أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2022
1630
التاريخ: 6-4-2019
1426
التاريخ: 2-10-2020
2066
التاريخ: 7-7-2021
1218
|
إن القلب مثاله مثال قبة لها أبواب تنصب إليه الأحوال من كل باب ، أو مثال هدف تنصب إليه السّهام من الجوانب أو مثال مرآة منصوبة يجتاز عليها أصناف الصّور المختلفة فيتراءى فيها صورة بعد صورة أو مثال حوض ينصب فيه مياه مختلفة من أنهار مفتوحة إليه و مداخل هذه الاثار المتجددة فيه في كلّ حال إما من الظاهر فالحواس الخمس ، و إما من الباطن فالخيال و الشهوة و الغضب و الاخلاق المركبة في مزاج الانسان ، فانه إذا أدرك بالحواس شيئا حصل منه أثر في القلب ، و كذلك إذا هاجت الشهوة مثلا بسبب كثرة الاكل أو بقوة المزاج ، و الاثار تبقى و ينتقل الخيال من شيء إلى شيء و بحسب انتقال الخيال ينتقل القلب من حال إلى حال.
فالقلب دائما في التغير و التأثر من هذه الاسباب ، و أخص الاثار الحاصلة فيه هي الخواطر و أعني بالخواطر ما يعرض فيه الافكار و الأذكار اما على سبيل التجدد ، و إما على سبيل التذكر و الخواطر هي المحركات للارادات فان النية و العزم و الارادة إنما تكون بعد خطور المنويّ بالبال لا محالة ، فمبدء الافعال الخواطر ، ثم الخاطر يحرك الرغبة والرغبة تحرك النّية و العزم ، و العزم و النّية تحركان الاعضاء.
والخواطر المحركة للرغبة تنقسم إلى ما يدعو إلى الشر أعني ما يضر في العاقبة ، و إلى ما بدعو إلى الخير أعني ما ينفع في الآخرة ، فهما خاطران مختلفان فالخاطر المحمود يسمّى إلهاما و المذموم يسمى وسوسة و سبب الخاطر الداعي إلى الخير يسمّى ملكا ، و السبب الداعي إلى الشر يسمى شيطانا ، و اللطف الذي به يتهيّأ القلب لقبول إلهام الملك يسمى توفيقا ، و الذي به بتهيّأ لقبول وسواس الشيطان يسمى إغواء و خذلانا ، والملك عبارة عن خلق خلقه اللّه لافاضة الخير و إفادة العلم و كشف الحق و الوعد بالمعروف ، و الشيطان عبارة عن خلق شأنه الوعد بالشر و الأمر بالفحشاء و التخويف عند الهمّ بالخير و بالفقر ، و القلب متجاذب بينهما.
قال النّبي (صلى الله عليه واله): «في القلب لمّتان : لمة (1) , من الملك إيعاد بالخير و تصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنّه من اللّه فليحمد اللّه ، و لمّة من العدو ايعاد بالشر و تكذيب بالحق و نهي عن الخير و من وجد ذلك فليتعوّذ من الشيطان ثم تلا : {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ } [البقرة : 268] .
وقال (صلى الله عليه واله) : «قلب المؤمن بين اصبعين من أصابع الرّحمان»(2) يقلبه كيف يشاء , كنّى به عن سرعة التقلب و القدرة على التحريك و التغيير باستسخار الملك و الشيطان فانّهما مسخّران بقدرته في تقليب القلوب كما أنّ أصابعك مسخرة لك في تقليب الأجسام مثلا.
والقلب بأصل الفطرة صالح لقبول آثار الملائكة و لقبول آثار الشيطان قبولا متساويا ، و إنّما يترجح أحدهما على الآخر باتباع الهوى و الاكباب على الشهوات و بمخالفتهما فمهما غلب على القلب ذكر الدّنيا و مقتضيات الهوى وجد الشيطان مجالا فوسوس ، و مهما انصرف إلى ذكر اللّه ارتحل الشيطان و ضاق مجاله و أقبل الملك و ألهم ، فالتطارد بين جندي الملائكة و الشيطان في معركة القلب دائم الى ان ينفتح القلب لأحدهما فيسكن و لا يستوحش و يكون اجتياز الثاني اختلاسا ، قال اللّه تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ } [الأعراف : 201].
___________________
(1) معناه النزول به و القرب منه ، و قيل : اللمة الهمة تقع في القلب فما كان من خطرات الخير فهو من الملك و ما كان من خطرات الشر فهو من الشيطان (مجمع).
(2) احياء علوم الدين : ج 3 , ص 27.
|
|
اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف العمر
|
|
|
|
|
زهور برية شائعة لتر ميم الأعصاب التالفة
|
|
|
|
المجمع العلمي يواصل دورة إعداد أساتذة قرآنيّين في النجف الأشرف
|
|
العتبة العباسية المقدسة توزع معونات غذائية في الديوانية
|
|
قسم الشؤون الفكرية يبحث سبل التعاون المشترك مع مؤسَّسة الدليل للدراسات والبحوث
|
|
قسم العلاقات العامة ينظّم برنامجًا ثقافيًّا لوفد من جامعة الكوفة
|