أبيات الشيخ البهائيّ في لقائه بالله تعالى
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الله
الجزء والصفحة:
ج1/ ص192-195
2025-07-13
531
يسرد الشيخ بهاء الدين العامليّ قدّس سرّه في قصائده الجميلة، حالاته ومكاشفاته الخاصّة به، ومن جملتها قصيدة يشرح فيها تشرّفه بزيارة الحقّ سبحانه وتعالى، حيث بدأها بالأبيات التالية:
أيُّهَا اللَّاهِي عَنِ العَهْدِ القَدِيم *** أيُّهَا السَّاهِي عَنِ النَّهْجِ القَوِيمْ
اسْتَمِعْ مَاذَا يَقُولُ العَنْدَلِيبْ *** حَيْثُ يَرْوِي مِنْ أحَادِيثِ
الحَبِيب مرحبا اي بلبل دستان حيّ *** كآمده از جانب بستان حيّ[1]
مَا يُرِيدُ الحَيّ أخْبِرْنِي بِمَا *** قَالَهُ في حَقِّنَا أهْلُ الحِمَى
هَلْ رَضُوا عَنَّا وقَالُوا لِلْوَفَا *** أمْ على الهِجْرِ اسْتَمَرُّوا والجَفَا
مرحبا اي پيك فرّخ فال ما *** مرحبا اي مايه اقبال ما[2]
و يستمرّ على هذا المنوال حتى يصل إلى قوله:
ياد ايّامى كه با ما داشتي *** گاه خشم از ناز وگاهى آشتى
اى خوش آن دوران كه گاهى از كرم *** در ره مهر ووفا ميزد قدم
شب كه بودم با هزاران گونه درد *** سر به زانوى غمش بنهاده فرد
جان به لب از حسرت گفتار او *** دل پر از نوميدى ديدار او
فتنهي ايّام وآشوب زمان *** خانه سوز صد چو من بى خانمان
از درم ناگه در آمد بىحجاب *** لب گزان از رخ برافكنده نقاب[3]
كاكُل مُشكين به دوش انداخته *** وز نگاهى كار عالم ساخته
گفت: اي شيدا دل محزون من *** وى بلاكش، عاشق مفتون من
كَيْفَ حالُ الْقَلْبِ في نَارِ الْفِراقْ؟ *** كفتمش: والله حالي لا يُطاقْ
يك زمان بنشست بر بالين من *** رفت وبا خود برد عقل ودين من
گفتمش: كى بينمت اي خوش خرام؟ *** گفت: نِصْفَ اللَيْلِ لَكِنْ في الْمَنامْ[4]
في الأبيات السابقة، يشرح الشيخ أعلى الله مقامه، لقاءه بالحقّ تعالى في اليقظة، وحالة المكاشفة الروحانيّة التي تنتابه، وعن هذا اللقاء يقول: ودخل على بمحيّاه بلا حجاب أو غطاء، مُسدلًا شعره على كتفيه، وحيث أن ذكر اصطلاح كلمة المحيّا عند أهل اللاهوت، هو تعبير عن تجلّي نور الوحدة وجمال الحقّ، واصطلاح إسدال الشعر، كناية عن تجلّي الكثرات والمخلوقات ذات الهويّة. فإنّ ظهور الحقّ تعالى بمحيّاه المجرّد عن الحجاب، وشعره المسدل، هو تشبيه عن حالة الوحدة في الكثرة. وهذا هو الحقّ تعالى بوحدانيّته حين يُشاهد بالكثرة الناشئة عن وجوده معاً وسوية.
و بتعبير آخر، فإنّ رؤية وحدة الحقّ، بكلّ ما في الكلمة من معنى، ممكنة، في تجلّي الحقّ تعالى في اسم وحدانيّته، وتعبير وحدة الوجود على ألسنة أهل العرفان، هو مشتقّ من هذا المعنى.
[1] يقول: «مرحباً أيّها البلبل المغرِّد بقصّة الحيّ، الذي جاءنا من بستان الحيّ».
[2] يقول: «مرحباً يا طائر سَعْدنا، مرحباً يا سَبَب بهجتنا وسعادتنا».
و أمّا بقيّة الأبيات فهي:
مرحبا اي طوطى شكّرشكن *** قُل فقَدْ أذهَبتَ عن قلبي الحَزَن
مرحبا اي عندليب خوش نوا *** فارقم كردى ز قيد ما سوا
اي نواهاى تو نارٌ مؤصده *** زد به هر بندم هزار آتشكده
مرحبا اي هدهد شهر سبا *** مرحبا اي پيك جانان مرحبا
بازگو از نجد واز ياران نجد *** تا در وديوار را أرى به وجد
بازگو از زمزم وخَيف ومنى *** وارهان دل از غم وجان از عنا
بازگو از مسكن ومأواى ما *** بازگو از يار بى پرواى ما
آنكه از ما بى سبب افشاند دست *** عهد را ببريد وپيمان را شكست
از زبانِ آن نگار تند خو *** از پى تسكين دل حرفى بگو
يقول: «مرحباً أيّها الببغاء المعسول الكلام، قُل فقد أذهَبتَ عن قلبي الحَزَن.
مرحباً أيّها العندليب العَذب الغناء، لقد حرّرتني من القيود جميعاً.
يا مَن صوته وغناؤه نارٌ مُؤصَدة، يا مَن أشعلَ في كلّ قيد من قيودي ناراً حاميّة.
مرحباً يا هُدهُدَ مدينة سَبَأ، مرحباً يا سفير النفوس، مرحباً.
حدّثني عن نَجْد وأصحابي في نجد، حتى يَهيمَ الباب والجدران من حديثك.
حدّثني عن زَمزَمَ والخَيفَ ومِني، حتى تُزيل الغمّ عن القلوب والعناء عن الأنفس.
حدّثنا عن مساكننا ومُقامنا، وحدّثنا عن حبيبنا الذي لم يُبالِ بنا.
ذلك الحبيب الذي هجرنا وابتعدَ عنّا دونما سبب أو عِلّة، ذلك الذي نَقَضَ العهد والميثاق.
تكلَّم، قُلْ شيئاً عن لسان ذلك المحبوب الغضوب، حتى تُسكن هذا الفُؤاد».
[3] يقول: «اذكُر الأيّام التي كنّا فيها معاً، فتارةً كنتَ تضغب بدلال وأخرى تُصالحنا.
ما أحلي ذلك العهد الذي كان الحبيب يفيض فيه علينا ويُغرقنا من كَرَمه وحبّه ووفائه.
و كم سَهِرتُ الليالى مع آلامي وأوجاعي، واضعاً رأسي على ركبتي حزيناً كئيباً.
و كانت روحي تروم الخروج من جسدي مُتمنّيةً سماع حديثه وكلامه، وتملأ القلب حسرات ويأس لرؤيته وملاقاته.
لقد أشعلت فتنة ذلك الزمان النار في مئات المنازل وأحرقتها ومنها منزلي فظللتُ مُشرّداً دون دار للسكني.
و طلعَ على يوماً من وراء الباب دون حجاب، عاضّاً شفته لعدم وضع النقاب».
[4] يقول: «و قد أرسل ضفائره السوداء على منكبيه، وقد أبلتْ نظراته العالَمَ بالبلاء الحَسن.
فقال: يا عاشقي! أيّها المحزون الفؤاد! ويا مَن تجرع البلاء (لأجلي)، أيّها العاشق المفتون!
كيف حالُ القلب في نار الفراق؟ قلتُ: والله حالى لا يطاقْ!
فجلسَ معي هُنيهة ثمّ رحل، وأخذ معه عقلي وديني!
فقلتُ (له): متى أراك يا مغناج؟ قال: نِصفَ الليل لكن في المنام!».
كتاب «نان وحلوا » (= الخبز والحلوي)، ص 2 و3، والذي طُبِع مع كتاب «نان وخرما » (= الخبز والتمر) و«نان وپنير » (= الخبز والجبن) و«شير وشكر » (= اللبن والسكّر) للشيخ البهائيّ في مجموعة واحدة من قبل بنگاه كتابفروشى نوبهار (و كالة نوبهار لبيع الكتب)، أصفهان.
الاكثر قراءة في التوحيد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة