الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أهمية الإحسان للجار
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص303ــ307
2025-09-01
45
أوصى الله تعالى في كتابه الكريم بالإحسان بالجار بقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} [النساء: 36].
أهمية الإحسان بالجار
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أَنه قال: يَا عَلِيُّ! أَكْرِمِ الْجَارَ وَلَوْ كَانَ كَافِرًا(1).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه):... الله اللهَ فِي جِيرَانِكُمْ فَإِنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله) أَوْصَى بِهِمْ وَمَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرَثُهُم...(2).
مكانة الجار
روي عن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) قوله: قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ عَلِيٌّ (سلام الله عليه) [ضمن ما أعلنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين والأنصار وأهل المدينة...] أنَّ الْجَارَ كَالنَّفْسِ غَيْرَ مُضَار وَلَا أَثِمِ وَحُرْمَةُ الْجَارِ عَلَى الْجَارِ كَحُرْمَةِ أُمِّهِ(3).
حقوق الجار
قال الإمام زين العابدين (سلام الله عليه):... وَأَمَّا حَقُّ جَارِكَ فَحِفْظُهُ غَائِباً وَإِكْرَامُهُ شَاهِداً وَنُصْرَتُهُ إِذْ كَانَ مَظْلُوماً وَلا تَتَبَّعْ لَهُ عَوْرَةٌ، فَإِنْ عَلِمْتَ عَلَيْهِ سُوءاً سَتَرْتَهُ عَلَيْهِ وَإِنْ عَلِمْتَ أَنَّهُ يَقْبَلُ نَصِيحَتَكَ نَصَحْتَهُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَلَا تُسْلِمْهُ عِنْدَ شَدِيدَةٍ وَتُقِيلُ عَثْرَتَهُ وَتَغْفِرُ ذَنْبَهُ وَتُعَاشِرُهُ مُعَاشَرَةٌ كَرِيمَةٌ(4).
حفظ أسرار الجار
كما روي عن الإمام زين العابدين (سلام الله عليه) قوله:... حَقٌّ جَارِكَ... وَلَا تَتَبَّعْ لَهُ عَوْرَةً، فَإِنْ عَلِمْتَ عَلَيْهِ سُوءاً سَتَرْتَهُ عَلَيْهِ...(5).
حد الجيرة
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كُلُّ أَرْبَعِينَ دَاراً جِيرَانٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِه(6).
وعن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): حَرِيمُ المَسْجِدِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً وَالْجوَارُ أَرْبَعُونَ دَاراً مِنْ أَرْبَعَةِ جَوَانِبِهَا(7).
ملاحظة: تعيين حدود الجيرة من أربعة أطراف هو لعدم وجود ظاهرة البناء العمودي والأبراج في ذلك العصر، وإلا فالوحدات السكنية العمودية أيضاً مشمولة بحدود الجيرة.
الصبر على الجار وتحمّل أذاه
قال الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه): لَيْسَ حُسْنُ الْجَوَارِ كَفَّ الأَذَى وَلَكِنْ حُسْنُ الْجَوَارِ صَبْرُكَ عَلَى الْأَذَى(8).
ثواب الإحسان بالجار
العمران وطول العمر: قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): صلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْجَوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ(9).
زيادة الرزق: وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: حُسْنُ الْجَوَارِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ(10). شمول الرحمة الإلهية: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رَحِمَ اللَّهُ جَاراً أَعَانَ جَارَهُ عَلَى بره(11).
دخول الجنة: وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): مَنْ رُزِقَ مِنْ أَرْبَعَةِ خصَالٍ وَاحِداً دَخَلَ الجنَّةَ برِّ الْوَالِدَيْنِ أَوْ صِلَةِ الرَّحِمِ أَوْ حُسْنِ الْجَوَارِ أَوْ حُسْنٍ الخلق(12).
جزاء اللامبالاة إزاء الجار
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ. قَالَ: وَمَا مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ يَبِيتُ وَفِيهِمْ جَائِعٌ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَة(13) وكذلك قال (صلى الله عليه وآله):... مَنْ مَنَعَ الْماعُونَ مِنْ جَارِهِ إِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِ مَنَعَهُ اللَّهُ فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ(14).
جزاء من يؤذي جاره
الخروج من دائرة المؤمنين: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى فَاطِمَةَ (سلام الله عليها)، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) هَلْ تَرَكَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) عِنْدَكَ شَيْئاً تَطْرِفِينِيهِ؟ فَقَالَتْ: يَا جَارِيَةُ! هَاتِ تِلْكَ الْحَرِيرَةَ، فَطَلَبَتْهَا فَلَمْ تَجِدْهَا، فَقَالَتْ: وَيُحَكِ! أَطْلُبِيهَا، فَإِنَّهَا تَعْدِلُ عِنْدِي حَسَناً وَحُسَيْنَا(15) فَطَلَبَتْهَا فَإِذَا هِيَ قَـد قَمَّمتها في قُمَامتِهَا، فَإِذَا فِيهَا قَالَ مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): لَيْسَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ...(16).
وروي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله:... يَا شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ! اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنَّا... مَنْ لَمْ يُحْسِنُ... مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَه(17).
الحرمان من رحمة الله: وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: يا عـلي... وَمَنْ آذَى جَارَهُ فَهُوَ مَلْعُونٌ وَمَنْ أَبْغَضَ عِتْرَتِي فَهُوَ مَلْعُونٌ وَمُنَافِقٌ خَاسِرٌ. يَا عَلِيُّ! أَكْرِمِ الْجَارَ وَلَوْ كَانَ كَافِرًا(18).
الفضيحة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):... كَرِهَ التَّطَلُّعَ فِي الدُّور(19)؛ وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً:... وَمَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ جَارِهِ فَنَظَرَ إِلَى عَوْرَةِ رَجُلٍ أَوْ شَعْرِ امْرَأَةٍ أَوْ شَيْءٍ مِـنْ جَسَدِهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ النَّارَ مَعَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَبْتَغُونَ عَوْرَاتِ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا وَلا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَفْضَحَهُ اللَّهُ وَيُبْدِيَ لِلنَّاسِ عَوْرَتَهُ فِي الآخِرَةِ(20).
الدعاء للجيران
يجدر بالمؤمنين بالإضافة إلى الإحسان وحسن الأدب مع الجيران، الدعاء لهم في خلواتهم، وقراءة دعاء الإمام زين العابدين (سلام الله عليه) في حق الجيران:
1. اللَّهُمَّ صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَتَوَلَّنِي فِي جِيرَانِي وَمَوَالِيَّ الْعَارِفِينَ بِحَقْنَا وَالمُنَابِذِينَ لِأَعْدَائِنَا بِأَفْضَلِ وَلَا يَتِكَ؛
2. وَوَفِّقْهُمْ لِإِقَامَةِ سُنَّتِكَ، وَالْأَخْذِ بِمَحَاسِنِ أَدَبِكَ فِي إِرْفَاقِ ضَعِيفِهِمْ، وَسَدَّ خَلَّتِهِمْ، وَعِيَادَةِ مَرِيضِهِمْ، وَهِدَايَةِ مُسْتَرْشِدِهِمْ، وَمُنَاصَحَةِ مُسْتَشِيرِهِمْ، وَتَعَهْدِ قَادِمِهِمْ وَكِتْمَانِ أَسْرَارِهِمْ، وَسَتْرِ عَوْرَاتِهِمْ وَنُصْرَةِ مَظْلُومِهِمْ، وَحُسْنِ مُوَاسَاتِهِمْ بِالْمَاعُونِ، وَالْعَوْدِ عَلَيْهِمْ بِالْجِدَةِ وَالإِفْضَالِ، وَإِعْطَاءِ مَا يَجِبُ هُمْ قَبْلَ السُّؤَالِ؛
3. وَاجْعَلْنِي اللَّهُمَّ أَجْزِي بِالإِحْسَانِ مُسِيتَهُمْ، وَأُعْرِضُ بِالتَّجَاوُزِ عَنْ ظَالِهِمْ، وَأَسْتَعْمِلُ حُسْنَ الظَّنِّ فِي كَافَتِهِمْ، وَأَتَوَلَّى بِالْبِرِّ عَامَّتَهُمْ، وَأَغْضُّ بَصَرِي عَنْهُمْ عِفَة، وَأُلِينُ جَانِبِي لهُمْ تَوَاضُعاً، وَأَرِقُ عَلَى أَهْلِ الْبَلَاءِ مِنْهُمْ رَحْمَةٌ، وَأُسِرُّ لهُمْ بِالْغَيْبِ مَوَدَّةً، وَأُحِبُّ بَقَاءَ النِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ نُصْحاً، وَأُوجِبُ لهُمْ مَا أُوجِبُ لِحَامَّتِي، وَأَرْعَى لهُمْ مَا أَرْعَى لِخَاصَّتِي؛
4. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَارْزُقْنِي مِثْلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ، وَاجْعَلْ لِي أَوْفَى الحظُوظ فِيمَا عِنْدَهُمْ، وَزِدْهُمْ بَصِيرَةٌ فِي حَقِّي، وَمَعْرِفَة بِفَضْلِي حَتَّى يَسْعَدُوا بِي وَأَسْعَدَ بِهِمْ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ(21)؛
________________________
(1) جامع الأخبار، ص 84.
(2) الكافي، ج 7، ص 51.
(3) الكافي، ج 2، ص 666.
(4 و 5) الفقيه، ج 2، ص 623.
(6) الكافي، ج 2، ص 669.
(7) كتاب الخصال، ص 544.
(8) الكافي، ج 2، ص 668.
(9) الكافي، ج 2، ص 152.
(10) الكافي، ج2، ص 666.
(11) الأمالي الصدوق، ص288.
(12) جامع الأخبار، ص 106.
(13) الكافي، ج 2، ص 668.
(14) ثواب الأعمال، ص 284.
(15) لعظمة قيمتها.
(16) دلائل الإمامة، ص 1.
(17) الكافي، ج 2، ص 637.
(18) جامع الأخبار، ص 84.
(19) الفقيه، ج 3، ص 556.
(20) ثواب الأعمال، ص 282.
(21) الصحيفة الكاملة السجادية، دعاء 26.
الاكثر قراءة في آداب عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
