1

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات ثقافية
ممثل السيستاني لوفود الدول في الأربعين: البشرية متعطشة لمبادئ الامام الحسين
عدد المقالات : 343
حسن الهاشمي
هل الامام الحسين عليه السلام للشيعة أم للمسلمين أم للبشرية جمعاء ولكي نفك الملازمة بين من يراه إماما معصوما مفترض الطاعة، وبين من يراه صحابيا جليلا مفترض الاحترام، وبين من يراه حرا كريما مفترض الاقتداء، فالمحبة لهذه الشخصية الفريدة هي القاسم المشترك بين هذه الأطياف الثلاثة، فالإمام الهمام بسيرته العطرة وبمواقفه النبيلة وبعطائه الثر قد استولى على قلوب الجميع حتى اعدائه، ولكن الانخداع بالدنيا الدنية هي التي جعلتهم يرتكبون تلك الجريمة الشنعاء. من هذا المنطلق فان ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال استقباله لضيوف المؤتمر الدولي السابع لزيارة الأربعين والذي يضم (26) دولة عربية وأجنبية يوم الأربعاء: 06-09-2023م قد وضع النقاط على الحروف حينما قال: (ان البشرية الان بأمس الحاجة الى مبادئ الامام الحسين (عليه السلام)، لأنه استطاع بما يحمله من القمة والمجد ان يعبر الحدود الفاصلة بين الاديان وبين القوميات، والحدود الفاصلة بين الاوطان، حتى جمع في ثورته اصحاب اديان وقوميات مختلفة).
وعما يعتور العالم من مشاكل وهموم وأزمات وما يلزمه من أدوات وخطوات وحلول لتفاديها أشار سماحته باننا: (سعداء جدا ان نلتقي مع هذه الثلة ممن يحملون هموم الانسانية وجاؤوا هنا ليجدوا الحل عند الامام الحسين (عليه السلام)، للهموم التي تعيشها الانسانية بصورة عامة في الوقت الحاضر، ونستطيع القول في ضوء ما عبر عنه الحاضرون جميعا، ان الامام الحسين (عليه السلام) اصبح مهوى قلوب الأحرار في العالم أجمع).
وتأكيدا على عالمية النهضة الحسينية فان سماحة الشيخ الكربلائي أكد للضيوف الكرام على النقاط التالية:
1ـ الامام الحسين(عليه السلام)عاش في قلوبنا اكثر مما عاش الاب والام وغيرهم من البشرية في قلوبنا، ووصل هذا الحب الى حد ان الانسان يأتي مشيا على الاقدام او يتعرض في اية لحظة الى تفجير ارهابي أو قتل مروّع، هذا الحب الذي دفع الغني والفقير والرجل والمرأة والكبير والصغير والمعاق والذي لا يملك القدرة على السير، لان يخرج ويسير لمئات الكيلومترات ليزور ويخدم الامام الحسين (عليه السلام).
2ـ اذا اردنا ان نحيا في قلوب الناس فعلينا ان نحمل مبادئ وانسانية الامام الحسين، ليس الحسين (عليه السلام) هو القلب النابض للشيعة فحسب، بل هو القلب النابض للإنسانية جمعاء.
3ـ نقطة مهمة اثارها اولئك الذين تحدثوا لاسيما من دولتي هولندا والمانيا ارجو الالتفات اليها، فقد ذكروا التجربة الروحية والسيكولوجية التي يفتقدونها في بلدانهم، واذا اردنا ان نحل الكثير من المشاكل التي تعيشها البشرية في الوقت الحاضر، فعلينا ان نتعلم كيف عاش الامام الحسين (عليه السلام) مع الناس لنقتبس منها المعاني الروحية والنفسية والمعنوية.
4ـ لكي نبتعد عن الاحتراب الثقافي والفكري، علينا ان ندخل في عمق المبادئ الانسانية التي عاشها وعلمها الامام الحسين (عليه السلام)، وعلى سبيل المثال حينما صرع احد اصحابه وهو عبد اسود قاتل بين يديه واستشهد، جاء الامام الحسين(عليه السلام) وهو ابن بنت رسول الله وضع خده على خد العبد الاسود عندما استشهد، كذلك حينما تمكن من السيطرة على الماء واعدائه لم يكن لديهم ماء فسقاهم وسقى خيولهم ودوابهم، هكذا تعامل بإنسانية، بينما اعداءه حرموه من الماء حتى مات عطشانا.
5ـ نرجو من الإخوة ان ينقلوا ما وجوده في مسيرة الاربعين من تجسيد لمبادئ روحية ونفسية واخلاقية عالية، لكي يستطيع ان ينهض المجتمع البشري بمبادئ الحسين عليه السلام، التي نحن بأمس الحاجة لها في الوقت الحاضر اكثر من اي وقت مضى.
6ـ نحن بحاجة الى ان نحيي تلك المبادئ التي جسدها النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وجسدها الامام الحسين والسيد المسيح (عليهما السلام)، اذ ان ما تعلمناه من الامام الحسين وما امرنا به المرجع السيد علي السيستاني في المعركة مع "داعش"، هناك مناطق لسكان ايزيديين واخرى للمسيحيين وغيرها للسنة كانت محاصرة من قبل عصابات "داعش" الارهابية، وامر المرجع الديني بنقل الاغذية والادوية وباقي الاحتياجات عن طريق رجال دين معممين مثلي مع ما فيها من تحديات وربما كانوا يتعرضون للخطر، فالقيام بهذه المهمة الصعبة ولفترات زمنية طويلة انما كانت على اساس انساني ووطني.
7ـ المأساة في واقعة الطف ليس لها نظير في العالم وخصوصا في قتل الرضيع وسبي النساء، فالإمام الحسين عليه السلام واخته زينب (عليها السلام) تحملوا كل تلك المصائب من اجلنا، حقا وكما قالت الحوراء زينب بعد كل تلك المآسي: (ما رأيت الا جميلا).
العالم المتأزم اليوم أحوج ما يكون لمبادئ الامام الحسين عليه السلام لما تحمل بين طياتها معاني النبل والكرامة والانسانية بأرقى مراتبها، تعامله بلطف مع الأعداء فضلا مع الأنصار، مساواته في التعامل بين العبد الأسود مع ابنه علي الأكبر قبل واثناء واقعة الطف، القاء الحجة مرارا على اولئك الذين خرجوا لقتاله رأفة بهم من سوء العاقبة، التضحية بالنفس في سبيل القيم والمقدسات ومكارم الأخلاق وكما هو واضح فان الجود بالنفس أسمى غاية الجود، غيرته على دينه وعرضه ومقدساته، صبره، شكيمته، تقواه، علمه، مواساته، شجاعته، وغيرها من المبادئ التي لا يكمن الاستغناء عنها لمن يريد ان يبني حضارة مدنية قائمة على أساس حضارة معنوية، ونقولها بضرس قاطع ان أفضل من أرسى قواعد تلك الحضارة الإلهية في الكون هو الامام الحسين عليه السلام بنهضته الخالدة ضد الجور والفسق والانحراف الأموي، وهو بذلك أضحى مهوى لقلوب جميع الأحرار في عالم الحرية والرفاه والتكامل.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ساعات
2025/10/22م
لليوم اتذكر تلك اللحظات عند اول مرة اشارك بالانتخابات حيث كنت اشعر انني اقوم بفعل عظيم الروح الثورية تقودني نحو صناديق الانتخابات لاختار من يمثلني بكل حرية لست وحدي من شملني هذا الاحساس بل كانت الفرحة على وجوه كل الناس فهم يرسمون مستقبل العراق ويمكن ان نطلق عليها ثورة البنفسج رجال ونساء شيوخ وشباب... المزيد
عدد المقالات : 25
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ساعات
2025/10/22م
️ دورها بعد سقوط الطاغية: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د.أمل الأسدي سنتتبع هنا حضور المرأة في المشهد الحياتي العام، وهي بذلك ستكون منتظمة بالصفتين التي حددناها سابقا(نساء الفطرة،النساء المتعلمات) فقد كانت المرأة العراقية هي الأم الصابرة، والمرأة الملاحقة بنيران الطـ،ائفية من... المزيد
عدد المقالات : 91
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ساعات
2025/10/22م
حسن الهاشمي المقدمة: لولا هشاشة الأرض التي نقف عليها، ولولا الجهل الديني الذي يلف الكثير من شرائح مجتمعنا ولا سيما الشباب منهم، ولولا تقصير الطبقة المثقفة في إيصال الفكر النير الى القلوب الوالهة، ولولا عبث العابثين وزيف المتملقين وتربص المتربصين وحياكة المتزلفين، لما ترعرعت الحركات المنحرفة في... المزيد
عدد المقالات : 343
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ساعات
2025/10/22م
في محاولة شخصية مني لتثقيف الأجيال الجديدة، جعلت من صفحتي على "فيسبوك" منبرًا لنشر فضائح حكم الطاغية صدام. لذلك، تجد في صفحتي منشورات يومية عن فضائح الطاغية صدام. ومع استمرار النشر حول أكاذيب وفضائح حكم صدام في العراق، أجد "البعض" يجادل ويرفض الحقائق المدعمة بوثائق تثبت سفاهة صدام، بل وسقوطه في بئر... المزيد
عدد المقالات : 25
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ شهرين
2025/08/13م
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط التاريخ أسماءٌ كالشموس، بينما توارت في حنايا الظل أسماءٌ أُخر، لوّحتْ أقلامُها بمِدادٍ من لهيبٍ لا يقلُّ حممًا عن دماء السيوف في ساحات الوغى. أولئك كانوا حَمَلَةَ هَمِّ آل البيت الكرام، فكانت قصائدُهم صرخةَ حقٍّ تُردِّدُها... المزيد
عدد المقالات : 60
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ شهرين
2025/08/13م
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان يعاني من فقرٍ شديد. رغم ذلك، لم يشكُ يومًا ولم يطلب من أحد، بل كان دائم التوكل على الله. في ليلةٍ شتويةٍ عاصفة، ضاعت ماشية أحد أغنياء القرية في الجبال. أرسل الرجل خدمه للبحث، لكنهم عادوا خائبين. حينها، تقدم هشام... المزيد
عدد المقالات : 12
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ شهرين
2025/08/12م
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ وهموم وطنٍ مزقته رياحُ الظلم. إنه ليس مجرد شاعرٍ ينسج الكلمات، بل **مؤرِّخٌ للجرح** بصوته الشعبي الصادق، و**مناضلٌ بالكلمة** في ساحات المواجهة ضد الطغيان. فشعره **سيفٌ مصقول** من حقائق المعاناة، و**مرآةٌ عاكسة** لتاريخ... المزيد
عدد المقالات : 60
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ شهرين
2025/08/12م
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه "يعقوب"، رجل عُرف يومًا بحكمته الراجحة ولسانه البليغ، لكنه اليوم بات شبحًا لمن كان. نشب خلاف بين تاجرين، وارتفعت الأصوات، فتوجهت الأنظار إلى يعقوب، الذي كان الحَكم في مثل هذه النزاعات. قال أحدهم: "يا يعقوب، احكم... المزيد
عدد المقالات : 12
علمية
منذ فجر التاريخ والإنسان يحاول فهم القوى التي تحرك الطبيعة وتسيّر الظواهر من حوله. فمشاهدة سقوط الأجسام، تدفق المياه، اشتعال النار أو دوران الكواكب، كلها طرحت سؤالًا جوهريًا: هل هناك مبدأ شامل يحكم التغيرات ويضمن أن ما يضيع في عملية ما يظهر في... المزيد
منذ تسمية الكادر التدريبي المحلي للمنتخب الاولمبي العراقي والاحباط واضح على الجماهير العراقية والتي كانت تنتظر تسمية مدرب اوربي بثقافة كروية حديثة كي يقوم بتطوير اللاعبين الشباب ليكونوا جاهزين لتمثيل المنتخب الوطني لاحقا لضمان حالة التجدد... المزيد
الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يعد من أعظم العلماء الذين جمعوا بين علوم الدين وعلوم الطبيعة فقد كان إمامًا في الفقه والتفسير والكلام والعقيدة لكنه في الوقت نفسه ترك بصمة عميقة في العلوم التطبيقية مثل الكيمياء والفيزياء والطب وقد شهد... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
علماء السنة يقولون ما أخذنا العطاء حتى...
عبد العباس الجياشي
2024/12/20م     
دور الجغرافية في حماية الغلاف الجوي من...
علي الفتلاوي
2025/08/12م     
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/09/29
صدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، كتاباً توثيقياً حمل عنوان: (تاريخ السدانة في العتبة العباسية...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
2025/09/29
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com