جاء في کتاب باب الحوائج الإمام موسى الكاظم عليه السلام للدكتور حسين الحاج حسن: مناظرات الإمام الكاظم عليه السّلام مع أبي حنيفة: دخل أبو حنيفة على الإمام الصادق عليه السّلام فقال له: رأيت ابنك موسى يصلي و الناس يمرون بين يديه، فلم ينههم عن ذلك فأمر أبو عبد اللّه عليه السّلام بإحضار ولده فلما مثل بين يديه قال له: (يا بني، إن أبا حنيفة يذكر انك كنت تصلي و الناس يمرون بين يديك) فقال عليه السّلام: (نعم، يا أبت و إن الذي كنت أصلي له أقرب إليّ منهم، يقول اللّه عزّ و جلّ "وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" (ق 16)). عندها فرح الامام الصادق عليه السّلام و سرّ سرورا بالغا لما أدلى به ولده من المنطق الرائع، فقام إليه و ضمه الى صدره و قال مبتهجا: (بأبي أنت و أمي يا مودع الأسرار) ع علماء النصارى: جاء قطب من أقطاب النصارى و من علمائها النابهين يدعى (بريهة) كان يطلب الحق و يبغي الهداية. اتصل بجميع الفرق الإسلامية و أخذ يحاججهم فلم يقتنع و لم يصل إلى الهدف الذي يريده، حتى وصفت له الشيعة و وصف له هشام بن الحكم، فقصده و معه نخبة كبيرة من علماء النصارى، فلما استقر به المجلس سأل بريهة هشام بن الحكم عن أهم المسائل الكلامية و العقائدية فأجابه عنها هشام ثم ارتحلوا جميعا الى التشرف بمقابلة الإمام الصادق عليه السّلام و قبل الالتقاء به اجتمعوا بالإمام الكاظم فقصّ عليه هشام مناظراته و حديثه مع العالم النصراني (بريهة). فالتفت عليه السّلام إلى بريهة قائلا له: - يا بريهة كيف علمك بكتابك قال: أنا به عالم. - كيف ثقتك بتأويله قال: ما أوثقني بعلمي به فأخذ عليه السّلام يقرأ عليه الإنجيل و يرتّل عليه فصوله فلما سمع ذلك بريهة آمن بأن دين الإسلام حق و أن الامام من شجرة النبوة فانبرى إليه قائلا: إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة، أو مثلك. ثم إنه أسلم و أسلمت معه زوجته و قصدوا جميعا والده الامام الصادق عليه السّلام فحكى له هشام الحديث و إسلام بريهة على يد ولده الكاظم فسر عليه السّلام بذلك و التفت قائلا له: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (آل عمران 24). و انبرى بريهة الى الإمام الصادق عليه السّلام قائلا: - جعلت فداك، أنى لكم التوراة و الإنجيل و كتب الأنبياء - قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرءوها، و نقولها كما قالوها: ان اللّه لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء فيقول: لا أدري. و بعدها لزم بريهة الامام الصادق عليه السّلام و صار من أخلص أصحابه، و لما انتقل الامام إلى دار الخلود اتصل بالامام الكاظم عليه السّلام حتى توفي في عهده و لا عجب فالامام المعصوم هو الحجة. قال أبو الحسن عليه السّلام: (إن الأرض لا تخلو من حجة و أنا و اللّه ذلك الحجة).
وعن مناظرات الإمام الكاظم عليه السّلام مع راهب نصراني يقول الدكتور الحاج حسن في كتابه: كان في الشام راهب معروف تقدسه النصارى و تعظمه، و تسمع منه، و كان يخرج لهم في كل عام يوما يعظهم. التقى به الإمام في ذلك اليوم الذي يعظ به و قد طافت به الرهبان و علية القوم، فلما استقر المجلس بالامام التفت إليه الراهب قائلا: - يا هذا، أنت غريب قال عليه السّلام: نعم. - منّا أو علينا قال عليه السّلام: لست منكم. - أنت من الأمة المرحومة قال عليه السّلام: نعم. - أ من علمائها أمن جهالها قال عليه السّلام: لست من جهالها. فاضطرب الراهب، و تقدم إلى الإمام يسأله عن أعقد المسائل عنده قائلا: كيف طوبى أصلها في دار عيسى عندنا، و عندكم في دار محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم و أغصانها في كل دار قال عليه السّلام: إنها كالشمس يصل ضوؤها إلى كل مكان و موضع و هي في السماء. - قال الراهب: إن الجنة كيف لا ينفذ طعامها و إن أكلوا منه، و كيف لا ينقص شيء منه. - قال الامام عليه السّلام انه كالسراج في الدنيا و لا ينقص منه شيء. - قال الراهب: إن في الجنة ظلا ممدودا، ما هو - قال الامام عليه السّلام: الوقت الذي قبل طلوع الشمس، هو الظل الممدود، ثم تلا قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا" (الفرقان 46). - قال الراهب: إن أهل الجنة يأكلون و يشربون كيف لا يكون لهم غائط و لا بول - قال الامام عليه السّلام: إنهم كالجنين في بطن أمه. - قال الراهب: إن لأهل الجنة خدما يأتونهم بما أرادوا بلا أمر - قال الامام عليه السّلام: ان الانسان إذا احتاج إلى شيء عرفت أعضاؤه ذلك فتعرفه الخدم فيحققون مراده من غير أمر. - قال الراهب: مفاتيح الجنة من ذهب أو فضة - قال الامام عليه السّلام: مفاتيح الجنة قول العبد: لا إله إلا اللّه. - قال الراهب: صدقت. ثم أسلم هو و قومه.
وعن مناظرات الإمام الكاظم عليه السّلام مع المهدي العباسي يقول الدكتور الحاج حسن في كتابه: قال علي بن يقطين: سأل المهدي أبا الحسن عليه السّلام عن الخمر، هل هي محرمة في كتاب اللّه عز و جل، فان الناس إنما يعرفون النهي عنها و لا يعرفون التحريم فقال له أبو الحسن: بل هي محرمة في كتاب اللّه عز و جل يا أمير المؤمنين. قال المهدي: في أي موضع هي محرمة في كتاب اللّه عز و جل يا أبا الحسن فقال عليه السّلام: قول اللّه عز و جل: "إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ أَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ" (الأعراف 33). فأما قوله ما ظَهَرَ مِنْها يعني الزنا المعلن، و نصب الرايات التي كانت ترفعها الفواحش في الجاهلية. و أما قوله عزّ و جلّ: وَ ما بَطَنَ يعني ما نكح الآباء، لأن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم إذا كان للرجل زوجة و مات عنها تزوجها ابنه الأكبر من بعده إذا لم تكن أمه، فحرّم اللّه عزّ و جلّ ذلك. و أما (الإثم) فانها الخمرة بعينها، و قد قال اللّه تعالى في موضع آخر: "يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ" (البقرة 219). فأما الإثم في كتاب اللّه فهو الخمر و الميسر، فإثمهما كبير كما قال عزّ و جلّ. فقال المهدي: يا علي بن يقطين هذه و اللّه فتوى هاشمية. قال: فقلت له: صدقت و اللّه يا أمير المؤمنين، الحمد للّه الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت. قال: فو اللّه ما صبر المهدي أن قال لي: صدقت يا رافضي.
وعن مناظرات الإمام الكاظم عليه السّلام مع أبي أحمد الخراساني يقول الدكتور حسين الحاج حسن في كتابه: سأله أبو أحمد الخراساني: الكفر أقدم أم الشرك فقال عليه السّلام ما لك و لهذا، ما عهدي بك تكلّم الناس قال: أمرني هشام بن الحكم أن أسألك. فقال عليه السّلام: قل له الكفر أقدم، أول من كفر إبليس "وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ" (البقرة 34) و لا يخفى ان الكفر شيء واحد، و الشرك يثبت واحدا و يشرك معه غيره.
وعن مناظرات الإمام الكاظم عليه السّلام مع عبد الغفار يقول الدكتور حسين الحاج حسن في كتابه: جاءه رجل يقال له عبد الغفار فسأله عن قوله تعالى: "ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى" (النجم 8-9). قال أرى هنا خروجا من حجب و تدليا الى الأرض، و أرى محمدا رأى ربه بقلبه و نسب إلى بصره فكيف هذا فقال أبو الحسن موسى بن جعفر: دنا فتدلى فانه لم يزل عن موضع و لم يتدلّ ببدن. فقال عبد الغفار: أصفه بما وصف به نفسه حيث قال: دنا فتدلى، فلم يتدل عن مجلسه إلا و قد زال عنه و لو لا ذلك لم يصف بذلك نفسه. فقال الامام عليه السّلام: إن هذه لغة في قريش إذا أراد رجل منهم أن يقول قد سمعت، يقول: قد تدليت و انما التدلي هو الفهم. - و سئل عليه السّلام عن رجل قال: و اللّه لأتصدقن بمال كثير فما يتصدق فقال عليه السّلام: إن كان الذي حلف من أرباب شياه، فليتصدق بأربع و ثمانين شاة، و إن كان من أصحاب النعم، فليتصدق بأربع و ثمانين بعيرا، و إن كان من أرباب الدراهم، فليتصدق بأربع و ثمانين درهما و الدليل عليه قوله تعالى: "لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ" (التوبة 25) فعدد مواطن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قبل نزول تلك الآية فكانت أربعة و ثمانين موطنا. - سئل عليه السّلام عن رجل نبش قبر ميت، و قطع رأس الميت، و أخذ الكفن. فقال عليه السّلام: يقطع يد السارق لأخذ الكفن من وراء الحرز. و يلزم مائة دينار لقطع رأس الميت، لأنا جعلناه بمنزلة الجنين في بطن أمه قبل أن ينفخ فيه الروح.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN