أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام/النبي محمد صلى الله عليه واله
حدثنا الشيخ أبو
جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي (قدس الله روحه)، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل،
عن محمد بن جعفر الرزاز أبي العباس القرشي، قال. حدثنا أيوب بن نوح بن دراج، قال: حدثنا
محمد بن سعيد بن زائدة، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن محمد بن علي، وعن زيد بن
علي، كلاهما عن أبيهما علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب
(عليهم السلام)، قال: لما ثقل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه
كان رأسه في حجري والبيت مملوء من أصحابه، من المهاجرين والأنصار، والعباس بين يديه،
يذب عنه بطرف ردائه، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغمى عليه ساعة ويفيق ساعة،
ثم وجد خفة، فأقبل على العباس، فقال: يا عباس، يا عم النبي، اقبل وصيتي في أهلي وفي
أزواجي، واقض ديني، وانجز عداتي وأبرئ ذمتي. فقال العباس: يا نبي الله، أنا شيخ ذو
عيال كثير، غير ذي مال ممدود، وأنت أجود من السحاب الهاطل والريح المرسلة، فلو صرفت
ذلك عني إلى من هو أطوق له مني.
فقال رسول الله
(صلى الله عليه وآله) : أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها، ومن لا يقول مثل ما تقول،
يا علي هاكها خالصة لا يحاقك فيها أحد، يا علي اقبل وصيتي وأنجز مواعيدي وأد ديني،
يا علي اخلفني في أهلي، وبلغ عني من بعدي.قال علي (عليه السلام).
فلما نعى إلي نفسه، رجف فؤادي وألقي علي لقوله البكاء، فلم أقدر أن أجيبه بشئ، ثم عاد
لقوله فقال: يا علي، أو تقبل وصيتي؟ قال: فقلت، وقد خنقتني العبرة، ولم أكد أن أبين.
نعم، يا رسول الله.فقال (صلى الله
عليه وآله): يا بلال ائتني بسوادي ، ائتني بذي الفقار، ودرعي ذات الفضول، ائتني بمغفري
ذي الجبين، ورايتي العقاب، وائتني بالعنزة والممشوق ؟ فأتى بلال بذلك كله إلا درعه
كانت يومئذ مرتهنة.ثم قال: ائتني بالمرتجز
والعضباء ، ائتني باليعفور والدلدل ، فأتى بها، فأوقفها بالباب، ثم قال: ائتني بالاتحمية
والسحاب، فأتاه بهما فلم يزل يدعو بشئ شئ، فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب،
فطلبها فأتي بها، والبيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين والأنصار.ثم قال: يا علي،
قم فاقبض هذا؟ ومد إصبعه، وقال: في حياة مني، وشهادة من في البيت، لكيلا ينازعك أحد
من بعدي، فقمت وما أكاد أمشي على قدم حتى استودعت ذلك جميعا منزلي. فقال: يا علي أجلسني،
فأجلسته وأسندته إلى صدري.قال علي (عليه السلام):
فلقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن رأسه ليثقل ضعفا، وهو يقول يسمع أقصى
أهل البيت وأدناهم: إن أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب، يقضي ديني،
وينجز موعدي، يا بني هاشم، يا بني عبد المطلب، لا تبغضوا عليا، ولا تخالفوا أمره فتضلوا،
ولا تحسدوه وترغبوا عنه فتكفروا، أضجعني يا علي، فأضجعته فقال: يا بلال ائتني بولدي
الحسن والحسين، فانطلق فجاء بهما فأسندهما إلى صدره، فجعل (صلى الله عليه وآله) يشمهما.
قال علي (عليه السلام): فظننت أنهما قد غماه - قال أبو الجارود: يعني أكرباه - فذهبت
لآخذهما عنه، فقال: دعهما يا علي يشماني وأشمهما، ويتزودا مني وأتزود منهما، فسيلقيان
من بعدي أمرا عضالا، فلعن الله من يخيفهما، اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 600
تاريخ النشر : 2023-09-12