المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

المواد القاعدية المقاومة للصهر
25-8-2016
خصوصية صلاة الطواف
27/12/2022
معنى كلمة هجع‌
2-1-2016
الوضع الاجتماعي للدولة العباسية
27-4-2018
Haemorrhage
23-2-2016
فاعلية وتجديد ألأمه
22-04-2015


إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن المدبر  
  
4714   06:04 مساءاً   التاريخ: 9-04-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج1، ص143-146
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2016 3537
التاريخ: 28-12-2015 20872
التاريخ: 24-06-2015 3513
التاريخ: 13-08-2015 2194

أبو إسحاق الكاتب الأديب الفاضل، الشاعر الجواد المترسل، صاحب النظم الرائق، والنثر الفائق، تولى الولايات الجليلة، ثم وزر للمعتمد على الله، لما خرج من سر من رأى بريد مصر، ومات في سنة تسع وسبعين ومائتين وهو يتقلد للمعتضد ديوان الضياع ببغداد.

وأصلهم من ستمسيان، وكان يدعي أنه من ضبة، وأخوه أحمد من جلة الكتاب وأفاضلهم وكرامهم، وحسدته الكتاب على منزلته من السلطان، فأغروه به، حتى أخرجه إلى دمشق متولياً عليها، وناظراً في تحصيل أموالها، وقبله ابن طولون في أمرٍ قد ذكرته في كتابي التاريخ.

وإبراهيم بن المدبر هو القائل في إبراهيم بن العباس الصولي يهجوه:

عز الطويل عن الأزمة ... لا رده ربي بذمه

إن كان طال فإنه ... من أقصر الثقلين همه

هب كنت صولاً نفسه ... من كان صول ناك أمه

ومن شعره أيضاً:

يا كاشف الكرب بعد شدته ... ومنزل الغيث بعد ما قنطوا

لا تبل قلبي بشحط بينهم ... فالموت دان إذا هم شحطوا

من كتاب نظم الجمان للمنذري، قال العطوي الشاعر: أتيت إبراهيم بن المدبر، فاستأذنت عليه، فلم يأذن لي حاجبه، فأخذت ورقة وكتبت فيها:

أتيتك مشتاقاً فلم أرَ جالساً ... ولا ناظراً إلا بوجه قطوب

كأني غريم مقتض أو كأنني ... نهوض حبيب أو حضور رقيب

فسألت الحاجب حتى أوصلها إليه، فلما قرأها قال: ويحك، أدخل علي هذا الرجل، فدخلت فأكرمني، وقضى حوائجي.

قال أبو علي: سمعت أبا محمد المهلبي يتحدث وهو وزير في مجلس أنس، أن رجلاً كان ينادم بعض الكتاب الظراف، وأحسبه قال: ابن المدبر قال: كنت عنده ذات يوم، فرجع غلام له أنفذه في شيء لا أدري ما هو، فقال له رب الدار ما صنعت؟ فقال ذهبت ولم يكن، فقام يجيء، فجاء، فلم يجيء، فجئت، قال فتبينت في رب الدار تغيراً وهماً، ولم يقل للغلام شيئاً، فعجبت من ذلك، ثم أخذ بيدي وقال: قد ضيق صدري ما جاء به هذا الغلام، فقم حتى تدور في البستان الذي في دارنا ونتفرج، فلعله يخف ما بي، فقلت: والله لقد توهمت أن صدرك قد ضاق بانقلاب كلام الغلام عليك، وقد فهمته وهو ظريف، فقال: إن هذا الغلام من أحصف وأظرف غلام يكون، وذاك أنني ممتحن بعشق غلام أمرد وهو ابن نجاد في جيراننا، والغلام يساعدني عليه، وأبوه يغار عليه، ويمنعه مني، فوجهت هذا الغلام، وقلت: إن لم يك أبوه هناك، فقل له يصير إلينا، فرجع، فلما رآك عندي، قدر أني لم أطلعك على الأمر فرد هذا الجواب الظريف الذي سمعته، فقلت: أعده علي أنت لأفهمه، فقال: إنه يقول: ذهبت إلى الغلام، ولم يكن أبوه هناك، فقام الغلام يجيء، فجاء أبوه، فلم يجيء الغلام فجئت أنا، فقلت له: هذا الغلام يجب أن يكون أخاً وصديقاً لا غلاماً، وقال مخلد بن علي الشامي الحوراني يهجو ابن المدبر:

على أبوابه من كل وجه ... قصدت له أخو مر بن أد

يعني ضبة بن أد، يعني أبوابه مضببة باللؤم أو محكمة عن الخير وكان ابن المدبر ينسب إلى ضبة:

أخو لخم أعارك منه ثوباً ... هنيئاً بالقميص لك الأجد

وأخو لخم يريد جذاماً.

أبوك أراد أمك حين زفت ... فلم توجد لأمك بنت سعد

بنت سعد يريد عذرة بن سعد بن هذيم القبيلة المعروفة.

وزبد في الهجاء بغير ذال ... أحب إليك من عسل بزبد

رأيتك لا تحب الود إلا ... إذا ما كان من عصب وجلد

أراني الله عرك في الجعبي ... وعينك عين بشار بن برد

العر: الجرب. والجعبي: الأست. وعين بشار: يعني أعمى لأن بشار بن برد كان أعمى.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.