Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
"مجرد رأي".....(115) «هل أن المسلسلات التركية المدبلجة، فرضت نفسها على المشاهد العراقي، ليتابعها كإكسير فني بديل للفن العراقي الاصيل؟»

منذ 9 سنوات
في 2016/06/19م
عدد المشاهدات :1536
"مجرد رأي".....(115)
هل أن المسلسلات التركية المدبلجة، فرضت نفسها على المشاهد العراقي، ليتابعها كإكسير فني بديل للفن العراقي الاصيل

تتميز المسلسلات التركية المدبلجة من داخل ستوديوهات العرب- على انها إيحائية لركوب مطايا التسافل والانحدار نحو ممارسة العنف والخشونة الشرسة، والانسلاخ عن واقع الأمة باتجاه "التتريك"، ورديئة المستوى من ناحية إدخال وزج سلوكيات درامية هابطة في المعايير العامة بقدر تأثيرها المباشر على تدني المستوى الاخلاقي والسلوكي والفكري لدى المشاهدين-على شاكلة مسلسلات"وادي الذئاب، وفطمة، والوردة البيضاء، وحريم السلطان، والقائمة تطول".
وانتجت هذه المسلسلات داخل إطار فني منمق وإمكانيات هائلة قل نظيرها في الساحة العربية المتلفزة.
عموما جاءت موجة المسلسلات هذه مع موجة التوجه التركي السياسي الأردوغاني الهادف لتدمير الذات العربية، تمهيدا للغزو السياسي الطائفي والعسكري الارهابي، ليتآزرن معا جميعا لتحقيق تلك الأهداف المرسومة عاجلا وآجلا.
وتساهم بعض القنوات الفضائية لحث النخب الشبابية العربية لركوبها والترغيب على متابعتها بطرق إغرائية وإغوائية في هذا الآن، من خلال الدعاية المشبوهة، وبالتالي وعلى مدى طول مدد العروض فإن هؤلاء، وأعني الشباب صاروا وكأن أحدهم صار واحدا من دوبليرات تلك المسلسلات.
وحصيلة الشباب الذين ركبوا هذه الموجه كضحية من ضحايا الغزو الثقافي والفكري، قد فاق التصور من حيث الكم والنوع، واقصد بالنوع "هو المدى الذي وصلته هذه النخب من درجة التردي والتداعي في اضمحلال الاخلاقيات والسلوكيات العامة، وإبدال الصفات الجيدة والأصيلة بتصرفات شاذة ومقززة على مستوى الشارع وفي البيت لتتنافى مع الذوق العام، ماجعل أغلب الشباب أن ينفصموا ويبتعدوا كثيرا عن احترام وممارسة العلاقات والأواصر العائلية والمجتمعية والدينية السليمة.
فعلى تواتر الأيام ترسخت وبقوة، تلك العادات والقيم الدخيلة التي إستألها ومارسها الشباب بعد غياب سلطة الرقابة الذاتية والعامة.
بحيث أصبح الشاب بمثابة قنبلة موقوتة يصعب التعامل معه خوفا من انفجاره في أي لحظة، اضافة للتأثر الشديد بالمواد التراجيدية التي تطرحها تلك المسلسلات كالابتعاد عن الايمان بالوطن وبالتدين وبالمبادئ وبالقيم الانسانية المتعارف عليها والتي جبلنا الدين الاسلامي عليها، فتبعا لذلك ضعفت علاقة الشاب بامه وابيه واخوته وبقية أفراد أسرته وعشيرته وبيئته ومحيطه الاجتماعي، للحد الذي صار فيه مقلدا جيدا لمادة تلك المسلسلات، كطريقة اللبس والمظهر الخارجي وحتى طريقة الكلام والحركات البدنية وطريقة التفكير والتعامل مع الآخرين"وكأنه خبير فوضى وبلادة، فد نزل على هذه الأمة من الفضاء"، وقد تجرد أيضا من العاطفة والخشونة والرومانسية ومزاولة العلاقات الانسانية ذات الفطرة السليمة، وصلة الأرحام، وأصبح ويكأنه مقطوعا من شجرة لايفكر الا في نفسه ومصلحته وأنانيته، وكأنه قد اكل من لحم خنزير وشرب من حليبه، لا بل ظل يسعى أيضا لمروادة الافعال الخلقية الشاذة، والتشبث لممارسة مقدمات العنف كحيازة الأسلحة الجارحة والقاتلة كالأسلحة الكاتمة للصوت وتحري المخدرات، والبحث عن مغامرات انتقامية وجزافية يترتب عليها الحاق الاذى بالآخرين قد تصل لحد الاعتداء الجائر أو القتل لأسباب تافهة جدا.
كما وأصبح الشاب مشروعا للإنصهار في توجهات مشبوهة وتنظيمات دونية، وصيدا سهلا للإرتماء في أحضان الأجندة الأجنبية التي تعمل جاهدة لخرطه في صفوفها لتنفيذ مهام صعبة ومشبوهة وغاية من الخطورة، كالتجسس والإرهاب والانخراط في ميليشيات إرهابية، مقابل قبض حفنة قليلة من المال الذي تصحرت منه نفسه ويداه منذ نعومة اصابعه.
هكذا يذهب-بضم الياء- بشبابنا كضحية لهذه المسلسلات الهابطة والتي تستهدفهم وتصدعهم في الصميم دون عناء أو جهد مبذول من قبل تلك الجهات المستفيدة، وقد تكون الدولة شريك في هذه العملية دون ان تشعر بذلك.
فعلى الدولة وبجميع مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والفنية والدينية، إذا أرادت ان تنأى بنفسها عن هذا الوزر، والحفاظ على الشباب من الانحدار إلى الهاوية والانجرار إلى ما وراء تلك الصيحات والصرعات، فعليها ان تقوم بحملات توعوية مبرمجة على المرئي والمقروء والمسموع تحذر فيه من مغبة هذا السلوك الخطير والنهج المشبوه من ناحية الابتعاد عن الادمان على متابعة هذه المسلسلات من قبل الشباب والناس عامة، وايجاد حلول سريعة لملأ الفراغ الفني التي تعاني منه الناس.
كما ان للعائلة والمدرسة والجامعة وعلماء الدين الدور الأكبر في مكافحة هذا الابتلاء الذي وقع على رؤوس شبابنا الذي يتراءى لهم على انه رحمة وهو في حقيقة الأمر نقمة ما بعدها نقمة.
ولانعفي القنوات الفضائية ومحطات الاذاعة والتلفزيون الحكومية وغير الحكومية المخلصة والرزينة، من مسؤولية التغاضي عن هذه الحملة لكي نستطيع انقاذ ما يمكن انقاذه من فلذات الأكباد من هذا الانحدار الخطير.
ويقع على أهل الفن العراقي من الفنانين الغيارى من الممثلين والمنتجين والمخرجين والنقاد والمؤسسات الفنية الاخرى بجميع أنماطها وتوجهاتها الوزر الأكبر قدر تعلق الأمر بملأ الفراغ والتصحر الذي أوجدته المرحلة والنظام السابق على الشاشة العراقية الكبيرة والصغيرة من الأعمال العراقية الجيدة والهادفة على مستوى السينما والمسرح والتلفزيون، وبدلا من حشوها بنتاجات وأعمال سخيفة لاتمت إلى الواقع العراقي بشيء، كالتهريج والنعيق والصياح والشغب الخيالي الفارغ من الفكرة والمحتوى والمضمون والهدف، أو الإتيان بالمجون وتأليه الشخصيات والمحاكاة المقلدة.
وعلى المؤسسات العراقية الفنية استقطاب النخب الفنية المبدعة والصاعدة في المحافظات والاقضية وإحتضانهم ودعمهم ماديا ومعنويا لتبني انتاج واخراج أعمال عراقية جيدة تتلاءم مع المرحلة لملأ الفراغ، سيما وأن الساحة العراقية وساحات المحافظات والاقضية قد تكللت بأعمال عراقية فنية راقية ناجحة من ابداعاتهم وجهودهم الشخصية، شهدت لها الاوساط الفنية العربية والعالمية بالابداع والتفوق وحصد الجوائز الرفيعة، والعمل كذلك على كسب واحتواء الشباب للتفاعل معها،من خلال بناء المسارح، ودعم الاتحادات الشبابية والطلابية والنسوية، بغية العزوف عن تلك الأعمال المستوردة والدخيلة على واقعنا العراقي الاصيل الذي يحن له الجميع، كأقوى قاسم مشترك بين المكونات العراقية التي عبثت بها أذرع الأخطبوط السياسي، وسكين الإرهاب الغادرة، وعصا الفرقة العوجاء.
وأختم بقولي فأقول بحرقة قلب وباعلى صوتي: "-ياناس يا عالم- الفن ليس -دك وركص- وتهريج واكسسوارات وميوعة وتقليد الآخرين
أو عرض سخافات على انها كوميدية مضحكة".
الفن رسالة وتبشير وتبصير.
والفنان"ليس بسياسي ولا رجل دين ولا أي شئ من هذا وذاك"، الفنان هو:
"ذلك الرجل المثقف الواعي صاحب المثل والأخلاق والقيم، الذي يستطيع ان يتقمص الشخصيات بكل صدق وأمانة لإيصال الحقيقة لأخلاد الناس، ويستطيع كذلك ان يمخر التاريخ ويصححه على وفق الحقائق التاريخية المنصفة.
والفنان هو الدالة والمبشر والمبصر والمؤشر الدقيق إلى الأشياء والحقائق والمواقف، والذي لا يغش ولا يضل ولا يكذب ولا يطري ولا يداهن.
والفنان الناجح والاصيل هو الذي يستطيع ان يغير المسارات الخاطئة، وان يغير قناعات الناس نحو الحقيقة وصناعة الحياة وانتزاع الأوهام والخزعبلات الخاطئة من عقولهم وضميرهم."

فرجاء رجاء اتركوا هذا الفن الهابط الذي كنتم تمارسونه أيام حكم النظام السابق على أنه فن مرحلة وكبديل تكتيكي لملأ الفراغ الفني آنذاك، -بسبب الخوف من قسوة النظام في حال انتاج أعمال ساخرة أو تراجيدية مبدعة تحاكي الواقع وتقفز بالرائي والمتابع إلى خارج حدود المرحلة-.
أو لا بأس من البقاء في داخلها-أي المرحلة في حال عدم التمكن من الانسلاخ منها- لتفكيك طلاسمها وحيثياتها والدلالة على كل ماهو صالح فيها وأنيق، أو طالح وهزيل.
والفن والفنانون هم ليسوا أدوات للأنظمة، بل يمكن ان يكونوا أدوات للشعب إن صح التعبير، كما ان الفنان هو ذاك الشخص"المرآة"الذي يعكس الصورة الصادقة لقاعدته الفنية المتكونة من عدة شرائح وشعوب، فكلما كان الفنان صادقا في عرضه كلما كانت الصورة التي تحاكي المتلقي اكثر صدقا ووضوحا.
وأمر خطير ومفصلي آخر، هو ان يكون الفنان والمسرحي خاصة، دالا ومدلا لقاعدته لتحري أسباب الخير ومشتقاته لإعتناقها، وتحري أسباب الشر ومشتقاته لإجتنابها والعزوف عنها، بمعنى ان"الفنان هو مبشر ومهماز صادق ودقيق يلتمس منه قيادة ونصح وتوجيه قاعدته وأن يدلها إلى ركوب المسالك الصحيحة التي توصلهم إلى النجاة، وتفكيك الطلاسم والشكوك التي تعتري طريقهم، لا ان يجعل من نفسه مضحكة، على انه يضحك الناس وبالمقابل نرى ان الناس هي التي تضحك عليه وليس له"، وهذا الدور الهابط هو ليس من عمل واختصاص الفنان بل هو من اختصاص"المهرج"الذي يعمل داخل أسوار المتعة وقضاء الوقت للناس الخالية من المشاكل(الفايخة)، وهي أماكن عرض الهرج والمرج "السيرك".
وأتسائل هل أن المسلسلات التركية المدبلجة، فرضت نفسها على المشاهد العراقي، ليتابعها كإكسير فني بديل للفن العراقي الاصيل
وهل تقبل غيرة الفنان العراقي ان يترك مواطنيه عرضة لقرصنة الدراما الأجنبية الهابطة والمشبوهة الأغراض
وهل الثقافة العراقية مارست دورها في التشخيص والتصدي والبحث والاحتواء وتقديم الحلول السريعة والبدائل، ودعم الفن والفنانين، من أجل الحفاظ على المواطن من القرصنة الفكرية، واحترام حقوقه من خلال تمتعه بأعمال فنية رائعة تحاكي وجدانه وتجسد معاناته وتعبر عن مظلومياته وتطلعاته، أم أن"وزارة الثقافة"لا يعنيها الخطاب
أم أن شكسبير كان على خطأ لما قال: "أعطوني خبزا ومسرحا أعطيكم شعبا مثقفا".
والله ولي التوفيق.

علي الحاج
12.06.2013
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 21 ساعة
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 21 ساعة
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ 21 ساعة
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )