من محامد الأوصاف والأفعال / تقوى الله تعالى
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 284 ــ 286
2025-07-17
398
ومنها:
تقوى اللّه سبحانه:
فقد ورد: انّها: خير الزاد [1]، وانّها الكرم [2]، وانّ: من سرّه أن يكون أكرم الناس فليتّق اللّه [3]، وانّ أكثر ما تلج به هذه الأمّة الجنّة تقوى اللّه [4]، وانّ التقوى توجب الرزق من حيث لا يحتسب بنص الآية [5]، وانّ: من أخرجه اللّه عزّ وجلّ من ذلّ المعاصي إلى عزّ التقوى أغناه اللّه بلا مال، وأعزّه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس [6]، وانّ قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى، مثل الرجل يطعم طعامه، ويرفق جيرانه بخير، ويوطى رحله، فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه، فهذا العمل بلا تقوى، ويكون الآخر ليس عنده فإذا ارتفع الباب من الحرام لم يدخل فيه [7]، وانّ الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النّار، وانّ التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها، وأعطوا أزمّتها فأوردتهم الجنّة [8]، وانّ المتّقين الّذين يتقّون اللّه من الشيء الّذي لا يتقى منه خوفًا من الدخول في الشبهة. وانّ اللّه لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم [وأعمالكم] [9]، وقال (عليه السّلام): اتّق بعض التقى وان قلّ، واجعل بينك وبين اللّه سترًا وإن رّق [10]، وورد أيضا: انّ القيامة عرس المتّقين [11]، وأنّ لهم عند اللّه أفضل الثواب، وأحسن الجزاء والمآب [12]، وانّهم حازوا عاجل الخير وآجله، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم [13]، وقال (عليه السّلام): لا يغرنّك بكاؤهم، إنّما التقوى في القلب [14].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الفقيه: 4/271 باب 176 النوادر حديث 828.
[2] وسائل الشيعة: 11/191 باب 20 حديث 6.
[3] مستدرك وسائل الشيعة: 2/299 باب 20 حديث 6، عن أمالي الشيخ الطوسي بسنده قال (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): يا أبا ذر! من سرّه أن يكون أكرم الناس فليتقِّ اللّه، يا أبا ذر! أحبّكم إلى اللّه جلّ ثناؤه أكثركم ذكرًا له، وأكرمكم عند اللّه أتقاكم له، وأنجاكم من عذاب اللّه أشدّكم خوفًا له[منه]، يا أبا ذر! إنّ المتقين الذين يتقون اللّه من الشيء الذي لا يتّقى خوفًا من الدخول في الشبهة.. إلى أن قال: يا أبا ذر! إنّ اللّه لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، يا أبا ذر! إنّ التقوى ههنا، وأشار بيده إلى صدره.
[4] الجعفريّات أو الأشعثيّات: 150 باب التقوى وحسن الخلق.
[5] مستدرك وسائل الشيعة: 2/299 باب 20 حديث 15، عن كنز الفوائد للكراجكي عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) انّه قال: خصلة من لزمها أطاعته الدنيا والآخرة، وربح الفوز في الجنّة، قيل: وما هي يا رسول اللّه؟ قال: التقوى، من أراد أن يكون أعزّ الناس فليتق اللّه (عزّ وجلّ)، ثم تلا: {ومَنْ يَتَّقِ اَللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}.
[6] الفقيه: 4/293 باب 176 النوادر حديث 887، بسنده عن الهيثم بن واقد، قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السّلام) يقول: من أخرجه اللّه (عزّ وجلّ) من ذلّ المعاصي إلى عزّ التقوى أغناه اللّه بلا مال، وأعزّه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس، ومن خاف اللّه (عزّ وجلّ) أخاف اللّه منه كل شيء، ومن لم يخف اللّه (عزّ وجلّ) أخافه اللّه من كلّ شيء، ومن رضي من اللّه (عزّ وجلّ) باليسير من الرزق رضي اللّه منه باليسير من العمل، ومن لم يستحِ من طلب المعاش خفّت مؤونته، ونعم أهله، ومن زهد في الدنيا أثبت اللّه الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه، وبصرّه عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه من الدنيا سالمًا إلى دار السّلام.
[7] أصول الكافي: 2/76 باب الطاعة والتقوى حديث 7.
[8] نهج البلاغة: 1/44 حديث 15، ومن كلام له (عليه السّلام) لمّا بويع بالمدينة.
[9] مستدرك وسائل الشيعة: 2/299 باب 20 حديث 6، عن أمالي الشيخ الطوسي.
[10] وسائل الشيعة: 11/191 باب 20 حديث 8، عن نهج البلاغة 3/206 برقم 242.
[11] مشكاة الأنوار: 42 الفصل الثاني عشر في التقوى والورع.
[12] مشكاة الأنوار: 45 الفصل الثاني عشر في التقوى والورع.
[13] الأمالي للشيخ المفيد: 263 المجلس الحادي والثلاثون حديث 3، في كتاب أمير المؤمنين (عليه السّلام) إلى أهل مصر لمّا ولى محمد بن أبي بكر عليهم.
[14] مشكاة الأنوار: 42 الفصل الثاني عشر في التقوى والورع.
الاكثر قراءة في العفة والورع و التقوى
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة