عن الصادق عليه السلام عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأصحابه: "ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب قالوا: بلى، قال:
الصوم يسود وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحب في الله والمؤازرة على العمل الصالح يقطعان دابره، والاستغفار يقطع وتينه، ولكل شيء زكاة وزكاة الأبدان الصيام" أمالي الشيخ الصدوق
إنّ ميدان الفوز بالدنيا والآخرة لا يخلو من مناورات واشتباكات بمستويات مختلفة مع قطّاع طرق النجاح، منهم النفس ومنهم الشياطين الإنسيّة أولياء الشيطان الذي لا يفارقون متابعة وسوسته واستشاراته التي طالما يقدّمها للبرّ والفاجر، ومنهم ابليس اللعين وأعوانه المردة، وربّنا سبحانه وتعالى ارسل الرسل والأنبياء وختمهم بنبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله)، حيث قدّم لنا درعاً نحتمي به من كيد ابليس اللعين كما ورد في الحديث أعلاه حيث ذكر الصوم والصدقة والحب في الله تعالى والمؤازرة على أعمال الخير والتعاون لأجل إنجاحها، والاستغفار.
وهذه الطاعات هي التي نبعده بها عنّا ـ بفضل الله تعالى ـ تباعد المشرق والمغرب وهو كناية عن إبعاده وهزيمته، ممّا يثمر الانتصار للمؤمنين أهل الطاعات على إبليس اللعين.
وإنّ الشيطان الرجيم إذا اطاعه الإنسان نستجير بالله تعالى يصل إلى أسفل الظلمات ومصيره إلى أعمق الدركات قدفي جهنّم حيث أنّه يكون من أهل البدع والكذب على الله ورسوله وآله بيته (عليهم السّلام أجمعين) كما في وصية الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السّلام) وصيته الطويلة التي ننقل منها محلّ الشاهد وهو قوله (عليه السلام) لأبي جعفر محمد بن النعمان الأحول:
"..يَا اِبْنَ اَلنُّعْمَانِ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لاَ يَزَالُ اَلشَّيْطَانُ يُدْخِلُ فِينَا مَنْ لَيْسَ مِنَّا وَ لاَ مِنْ أَهْلِ دِينِنَا فَإِذَا رَفَعَهُ وَ نَظَرَ إِلَيْهِ اَلنَّاسُ أَمَرَهُ اَلشَّيْطَانُ فَيَكْذِبُ عَلَيْنَا وَ كُلَّمَا ذَهَبَ وَاحِدٌ جَاءَ آخَرُ.."
والذي اوصاه الإمام هو مؤمن الطاق: أبو جعفر محمد بن علي بن النعمان الكوفي المعروف عندنا بصاحب الطاق أو مؤمن الطاق والمخالفون يلقبونه شيطان الطاق، كان صيرفيّاً في طاق المحامل بالكوفة، وهو من أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم (عليهما السلام) كان رحمه الله ثقة، متكلما، حاذقا، كثير العلم، حسن الخاطر، حاضر الجواب.
وقد ورد في مستدرك الوسائل أمراً آخراً يبعد الشيطان وهو في رواية ننقلها: عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: "إِذَا أَرَدْتَ اَلْمَنَامَ فَاقْرَأْ هَذِهِ اَلسُّورَةَ يَعْنِي اَلْجَحْدَ قَالَ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ رُبُعَ اَلْقُرْآنِ وَ تَبْعُدُ عَنْهُ اَلشَّيَاطِينُ وَ يَبْرَأُ مِنَ اَلشِّرْكِ وَ يَكُونُ فِي أَمْنٍ مِنَ اَلْفَزَعِ اَلْأَكْبَرِ".
والعبادات والطاعات من الدروع الحامية للمؤمن من الشيطان التي طالما يغفل عنها من ينزلق في مزالق الدنيا، فيسقط متقلباً بين الظلمات نستجير بالله تعالى.
وقد وردت الأدعية المأثورة التي تعلّمنا أن ندعو بها للخلاص من ابليس نستجير بالله تعالى منه ونستعيذ، حيث ورد في كتاب اقبال الأعمال دعاء طويل يدعى به في يوم المباهلة ننقل منه قوله (صلّى الله عليه وآله):
"..وَ خَاضِعٌ لَكَ يَا وَهَّابُ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ عِلْماً وَ مَالاً وَ وَلَداً طَيِّباً إِنَّكَ أَنْتَ اَلْوَهَّابُ يَا فَتَّاحُ اِفْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَ أَدْخِلْنِي فِيهَا وَ أَعِذْنِي مِنَ اَلشَّيْطَانِ اَلرَّجِيمِ وَ اِفْتَحْ لِي مِنْ فَضْلِكَ يَا رَزَّاقُ اُرْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَ زِدْنِي مِنْ عَطَائِكَ وَ سَعَةِ مَا عِنْدَكَ وَ أَغْنِنِي عَنْ خَلْقِكَ يَا خَلاَّقُ أَنْتَ خَلَقْتَ اَلْأَشْيَاءَ بِغَيْرِ نَصَبٍ وَ لاَ لُغُوبٍ خَلَقْتَنِي خَلْقاً سَوِيّاً حَسَناً جَمِيلاً وَ فَضَّلْتَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْتَ تَفْضِيلاً يَا قَاضِي أَنْتَ تَقْضِي فِي خَلْقِكَ بِمَا تُرِيدُ فَاقْضِ لِي بِالْحُسْنَى وَ جَنِّبْنِي اَلرَّدَى وَ اِخْتِمْ لِي بِالْحُسْنَى فِي اَلْآخِرَةِ وَ اَلْأُولَى.."
ولا نغفل إن شاء الله تعالى عن أدعية أهل البيت (عليهم السّلام) الكثير في النجاة من إبليس وأعوانه المردة من الجن والإنس.







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN