قال الله تعالى عن الزبانية "سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ" العلق 18 الزَّبَانِيَةَ: ال اداة تعريف، زَّبَانِيَةَ اسم، الزبانية: الملائكة، و الزبن: الدفع، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةِ: خزنة جهنم، (سندع الزبانية: الملائكة الغلاظ الشداد لإهلاكه كما في الحديث (لو دعا ناديه لأخذته الزبانية عيانا)، أرأيت أعجب مِن طغيان هذا الرجل وهو أبو جهل الذي ينهى عبدًا لنا إذا صلَّى لربه وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم أرأيت إن كان المنهي عن الصلاة على الهدى فكيف ينهاه أو إن كان آمرًا غيره بالتقوى أينهاه عن ذلك أرأيت إن كذَّب هذا الناهي بما يُدعى إليه، وأعرض عنه، ألم يعلم بأن الله يرى كل ما يفعل ليس الأمر كما يزعم أبو جهل، لئن لم يرجع هذا عن شقاقه وأذاه لنأخذنَّ بمقدَّم رأسه أخذًا عنيفًا، ويُطرح في النار، ناصيته ناصية كاذبة في مقالها، خاطئة في أفعالها، فليُحْضِر هذا الطاغية أهل ناديه الذين يستنصر بهم، سندعو ملائكة العذاب، ليس الأمر على ما يظن أبو جهل، إنه لن ينالك أيها الرسول بسوء، فلا تطعه فيما دعاك إليه مِن تَرْك الصلاة، واسجد لربك واقترب منه بالتحبب إليه بطاعته. وعن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (زبن) "الزبانية" (العلق 18) الملائكة واحدهم: زبني مأخوذ من الزبن وهو الدفع كأنهم يدفعون أهل النار إليها.
جاء في الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي: قوله تعالى "فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ" (العلق 17-18) النادي المجلس وكان المراد به أهل المجلس أي الجمع الذين يجتمع بهم، وقيل: الجليس، والزبانية الملائكة الموكلون بالنار، وقيل: الزبانية في كلامهم الشرط، والأمر تعجيزي أشير به إلى شدة الأخذ والمعنى فليدع هذا الناهي جمعه لينجوه منا سندع الزبانية الغلاظ الشداد الذين لا ينفع معهم نصر ناصر. كثير من الآيات دالة على أن الجزاء يوم الجزاء بنفس الاعمال وعينها كقوله تعالى "لا تعتذروا اليوم أنما تجزون ما كنتم تعملون" (التحريم 7)، وقوله تعالى "ثم توفى كل نفس ما كسبت" (البقرة 281)، وقوله تعالى "فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة" (البقرة 23). وقوله تعالى "فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ" (العلق 17-18)، وقوله تعالى "يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء" (ال عمران 28)، وقوله تعالى "ما يأكلون في بطونهم إلا النار" (البقرة 179)، وقوله "إنما يأكلون في بطونهم نارا" (النساء 10)، إلى غير ذلك من الآيات.
عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: لقد وردت بعض الرّوايات الصحيحة بأنّ السّورة عدا المقطع الأوّل منها قد نزلت في أبي جهل إذ مرّ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو يصلي عند المقام فقال (يا محمّد ألم أنهك عن هذا و توعده فأغلظ له رسول اللّه و انتهره) و لعلها هي التي أخذ فيها رسول اللّه بخناقه و قال له: (أولى لك ثمّ أولى) فقال: يا محمّد بأي شيء تهددني أما و اللّه و إنّي لأكثر هذا الوادي ناديا). و هنا نزلت الآية التالية تقول لأبي جهل: فليدع هذا الجاهل المغرور كل قومه و عشيرته و ليستنجد بهم. "فَلْيَدْعُ نادِيَهُ" (العلق 17). و نحن سندع أيضا زبانية جهنم: "سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ" ليعلم هذا الجاهل الغافل أنّه عاجز عن فعل أي شيء و إنّه في قبضة خزنة جهنم كقشة في مهبّ الريح. (النادية) من مادة ندا و هو المكان الذي يجتمع فيه القوم، و تارة يطلق على مركز التفريح، لأنّ القوم فيه ينادي بعضهم بعضا، أو من النّدا بمعنى الكرم، لأنّ الأفراد يكرم فيه بعضهم بعضا. و منه أيضا الندوة و هي مكان يتشاور فيه الجماعة. و دار الندوة مقر معروف لتشاور قريش. و النادي في الآية يقصد به القوم الذين يجتمعون في النادي. و أرادت منه الآية أولئك الذين يستند إليهم أمثال أبي جهل من أهل و عشير و أصحاب. و "الزبانية" (العلق 18) جمع زبنية و هو في الأصل بمعنى الشرطة من مادة زبن على زنة متن و هو الدفع و الردع و الإبعاد. و هنا بمعنى ملائكة العذاب و خزنة جهنم. لاحظوا أنّ "يمح" هي في الأصل كانت (يمحو) حيث سقطت الواو لأن الرسم القرآني عادة هكذا، مثل "وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ" (السراء 11) و "سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ" (العلق 18)، إلّا أنّه وفقا للرسم الحديث فإن الواو تذكر في جميع هذه الكلمات، إلّا أنّها تحذف في القرآن غالبا.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN