المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
رع موسى المدير الملكي.
2024-06-15
الموظف توتو.
2024-06-15
بارت نفر ساقي الفرعون.
2024-06-15
باك مدير أعمال محاجر الجبل الأحمر.
2024-06-15
الموظف محو رئيس الشرطة.
2024-06-15
الموظف نفر خبرو حر سخبر.
2024-06-15

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ظالم بن عمرو (أبو الأسود الدؤلي)  
  
4577   05:38 مساءاً   التاريخ: 26-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص436-438
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

ابن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن كنانة الدؤلي أبو الأسود، وفي اسمه ونسبه خلاف. أحد سادات التابعين والمحدثين والفقهاء والشعراء والفرسان والأمراء والأشراف والدهاة والحاضري الجواب والصُّلع الأشراف والبُخر الأشراف ومن مشاهير البخلاء. والأكثر على أنه أول من وضع العربية ونقط المصحف. روى عن عمر وعلي وأبي ذر وابن عباس وغيرهم وعنه أمية ويحيى بن يعمر. وصحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد معه صفين، ومات بالطاعون الجارف سنة سبع وستين على الأصح.

 روى عاصم قال: جاء أبو الأسود الدؤلي إلى زياد ابن أبيه وكان يعلم أولاده وقال: إني أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم وفسدت ألسنتها، أفتأذن لي أن أضع للعرب ما يعرفون به كلامهم؟ فقال له زياد: لا تفعل. قال: فجاء رجل إلى زياد فقال: أصلح الله الأمير توفي أبانا وترك بنون! فقال زياد: توفي أبانا وترك بنون ادعوا لي أبا الأسود، فلما جاءه قال له: ضع للناس ما كنت نهيتك عنه! ففعل. وروي في وضع العربية غير ذلك. ولأبي الأسود أخبار كثيرة مع الخلفاء والأمراء ولطائف في البخل والإمساك وقد استقصى أخباره أبو الفرج في كتابه. ومن شعره يعاتب ابنه أبا حرب وقد انقطع عن العمل وطلب الرزق: [الوافر]

 (وما طلب المعيشة بالتمني ... ولكن ألق دلوك في الدلاء)

 (تجئك بملئها يوما ويوما ... تجيء بحمأة وقليل ماء)

 (ولا تقعد على كسل التمني ... تحيل على المقادر والقضاء)

 (فإن مقادر الرحمن تجري ... بأرزاق الرجال من السماء)

 (مقدرة بقبض أو ببسط ... وعجز المرء أسباب البلاء)

وقال: [البسيط]

 (العلم زين وتشريف لصاحبه ... فاطلب هديت فنون العلم والأدبا)

 (كم سيد بطل آباؤه نجب ... كانوا رؤوسا فأضحى بعدهم ذنبا)

 (ومقرف خامل الآباء ذي أدب ... نال المعالي بالآداب والرتبا)

 (العلم ذخر وكنز لا نفاد له ... نعم القرين ونعم الخدن إن صحبا)

 (قد يجمع المال شخص ثم يحرمه ... عما قليل فيلقى الذل والحربا)

 (وجامع العلم مغبوط به أبدا ... فلا يحاذر فيه الفوت والسلبا)

 (يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه ... لا تعدلن به درا ولا ذهبا)

 وقال: [الطويل]

 (فلا تشعرن النفس يأسا فإنما ... يعيش بجد حازم وبليد)

 (ولا تطمعن في مال جار لقربه ... فكل قريب لا ينال بعيد)

وقال: [الطويل]

 (تعودت مس الضر حتى ألفته ... وأسلمني طول البلاء إلى الصبر)

 (ووسع صدري للأذى كثرة الأذى ... وكان قديما قد يضيق به صدري)

 (إذا أنا لم أقبل من الدهر كل ما ... ألاقيه منه طال عتبي على الدهر)

وقال: [الكامل]

 (ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر)

 (وبقيت في خلف يزكي بعضهم ... بعضا ليدفع معور عن معور)

 (فطن لكل مصيبة في ماله ... وإذا أصيب بعرضه لم يشعر) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.