1

بمختلف الألوان
إنَّ الفَضلَ في كتابِ اللهِ عَظيمٌ، واسِعٌ لا يُحَدُّ، فَقَد أغدَقَ اللهُ تَعالى على عِبادِهِ نِعَمًا ظاهِرَةً وباطِنَةً، مَنَحَهُمُ المالَ والبَنينَ، وأعلى شأنَهُم بالعِزَّةِ والكرامَةِ. وهذا الفَضلُ الإلهيُّ ليسَ مَحصُورًا في النِّعَمِ الدُّنيَوِيَّةِ فَحَسبُ، بَلْ يَتَجَلَّى بأسمَى... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
مهدويات... بالشباب ينصر الله إمام الحق (14)
عدد المقالات : 331
حسن الهاشمي
عن رسول الله (ص) في وصيته لأبي ذر قال: (يا أبا ذر، اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) أمالي الطوسي ٢: ١٣٩. ما دام الانسان في عنفوان شبابه باستطاعته ان يعمل الكثير، أن يغيّر حاله الى أحسن الحال، أن يكون فاعلا في المجتمع، أن يتعلّم يخطط يغيّر يقدّم الخدمات الجليلة لأسرته ومجتمعه وبلاده، انه في اوج عطائه الفكري والعضلي فإن لم يستغل فترة الشباب الاستغلال الأمثل في التغيير والعطاء، فالهرم القادم القاهر ربما يعيقه عن تقديم الأفضل، وان عقارب الساعة لا ترجع الى الوراء، والفرصة ان لم يستغلها الشاب ربما تصبح غصة في فترة الكهولة فضلا عن الشيخوخة، والحال ان المصلح الموعود وكما قال أمير المؤمنين (ع): (إنّ القائم هو الذي إذا خرج كان في سنّ الشيوخ ومنظر الشباب قويّاً في بدنه، حتّى لو مدّ يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها) بحار الانوار للمجلسي ج52 ، ص322. فانه عليه السلام قوي في بدنه بحاجة الى طاقات شابة فاعلة مؤثرة قوية كزبر الحديد؛ لإرساء دعائم دولة العدل الإلهي على وجه البسيطة.
الهمة، المبادرة، الحيوية، النشاط، الطموح، تقديم الخدمات، التحلي بمكارم الأخلاق، تهيئة مستلزمات النجاح، كل هذه الأمور تعتمل صدر الشاب النموذج؛ لوضع بصمة له في ذاكرة التاريخ، وليس بعيدا عن هذا السياق فان المصلح الموعود يخرج بهيئة شاب، فضلا عن ان جل أصحابه من الشباب لا كهول فيهم، إلّا مثل كحل العين والملح في الزاد، وهذه بشارة سارة للشباب في كلّ عصر عسى أن يكونوا هم من أصحاب إمامهم ومولاهم المنتظر عجّل الله فرجه الشريف، عن أمير المؤمنين (ع) قال: (أصحاب المهدي شباب لا كهول فيهم إلّا كمثل كُحل العين والملح في الزاد) الغيبة للشيخ الطوسي ج ١ ص ٤٩٦. مرحلة الشباب تبدأ بعد سنّ البلوغ الى الأربعين، والكهل من بلغ الأربعين، ولتحقيق حلم الانبياء في نصرة المستضعفين في الأرض، وللقيام بالمسؤولية الملقاة على عاتقه بأتم وجه؛ فانّ الامام صاحب الزمان يظهر بصورة شاب بعد عمر طويل، لا يهرم بمرور الأيّام بإذن الله وقدرته ولطفه وعنايته.
تمثل القضية المهدوية أحد المحاور الأساسية في الاستفادة المثلى من دور الشباب الحيوي والفاعل في بناء المجتمع، وانها تعد بحق حركة التغيير في داخل الأمة من أجل إيجاد الناصر، وإلا فإن المصلح الموعود ما غاب لأنه محب للغيبة ولكن قلة الوعي وقلة الناصر هي التي حالت دون النهوض بمشروعه الحضاري كل هذا الوقت، ولك أن تتأمل حينما يعي الشباب أن غيبة إمامهم مرهونة بطبيعة تغييرهم لأنفسهم ومجتمعهم، عند ذلك لن تجد هؤلاء مكتوفي الأيدي أو يرهنون أنفسهم إلى الهموم الصغيرة التي تلقيها أمامهم مصاعب الحياة وتعقيداتها، بل سيتطلعون لما هو أكبر وأعظم، فأكثر أنصار الإمام المهدي وجيشه المبارك يكونون من الشباب الطاهر، وإنّهم يتوسّمون بسيماء الصالحين وعليهم هيبة المتّقين، أبطال كالجبال الرّواسي يخوضون المعارك بكلّ شجاعة وبسالة ولا يهابون الموت، ورد عن الإمام علي (ع): (يأتي الله بقوم صالحين يملؤنها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) بحار الأنوار للمجلسي ج13 ص29.
وكلنا يشهد كيف أن شباب الأمة الواعي في عصور الأنظمة القمعية قد قاومت الظلم والفساد وتحملت كل حالات القمع، ومن ثم قنعت بالشهادة بل أقبلت عليها، لأنها لم ترهن أنفسها لهذه الهموم بعد ان تطلعت إلى مهمتها الكبرى المتمثلة بالتمهيد للظهور المهدوي الشريف، ولعل نماذج مقاومة الشباب ضد الاستكبار بكل شروره في حقب زمنية متعددة وفي مناطق متفرقة كافية لتبيّن لنا أي دور عظيم أداه الشباب حينما يتسلح بسلاح النهضة المهدوية المباركة، وعن أبي جعفر الباقر قال: (إنّ الله تعالى يلقى في قلوب محبّينا الرعب، فاذا قام قائمنا وظهر مهدينا كان الرجل أجرئ من ليث وأمضى من سنان) بحار الانوار للمجلسي ج52 ص307.
إن إطلالة سريعة على النتاج المهدوي في المستقبل يعطينا صورة عن طبيعة الدور الذي يجب أن يتهيأ شبابنا له، فالمصلح الموعود سيقيم دولة العدل الإلهية وسيسيطر على كل العالم ويُنهي سلطان الجور والظلم الذي يجثم على صدور المستضعفين، ولن يحصل ذلك بمعجزة، وإنما يحصل ضمن الظروف الطبيعية لعمليات التغيير الاجتماعي الكبرى، وهذه العملية حتى تتم لابد وأن تكون هناك قاعدة صالحة تحتضن المشروع المهدوي وتلبي له مشاريعه الحضارية وبرامجه القيادية وتلتزم بطاعته، اذ ان اللحمة بين القواعد الشعبية الواعية والمصلح الموعود على برنامج ترنو اليه البشرية جمعاء ضرورة لابد منها؛ لإنجاح مهمة الاصلاح العظيمة التي ضحى الأنبياء والأوصياء الغالي والنفيس لتحقيقها على أرض الواقع، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: (رجال لا ينامون الليل، لهم دويّ في صلاتهم كدويّ النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، هم أطوع له من الاُمّة لسيّدها، كالمصابيح كأنّ قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة، ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم: يا لثارات الحسين، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر، يمشون إلى المولى إرسالاً، بهم ينصر الله إمام الحق) بحار الانوار للمجلسي ج52 ص307.
عن أبي عبد الله الصادق، عن أبي بصير قال: (جعلت فداك ليس على الأرض يومئذٍ مؤمن غيرهم قال: بلى ولكن هذه العدة التي يخرج الله فيها القائم هم النجباء والقضاة والحكّام والفقهاء في الدين، يمسح الله بطونهم وظهورهم، فلا يشتبه عليهم حكم) دلائل الامامة لمحمد بن جرير الطبري، ص٥٦٢. لا شك أن شبابنا الذين يتحلون بالكفاءة والنزاهة والتفقه في الدين ومن خلال ما تحقق طوال هذه الفترة من صحوة علمية وثقافية ودينية قد تقدموا بشكل كبير باتجاه حمل الأمانة، بالرغم ما نراه من انحرافات هنا وهناك، وبالرغم من شذوذ بعضهم غافلاً عن هذا الطريق، إلا أننا يجب ان لا نغفل أن القطاع الأكبر منهم توّاق لتجسيد العدالة على يد المصلح الموعود، غاية ما هنالك أن سبل التوعية ما زالت دون المستوى المطلوب الذي يتناسب وطبيعة الغزو الثقافي والفكري الذي تعمل عليه مئات الفضائيات ضد شبابنا وأمتنا، بالرغم من أننا نمتلك اليوم الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي بكل أصنافها، فالشباب الملتزم وفي ظل هذه الأجواء المنفتحة يعيش حالة حرية فريدة في التاريخ البشري، بيد اننا بحاجة الى تكثيف الخطاب الديني المعتدل الذي يرتقي معلوماتيا ومهنيا وفنيا إلى المستوى الذي يجب أن يصل إليه؛ ليكون خير عدة يعتمد عليها القائم في خروجه المبارك.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 6 ايام
2025/07/05م
حسن الهاشمي لكي نحافظ على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، ولكي نواكب التطوّر التكنلوجي في العالم الغربي، نحن بحاجة الى إيجاد صيغة متوازنة تُراعي المنهج العلمي الحديث الذي تعتمده الجامعات الغربية، مع الحفاظ على القيم والرؤية المعرفية الإسلامية، وأبرز محاور الموائمة: 1. في المناهج: الاستفادة من المنهج... المزيد
عدد المقالات : 331
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/02م
الحُبُّ: نقيضُ البُغضِ والحُبُّ: الودادُ ،والمَحَبَّةُ اسمٌ للحبِّ،وحَبَّبَ إِلَيْهِ الأَمْرَ: جَعَلَهُ يُحِبُّه. وَهُم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إليَّ هذا الشيء يحَبُّ حُبّاً، والحبُّ: الوِدادُ،والحَبِيبُ هو: المُحِبُّ(١) والحبُّ أيضا: هو ميلٌ قلبي إلی الإشخاص أو إلی... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/02م
في زمنٍ أضحت فيه القراءة الطويلة ضرباً من الترف الفكري، وغدت الورقات المكدسة على رفوف المكتبات ذكرى يتنهد لها العشاق، يبرز "المرجع الإلكتروني للمعلوماتية" كواحةٍ للمعرفة، تجمع بين دقة الموسوعات العلمية وثراء المكتبات. لكن هذه الواحة ليست مجرد ملاذٍ للباحثين، بل ومن يبحث عن المعارف بدون جهد فيرى... المزيد
عدد المقالات : 77
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/06/30م
زيد علي كريم يتراءى لي ضريحك وكيف كانت تلك الليلة الحزينة التي تشفى جسد عليل أصابه ما أصابه من الآلام والأحزان، من وجد متلهفا للقائك ماذا فعلت به لكي يصبح أسير حبك راغبا ومتلهفا لحضرتك المعطرة .... أنتظرت حتى الفجر وأنا تحت قبتك وبين الحرمين مابينك وبين قطيع الكفين ، فذاك يسلم وذاك يهتف ياهلا بزوار... المزيد
عدد المقالات : 86
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/07/07م
مـن زفـيرِ اليُـتم أشعلتُ اللظى ... وارتـشفتُ الحزنَ جمراً يُلفظا فاحـتواني وجــعٌ مـِن حـافـرٍ ... يشتكي ظـُلـماً بـوجهي يُلحظـا حـَسبكم رمشي يواري دمعةً ... لو جراحُ الطفِ ماجتْ بالشظى او يـُدوّي بين عمري هائماً ... يستغيثُ الصمتَ شعراً يُقرظـا إنني مُــذ كـنتُ غِـرّاً يـافـعاً ... قــدَّ سهوي... المزيد
عدد المقالات : 29
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/02م
كان جالسا وفي حضنه الطفل الملكوتيّ، وكنتُ جالسا أتأمل وجهيهما، ماهذا الجمع النورانيّ (محمد والحسين) أي صلواتٍ تفي بهذا اللقاء مازلتُ صامتا، مفعما بالمحبة، أنظرُ ولا أشبع، تُرى لماذا قلبي نهم لايعرف الاكتفاء لماذا روحي عطشی لاتصل الی الامتلاء الرسول الأعظم مازال يداعب صغيره، ومازلت أنا أجوب... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/02م
في البيداء وردة كسيرة عطشى أحاطت بها ضاريات الفلا فلا معين لها يروى ولا ساقي لها يسقى وقفت حيرى ورمقت بناظرها رب السما رباه لا تكسر خاطر أمرأة ثكلى... صليل سيوف غدت مسموعة فأودت بحياة أخيها صرعى... رفع رأسه على الرمح فاعتلى... فأصبحت في خربة الغربى... أسيرة البلدان... ومن حواليها أطفال تبكى... كأني... المزيد
عدد المقالات : 86
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/06/22م
اليوم السبت، منذ الصغر وأنا لا أحب يوم السبت، إذ لم يكن عطلة، وكان يوما مدرسيا طويلا، ست حصص تمشي كسلحفاة عرجاء هذه المرة الأولی التي أنتظر فيها قدوم السبت لكنّ الساعةَ تسير حافية الأميال، تتعثر بالدقائق توسلتها أن تقهقه بوجهي، ولكن لاجدوی سلطة الزمن هي المتحكمة () جاء الصبح وتنفست المواعيد، يجب أن... المزيد
عدد المقالات : 53
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء العشرون: تأمل في دالة الموجة التي تعرف أكثر مما نعرفه الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 3/7/2025 في مقالات سابقة، اعتدنا أن نعتبر أن الدالة الموجية تصف نظامًا معينًا (وفي الواقع، جسيمًا منفردًا). لنفترض الآن أن... المزيد
تراجع صافي الاستثمارات الأجنبية في العراق لعام 2024 والربع الأول من 2025 أظهرت البيانات الصادرة عن البنك المركزي العراقي أن صافي الاستثمارات الأجنبية في العراق خلال عام 2024 سجل عجزًا قدره 8 مليارات دولار أمريكي، نتيجة خروج صافي استثمارات أجنبية... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء التاسع عشر: حين لا تجيب الدالة الموجية عن السؤال كله الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 1/7/2025 في هذا المقال، سوف نسأل: هل سمحت لنا نظرية الكم فقط بحساب نتائج تجاربنا أم أنها أيضًا أجابت عن المشكلات العميقة التي... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/06/23
صدر عن قسمِ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، دليلُ القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة عن الامام الحسن العسكري...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
2025/06/23
( تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com