عقيدة النبوة الخاصة/بعث الرسول وعصمته/الإمام الرضا (عليه السلام)
تميم القرشي، عن أبيه، عن حمدان بن
سليمان، عن علي بن محمد بن الجهم قال: سأل المأمون الرضا عليه السلام عن
قول الله عزوجل: " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك
وما تأخر " قال الرضا عليه السلام: لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا
من رسول الله صلى الله عليه وآله، لانهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين
صنما، فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم، وقالوا: " أجعل
الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب * وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم
إن هذا الشيء يراد * ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق " فلما
فتح الله عزوجل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله مكة قال له يا محمد: " إنا فتحنا
لك " مكة " فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر "
عند مشركي أهل مكة بدعاءك إلى توحيد الله
عز وجل فيما تقدم وما تأخر، لان مشركي مكة أسلم
بعضهم وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذا دعا
الناس إليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم ، فقال المأمون: لله
درك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عزوجل: " عفا الله عنك لم أذنت لهم
" قال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل
بإياك أعني و اسمعي يا جارة، خاطب الله عزوجل بذلك
نبيه صلى الله عليه واله وأراد به امته، وكذلك قوله عزوجل: " لئن أشركت
ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " وقوله
عزوجل: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا
قليلا " قال: صدقت يا ابن رسول الله الخبر.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 17 / صفحة [89]
تاريخ النشر : 2024-05-22