أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/اثبات النبوة وعلاماتها وعلة بعث الانبياء/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
ابن الوليد، عن الصفار وسعد معا، عن ابن
عيسى والنهدي، وابن أبي الخطاب، كلهم عن ابن محبوب، عن عمرو
بن أبي المقدام، عن إسحاق بن غالب، عن أبي عبد
الله عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله
في بعض خطبه: الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا، وفي أزليته متعظما بالإلهية،
متكبرا بكبريائه وجبروته، ابتدأ ما ابتدع وأنشأ ما خلق على غير مثال كان سبق
لشيء مما خلق، ربنا القديم بلطف ربوبيته، وبعلم خبره فتق، وبإحكام قدرته خلق جميع
ما خلق، وبنور الاصباح فلق، فلا مبدل لخلقه، ولا مغير لصنعه، ولا معقب لحمكه، ولا راد لأمره، ولا مستراح عن دعوته ولا زوال لملكه،
ولا انقطاع لمدته وهو الكينون أولا، والديموم أبدا، المحتجب بنوره دون خلقه في الافق
الطامح، والعز الشامخ، والملك الباذخ، فوق كل شئ علا ومن كل شئ دنا، فتجلى
لخلقه من غير أن يكون يرى، وهو بالمنظر الاعلى،
فأحب الاختصاص بالتوحيد إذا احتجب بنوره، وسما في علوه، واستتر عن خلقه، وبعث
إليهم الرسل لتكون له الحجة البالغة على خلقه، ويكون رسله إليهم شهداء عليهم، وانبعث
فيهم النبيين مبشرين ومنذرين، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة وليعقل
العباد عن ربهم ما جهلوه، فيعرفوه بربوبيته بعدما أنكرو، ويوحدوه بالإلهية بعد
ما عندوا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 4 / صفحة [ 287 ]
تاريخ النشر : 2024-05-21