وكثيرا ما تأتي كلمة الضرب في القرآن الكريم الهجر او التباعد كما قال الله تعالى "وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى" (طه 77)، و "فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ" (الشعراء 63) اي باعد بين الماء لينفتح طريق، و "فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ" (الحديد 13) اي فرق بينهم بسور. اما الضرب بمعنى الهجرة والسفر قال عز من قائل "لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ" (البقرة 273)، و "وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ" (المزمل 20) اي يذهبون الى مكان اخر بعيد طلبا للرزق. قال الله جل جلاله "سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ" (الانفال 12) عند مفسرين فصل الاعناق والبنان اي المفاصل.جاء في الرواية: وقال علي الاكبر (تا الله لا يحكم فينا ابن الدعي اضرب بالسيف احامي عن ابي). قال الله تعالى "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ" (ال عمران 112) ضربت اي اصابتهم. ومن تطبيقات الضرب اللغوية ضرب به عرض الحائط، والاضراب عن الطعام، واضراب الطلبة والعمال اي ترك المدارس والمعامل.
وهكذا قال الله عز وجل "فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ" (النساء 34) فالضرب هنا الهجر في المضجع او فصل اي لا يجمع بينهما فراش. جاء في الرد على الاستفسارات للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني: السؤال: هل يجوز للرجل أن يضرب زوجته الجواب: لا يجوز الضرب، وإذا أدّى الضرب إلى احمرار البدن فهو آثم ويجب على الزوج دفع الدية لذلك. السؤال: هل يجوز للزوجة أن تعصي زوجها الجواب: الواجب على الزوجة أن لا تعصي الزوج في أمرين فقط: 1ـ الاستمتاع الجنسي. 2ـ الخروج من البيت. وأمّا سائر الأمور فليس له أن يأمرها وينهاها، وعليهما أن يحلّا المشاكل فيما بينهما بالتفاهم واحترام كلّ واحد منهما للآخر.
وجاء في الرواية: ولا تختلف الحوراء زينب عليها السلام في الصبر والتحمل عن النساء التي ضرب الله فيهن المثل كما في حالة زوجة فرعون "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" (التحريم 11) اي أعطى الله تعالى مثلا. كذلك قال الله جلت قدرته "وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ" (ابراهيم 45)، و و "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ" (ابراهيم 24)







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN