البحث القيّم لكاشف الغطاء في وحدة الوجود والموجود
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الله
الجزء والصفحة:
ج3/ ص167-169
2025-08-17
432
لقد ألّف آية الله المحقّق المدقّق، والعالِم الكلّ، والشاعر الباحث المنطيق، والفقيه القدير والحكيم ذو العزّة والإكرام، من نوادر دهره ونوابغ عصره جامعاً جميع العلوم المختلفة والمعارف المتباينة- وقد كنتُ أنا الحقير أتشرّف بطلعته مدّة سنة أو اثنتين وذلك في مستهلّ رحلتي إلى النجف الأشرف لكنّي لم أحظَ بالاستفادة من فيض وجوده[1]- الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء أعلى الله تعالى مقامه كتاباً بعنوان «الفردوس الأعلى» حيث قام جناب صديقنا المحترم المرحوم آية الله الشهيد السيّد محمّد على القاضي الطباطبائيّ رضوان الله عليه بالتعليق عليه وقد طُبع الكتاب المذكور مراراً. وقد بُحثت مسائل مختلفة في الكتاب المذكور ومنها أربع مسائل مهمّة في الحكمة وهي:
1- الوَاحِدُ لَا يَصْدُرُ عَنْهُ إلَّا الوَاحِدُ.
2- معنى العُقُولِ العَشَرَة.
3- وَحْدَةُ الوُجُودِ والمَوجُودِ.
4- المَعَادُ الجِسْمَانِيّ.
والحقّ أنّه كتاب قيّم وجذّاب؛ وبحوثه في ذروة الكمال والإتقان والاستحكام. لأنّ الحقير لم يعثر على بحثٍ في مسألة التوحيد الحقّ والصِّرف الإلهيّ أفضل وأوجز وأجمل وأقوى برهاناً وأحلى عبارة وأشوق تعبيراً من البحث الثالث وهو «وحدة الوجود والموجود»، فلا أقلّ من أن أنقل نصّ تلك العبارات هنا لمزيد من المعرفة وفتح باب المطالعة العسيرة على البعض إلى عاشقي عرفان الربّ السبحان والهائمين في الحكمة والبرهان للربّ الرحمن؛ علّهم يستفيدوا منها فتنكشف لهم مسألة التوحيد بهذا المنطق المتين والبرهان الراسخ الأمين للفقيه العالم والمتضلّع بعلوم أهل البيت؛ فلن تبقى بعد ذلك بحول الله وقوّته أيّة شبهة أو شكّ.
[1] كان وصولي أنا الحقير إلى النجف الأشرف في الثامن عشر من شهر صفر المظفّر سنة 1370 ه- وكانت وفاة ذلك المرحوم في 18 ذي القعدة سنة 1373 ه- وقد جاء التفصيل في شرح أحوال هذا العالم الجليل والفقيه والنبيل في« أعلام الشيعة» للعلّامة الحاجّ الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ قدّس سرّه في الفصل الموسوم ب-« نقباء البشر في القرن الرابع عشر» في الجزء الأوّل منه، ص 612 إلى 619: « وُلِد في النجف الأشرف سنة 1294 ه- وبدأ دراسته وبحثه وتأليفه وتصنيفه بفكر صائب وعزم راسخ. وقد كتب شرحاً على« العروة الوثقي» في حياة استاذه. وقد بلغت مؤلّفاته الثمانين، ومن جملة تلك المؤلّفات كتاب« الدين والإسلام» أو« الدعوة الإسلاميّة إلى مذهب الإماميّة» في الحكمة والعقائد وقد طُبع الجزء الأوّل منه في بغداد سنة 1329 ه-، وقد همّ بطبع الجزء الثاني منه لكن حِيلَ دون ذلك بأمرٍ من والي بغداد ناظم باشا وبتحريك من المفتي الشيخ سعيد الزهاويّ، فقرّر طبعه خارج العراق. وحجّ المرحوم بيت الله الحرام فكتب يوميّات رحلته بشكل رائع في كتاب أسماه« نَزْهَة السَّمَر ونَهْزَة السَّفَر» وعند رجوعه إلى الشام قام بطبع جزئي كتاب «الدين والإسلام» في صيدا.
و ألّف كتاب «المطالعات والمراجعات» أو« النقود والردود» على أثر مباحثاته ومناقشاته التي أجراها مع فيلسوف الفريكة «أمين الريحانيّ»( 1876- 1940 م) وقد كتب في الجزء الأوّل منه ردّاً على اللغويّ المعروف« الأب انستاس الكرملي»( 1866- 1947 م) صاحب مجلّة« لغة العرب» منتقداً إيّاه نقداً لاذعاً وقاسياً بحيث لو اطّلع على ذلك شخص منصف غير منحاز لتبيّنت له أهمّيّة علماء الشيعة وخصوصاً كاشف الغطاء. وأدعو كلّ مبتدئ في العلوم، بل كلّ شابّ مسلم بشدّة وإلحاح إلى مطالعة ذلك الكتاب. وكتب في الجزء الثاني من الكتاب المذكور ردّاً حاسماً على جرجي زيدان( 1861- 1914 م) لتأليفه كتاب« تاريخ آداب اللغة العربيّة».
ومن جملة مؤلّفاته الأخرى كتاب «الآيات البيّنات» و« أصل الشيعة واصولها» و «الفردوس الأعلى» و«الأرض والتربة الحسينيّة» و«العبقات العنبريّة» و« تحرير المجلّة» وهي من أهمّ مؤلّفاته. وأمّا آخر كتاب قام بتأليفه كان «المُثُل العُليا في الإسلام لا في بحمدون» انتهى موجز ما انتخبناه من بحث المرحوم العلّامة الطهرانيّ قدّس سرّه. وأنا أقول: أن كتاب «جنّة المأوى» هو واحد من أنفس مؤلّفاته الأخرى وقد تمّ طبعه بعد التعليق عليه من قِبل صديقنا القديم المحترم المرحوم الشهيد الحاجّ السيّد محمّد على القاضي قدّس سرّه الذي كان قد أخذ على عاتقه كذلك التعليق على كتاب« الفردوس الأعلى».
الاكثر قراءة في التوحيد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة