بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين البشير النذير والسراج المنير المصطفى الطهر الأمين أبي القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين،
أسمى آيات التهاني والتبريك لمقام الحجّة بن الحسن المهدي "عجل الله فرجه الشريف" ولمراجعنا العظام وللأمة الإسلامية بذكرى ولادة بهجة قلب النبيّ وزوجة الأمير عليّ وأم الحسين والحسن الزكيّ سيدة نساء العالمين السيدة المعظّمة فاطمة الزهراء "صلوات الله عليها".
عن الإمام الصادق (عليه السلام): " لفاطمة (عليها السلام) تسعة أسماء عند الله (عزّ وجل) فاطمة والصدّيقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدّثة والزهراء ".
سنتكلم في بيان معنى اسم الصديقة الطاهرة ولبيان معنى اسمها المبارك لابد من ذِكرِ معناه في اللغة ومعناه هو الفصل أو القطع أوالمنع أو الفطم، ويقال للرضيع فُطم؛ أي قُطع عن الرضاعة بمعنى أنه (وصل الحد الأعلى من الفعل الذي يقوم به فانتهت غايته منه ففصل او قطع عنه)
والآن اقرأ عليكم من كلام أهل البيت (عليهم السلام) في بيان هذا الإسم المبارك..
جاء في الأحاديث الشريفة المروية عن العترة الطاهرة (سلام الله عليهم) كلامٌ في بيان معنى إسم فاطمة (عليها السلام) ونجعلها في ثلاثة أسباب، وهذه الأسباب نستخلصها مما ورد في بعض الروايات:
السبب الأول:
جاء في الحديث عن يونس بن ظبيان انه قال له الإمام أبو عبدالله الصادق (عليه السلام): أتدري أيّ شيء تفسير فاطمة قلت: أخبرني يا سيدي، قال : فطمت من الشرّ.
وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال : لمّا ولدت فاطمة عليها السلام أوحى الله (عزّ وجل) إلى ملك فانطلق به لسان محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمّاها فاطمة، ثم قال سبحانه جل وعلا: إنّي فطمتك بالعلم، وفطمتك عن الطمث.
والمقصود هنا من فطم العلم أنهُ اعطاها علماً، والطمث هو النقص و الرجس
عن إمامنا الصادق (عليه السلام) سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها، وأنى لهم بمعرفتها وهي من أسرار الله.
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): سميت فاطمة فاطمة لفطمها عن الدنيا ولذاتها وشهوتها،
وعن الصادق (عليه السلام) انه قال: سميت فاطمة لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً وديناً وحسباً، وقيل في رواية اخرى لانقطاعها عن الدنيا إلى الله سبحانه.
وإنّ أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) كانوا يهتمّون كثيراً بالأسماء، وبالخصوص باسم فاطمة، ويحبّون البيت الذي فيه اسم فاطمة، ويحبّون البيوت التي تذكر فيها أُمّهم فاطمة "عليها السّلام"، فليس إعجاب أو استحسان أنّها سمّيت فاطمة، بل لأسباب وغايات، وليست هذه تسمية ارتجالية، ولكن لأنّها مصداق للحقيقة، بل هي مناسبة الاسم مع المسمّى، وانطباق معناه مع المسمى به تماما.
أما السبب الثاني:
عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله): إنما سميت فاطمة لأن أعدائها فطموا عن حبها.
وأنى لهم بحبها، إذ إن من عِصمَةِ حُبها أن لا يكون في ذات نجسة، فحبها لا يحل إلا في القلوب النقية والأرواح الطاهرة.
أما من كانت روحه نجسة فلا يسمح له بحبها، ومن الناس من يدعي حبها في الظاهر وهذا ليس بحب لأن الأرواح اذا أحبت تطهرت، فلا حب من دون طهارة، وكما نقول في زيارتها (عليها السلام) فَإنّا نَسْأَلُكِ إنْ كُنَّا صَدَّقْنَاكِ إلَّا أَلْحَقْتِنَا بِتَصْدِيقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنَا بِأَنَّا قَدْ طَهُرْنَا بِوِلَايَتِكِ.
فحبها طهارة لأنفسنا.
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لفاطمة (عليها السلام) وقفة على باب جهنم، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار فتقرأ فاطمة بين عينيه محبا فتقول: إلهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد.
فيقول الله عز وجل: صدقت يا فاطمة إني سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ووعدي الحق وأنا لا أخلف الميعاد وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأشفّعك وليتبين ملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ومكانتك عندي فمن قرأت بين عينيه مؤمنا فخذي بيده وأدخليه الجنة.
أما السبب الثالث:
- نُقِلَ عن سلمان المحمدي (رضوان الله عليه) قال: كنت جالسا عند النبي (صلى الله عليه وآله) في المسجد إذ دخل العباس بن عبد المطلب فسلم فرد النبي (صلى الله عليه وآله) ورحب به فقال: يا رسول الله بما فضل الله علينا أهل البيت علي بن أبي طالب والمعادن واحدة
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): إذن أخبرك يا عم إن الله خلقني وخلق عليا ولا سماء ولا أرض ولا جنة ولا نار ولا لوح ولا قلم.
فلما أراد الله عز وجل بدو خلقنا تكلم بكلمة فكانت نورا ثم تكلم كلمة ثانية فكانت روحا فمزج فيما بينهما واعتدلا فخلقني وعليا منهما ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجل من العرش ثم فتق من نور علي نور السماوات فعلي أجل من السماوات ثم فتق من نور الحسن نور الشمس ومن نور الحسين نور القمر فهما أجل من الشمس والقمر وكانت الملائكة تسبح الله تعالى وتقول في تسبيحها: سبوح قدوس من أنوار ما أكرمها على الله تعالى، فلما أراد الله تعالى أن يبلوا الملائكة أرسل عليهم سحابا من ظلمة وكانت الملائكة لا تنظر أولها من آخرها ولا آخرها من أولها فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا ما رأينا مثل ما نحن فيه، فنسألك بحق هذه الأنوار إلا ما كشفت عنا فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لأفعلن فخلق نور فاطمة الزهراء (عليها السلام) يومئذ كالقنديل وعلقه في قرط العرش فزهرت السماوات السبع والأرضون السبع، من أجل ذلك سميت فاطمة الزهراء.
وكانت الملائكة تسبح الله وتقدسه فقال الله: وعزتي وجلالي لأجعلن ثواب تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحبي هذه المرأة وأبيها وبعلها وبنيها.
قال سلمان: فخرج العباس فلقيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فضمّه إلى صدره وقبل ما بين عينيه.
وقال: بأبي عترة المصطفى من أهل بيت ما أكرمكم على الله تعالى.
وعن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: هل تدري لم سميت فاطمة قال علي: لم سميت فاطمة يا رسول الله قال: لأنها فُطِمَت هي وشيعتُها من النار.
وفي الختام نتبرك بذكر هذه الرواية عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أنّه قال لفاطمة "عليها السلام": شَقَ الله لَكِ يَا فَاطِمَةُ اسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ فَهُوَ الْفَاطِرُ وَأَنْتِ فَاطِمَة
اللهم يا محمود بحق محمد و يا عالي بحق علي و يا فاطر بحق فاطمة و يا محسن بحق الحسن و يا قديم الإحسان بحق الحسين صل على محمد وآله كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على أحد من انبيائك وأصفيائك وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN