1

بمختلف الألوان
حاول بنو أُميَّة (لعنهم الله) بكلِّ ما يملكون من تجبّر وطغيان إركاع الثورة الحسينية بإركاع رموزها، وما انفكوا يقرعون طبول الغدر والخيانة ليجتمع الناس حولهم بغية ردع الثورة وقهر الثوار، ولكنَّ مشيئة الله كانت هي الأقوى لإعلاء كلمة الحقِّ ونصرة الدين وفضح الباطل، ومن الرموز التي حاول الأُمويون قهرها... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
ثلاث آفات يبغضها الله: القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال
عدد المقالات : 52
في كلمات مضيئة كالنجوم الزاهرة في ليل الجهل والضلال، يطل علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بحكمة بالغة تخترق حجب الزمن وتنير دروب الحياة. فقد قال عليه السلام: "إن الله تعالى يبغض القيل والقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال". ثلاث آفات مهلكة يبغضها الخالق العظيم، وثلاث سموم تفتك بالمجتمعات وتهدم صرح الحضارات. فلنسبر أغوار هذه الحكمة الخالدة، ولنكشف النقاب عن معانيها العميقة التي تضيء لنا سبيل الهداية والرشاد.
القيل والقال: سموم الألسنة وبلاء المجتمعات داء التدخل في شؤون الغير
إن هذا الداء العضال الذي ينخر في جسد المجتمع كما ينخر السوس في الخشب، ليس مجرد كلام عابر أو حديث بريء. إنه تطفل على خصوصيات الناس، وتدخل فيما لا يعني المتكلم، وإشعال لنيران الفتنة بين القلوب المتآلفة. فكم من صداقات قطعتها سهام القيل والقال وكم من أسر تشتت بسبب همس الهامسين ووشاية الواشين
إن المتدخل في شؤون غيره كالجرَاح الجاهل، يفتح الجراح بدلاً من أن يضمدها، ويزيد العلل بدلاً من أن يشفيها. وما أشد قبح من يجعل من نفسه قاضياً على أعمال الناس وأقوالهم، ومحاسباً على نياتهم وأسرارهم إنه يتقمص دور الله في الحكم على عباده، وينصب نفسه رقيباً على ما لا يملك رقابته.
والقيل والقال بوابة النميمة الملعونة، تلك الآفة التي تحول المجتمع إلى غابة من الذئاب، كل منها يترصد الآخر ويتربص به الدوائر. فالنمام كالنحلة الخبيثة، لا تمتص إلا السم، ولا تنتج إلا المر. يطوف بين البيوت حاملاً معه بذور الشقاق، وزارعاً في قلوب الناس أشواك الريبة والشك.
وما أكثر ما نشهد في زماننا هذا من تفشي هذا الداء الخطير فوسائل التواصل الحديثة، التي كان يُفترض أن تكون جسوراً للتواصل والمحبة، تحولت في أيدي ضعاف النفوس إلى منصات للقيل والقال، ومنابر لنشر الإشاعات والأكاذيب. يتناقل الناس الأخبار دون تثبت، ويحكمون على الأشخاص دون تبصر، ويقذفون بالتهم دون برهان. إضاعة المال: تبديد نعم الله وثرواته
المال أمانة الله في الأرض
وأما إضاعة المال، فهي خيانة لأمانة الله في أرضه، وتبديد لنعمه التي أنعم بها على عباده. فالمال في الإسلام ليس مجرد عملة ذهبية أو ورقية، بل هو كل ما أودعه الله في الأرض من ثروات وموارد. إنه النفط الذي يجري في عروق الأرض كالدم في العروق، والماء الذي ينساب في الأنهار كالحياة في الأبدان، والمعادن النفيسة المدفونة في أحشاء الجبال، والأراضي الخصبة التي تنبت الخير والبركة.
إن تبذير الثروات الطبيعية جريمة بحق الأجيال .
في عصرنا الحاضر، نشهد إضاعة مروعة لثروات الأرض التي استخلف الله فيها الإنسان. فالمياه العذبة، هذا السر الإلهي الذي جعل منه كل شيء حي، تُهدر بلا حساب في زراعات غير مدروسة ومشاريع غير مجدية، بينما تذوب الأنهار والبحيرات كما تذوب أحلام الطفولة في وجه الواقع القاسي. والبترول، هذا الكنز الأسود الذي أودعته الطبيعة في باطن الأرض عبر ملايين السنين، يُحرق ويُبدد وكأنه ماء المطر في صحراء قاحلة.
وما أفجع ما نراه من تبذير الطاقة والموارد في الكماليات التي لا تقدم ولا تؤخر فالقصور الشامخة التي تضاء كالنهار في عز الليل، والسيارات الفارهة التي تلتهم الوقود كما تلتهم النار الحطب، والمهرجانات الباذخة التي تُنفق عليها ثروات طائلة بينما الملايين يعانون الفقر والحرمان. إنها صرخة في وجه العدالة الإلهية، وتمرد على حكمة الله في توزيع الثروات. ولا ننسى الإسراف في المأكل والمشرب، تلك الآفة التي تحول النعمة إلى نقمة، والبركة إلى شؤم. فكم من الطعام يُرمى في القمامة كل يوم وكم من المآدب الفاخرة تُقام للمظاهر الكاذبة بينما الجائعون يتضورون جوعاً إن الذي يسرف في الطعام كمن يقطع الطريق على أرزاق الفقراء، ويحرم المحرومين من حقهم في خيرات الأرض.
وما أبلغ قول الله تعالى: "وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ". فالإسراف ليس مجرد مخالفة اقتصادية، بل هو عصيان لله وخروج عن منهجه القويم. إنه جحود للنعمة وكفران للمنعم، وظلم للنفس وللمجتمع.
وأما كثرة السؤال، فهي قتل للكرامة الإنسانية بأبشع صورها، وإذلال للنفس التي كرمها الله على سائر المخلوقات. فالإنسان الكريم يعف عن السؤال ما استطاع، ويحفظ ماء وجهه من الذوبان في أكف الناس. وليس المراد منع السؤال عند الضرورة القصوى، بل الإلحاح فيه والإكثار منه حتى يصبح عادة وديدناً.
إن الذي يكثر السؤال كالمستجدي الذي يقف على أبواب الكرماء، يمد يده بالنهار ويكسرها بالليل. يجمع المال ويفقد الاحترام، ويملأ جيبه ويفرغ قلبه من العزة والكرامة. وما أقسى أن يعيش الإنسان عالة على غيره، يتكفف الناس ويتذلل لهم، بينما يملك من القدرات ما يغنيه عن ذلك
والإلحاح في السؤال أشد قبحاً وأكثر مقتاً، فهو يحول السائل إلى طفيلي اجتماعي، يلتصق بالناس التصاق العلقة بالجسد، لا ينفك عنهم حتى ينال مراده أو يكسر ظهر صبرهم. إنه سوء أدب مع الخالق قبل أن يكون سوء أدب مع المخلوق، لأنه يدل على سوء ظن بالله وعدم ثقة برزقه وعطائه.
وفي زماننا هذا، تفشت آفة الإلحاح بصور مختلفة، فمنها الإلحاح في طلب الوظائف والمناصب، والإلحاح في طلب المساعدات والهبات، والإلحاح في طلب الوساطات والتوصيات. وكل ذلك يقتل روح الاعتماد على الله، ويربي في النفس روح الاتكالية والاعتماد على الغير.
ختاما إن الله تعالى لا يبغض شيئاً إلا لحكمة بالغة ومصلحة عظيمة. فبغضه للقيل والقال لأنه يفسد العلاقات الاجتماعية ويقطع أواصر المحبة بين الناس. وبغضه لإضاعة المال لأنه تبديد لنعمه وخيانة لأمانته في الأرض. وبغضه لكثرة السؤال لأنه يقتل الكرامة الإنسانية ويضعف الثقة بالله.
هذه الثلاث آفات مترابطة كحلقات السلسلة، فمن ابتلي بإحداها قاده ذلك إلى الأخريات. فصاحب القيل والقال عادة ما يكون مبذراً لوقته وجهده، وكثيراً ما يلجأ إلى السؤال والاستجداء. والمبذر للمال غالباً ما يضطر إلى السؤال، وقد يلجأ إلى القيل والقال للحصول على ما يريد. وكثير السؤال قد يلجأ إلى القيل والقال لإقناع الآخرين بحاجته، وقد يبذر ما حصل عليه من مال.
إن كلمات أمير المؤمنين هذه ليست مجرد موعظة تاريخية، بل هي منهج حياة وبرنامج إصلاح لكل من أراد السير على الصراط المستقيم. فلنجعل من أنفسنا مصابيح هداية في عالم الظلمات، ولنكون قدوة في حفظ اللسان وصيانة المال وحفظ الكرامة.
فلنتعلم أن نحبس ألسنتنا عما لا يعنينا، وأن نجعل كلامنا كالدرر المنتقاة، لا كالحصى المتناثر في الطرقات. ولنتعلم أن نحافظ على ثروات الأرض كما نحافظ على أعز ما نملك، وأن نجعل من كل قطرة ماء وكل قطرة ماء أمانة نحاسب عليها أمام الله. ولنتعلم أن نحفظ كرامتنا كما نحفظ أرواحنا، وأن لا نمد أيدينا إلا عند الضرورة القصوى.
إن المجتمع الذي يخلو من هذه الآفات الثلاث هو مجتمع الفضيلة والكرامة، مجتمع تسوده المحبة والثقة، ويحكمه العدل والإنصاف. فيه يحفظ كل إنسان حقوق غيره كما يحفظ حقوق نفسه، وفيه تُصان الثروات لتكون نعمة للأجيال الحاضرة والقادمة، وفيه يعيش كل فرد بكرامته وعزته، لا يذل لغير الله ولا يخضع إلا للحق.
فلنجعل من هذه الحكمة النبوية منارة تضيء دربنا، ولنسع جميعاً لبناء مجتمع يرضى الله عنه، مجتمع طهرت فيه الألسنة من القيل والقال، وحُفظت فيه الثروات من الإضاعة والتبديد، وصينت فيه الكرامات من الابتذال والامتهان.
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فلنبدأ التغيير من ذواتنا، ولنكن النواة الصالحة التي ينطلق منها الإصلاح الشامل. فبالقدوة الحسنة تُبنى الحضارات، وبالأخلاق الفاضلة تُشيد الأمجاد، وبالسلوك القويم ترتقي الأمم إلى أعلى مراتب الكمال والجلال.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 14 ساعة
2025/08/27م
إن الفتنة في مفهومها الشرعي تعني كل امتحان وابتلاء يتعرض له المسلم، سواء كان من نفسه أو من الشيطان أو الناس، فإما أن ينجح فيه وينجو من الفتنة، أو يسقط فيها. أما المعنى الخاص للفتن فهو تلك الأحداث والأوضاع التي تؤدي إلى افتتان المسلمين عن دينهم، وهذا هو المعنى المقصود من الفتن التي حذّر منها النبي صلى... المزيد
عدد المقالات : 52
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 14 ساعة
2025/08/27م
حسن الهاشمي انطلاقا من آية النفر وحديث الثقلين وحديث اللوابس في النصوص الشرعية الآتية: قال تعالى: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) التوبة: 122. قال رسول الله (صلى الله... المزيد
عدد المقالات : 333
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 14 ساعة
2025/08/27م
إسم الكتاب "الصندوق الأسود لأحداث رحيل نبي الإسلام" للشيخ أحمد سلمان الكتاب بحث تاريخي موسع يتناول الفترة الحساسة التي أحيطت بوفاة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، محاولاً فتح "الصندوق الأسود" لهذه المرحلة المفصلية في التاريخ الإسلامي. يعتمد الكاتب على مصادر متعددة وروايات تاريخية متنوعة،... المزيد
عدد المقالات : 52
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 14 ساعة
2025/08/27م
عقيدة التوسع الإسرائيلية- دراسة استراتيجية- م. طارق صاحب الغانمي في الفكر الاستراتيجي الصهيوني، تدور عقيدة إسرائيل الكبرى حول المطامع التوسعية، وهذه تمثل هدفًا جيوسياسيًا يتم التعامل معه كضرورة وجودية، ويُنظر إلى هذا المشروع على أنه تجاوز صارخ للأعراف الدولية، مما يستدعي فهمًا عميقًا لآليات... المزيد
عدد المقالات : 23
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/08/13م
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط التاريخ أسماءٌ كالشموس، بينما توارت في حنايا الظل أسماءٌ أُخر، لوّحتْ أقلامُها بمِدادٍ من لهيبٍ لا يقلُّ حممًا عن دماء السيوف في ساحات الوغى. أولئك كانوا حَمَلَةَ هَمِّ آل البيت الكرام، فكانت قصائدُهم صرخةَ حقٍّ تُردِّدُها... المزيد
عدد المقالات : 52
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/08/13م
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان يعاني من فقرٍ شديد. رغم ذلك، لم يشكُ يومًا ولم يطلب من أحد، بل كان دائم التوكل على الله. في ليلةٍ شتويةٍ عاصفة، ضاعت ماشية أحد أغنياء القرية في الجبال. أرسل الرجل خدمه للبحث، لكنهم عادوا خائبين. حينها، تقدم هشام... المزيد
عدد المقالات : 12
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/08/12م
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ وهموم وطنٍ مزقته رياحُ الظلم. إنه ليس مجرد شاعرٍ ينسج الكلمات، بل **مؤرِّخٌ للجرح** بصوته الشعبي الصادق، و**مناضلٌ بالكلمة** في ساحات المواجهة ضد الطغيان. فشعره **سيفٌ مصقول** من حقائق المعاناة، و**مرآةٌ عاكسة** لتاريخ... المزيد
عدد المقالات : 52
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/08/12م
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه "يعقوب"، رجل عُرف يومًا بحكمته الراجحة ولسانه البليغ، لكنه اليوم بات شبحًا لمن كان. نشب خلاف بين تاجرين، وارتفعت الأصوات، فتوجهت الأنظار إلى يعقوب، الذي كان الحَكم في مثل هذه النزاعات. قال أحدهم: "يا يعقوب، احكم... المزيد
عدد المقالات : 12
علمية
هو جنس من الطحالب يضم حوالي 380 نوعا، يعرف أيضا باسم طحلب المستنقعات أو طحلب الخث أو طحلب الكواكر. يتميز بقدرته الفائقة على امتصاص الماء، حيث يمكنه الاحتفاظ بكمية من الماء تصل إلى 20 ضعف وزنه. يستخدم طحلب السفاجنوم في العديد من التطبيقات، بما في ذلك... المزيد
الكيمياء العضوية تلعب دورًا جوهريًا في عمليات الذاكرة والتعلم داخل الدماغ، وهي المسؤولة عن التفاعلات الجزيئية التي تحدث بين الخلايا العصبية أثناء استقبال المعلومات، معالجتها، وتخزينها. فعندما يتعلم الإنسان شيئًا جديدًا، لا تكون المسألة مجرد... المزيد
ذذسلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الثاني والأربعون: حين تُصبح الجسيمات عارفة بمحيطها الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي بالنسبة لمعظم الفيزيائيين، لم تُطرح عليهم هذه الأسئلة أصلاً، لأنهم ظلوا متمسكين بتفسير كوبنهاغن، الذي يُنسب أساسًا... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
دور الجغرافية في حماية الغلاف الجوي من...
علي الفتلاوي
2025/08/12م     
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/07/29
أصدر قسمُ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة دليلًا قصصياً بعنوان "المهمة وقصص أخرى". ويضمّ الكتاب الذي أشرف على...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي الهادي (عليه السلام)
2025/07/29
( خيرٌ من الخيرِ فاعله )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com