أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/الطينة والميثاق/الامام الصادق عليه السلام
أبي، عن النضر
بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : أول
من سبق من الرسل إلى بلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى
الله تبارك وتعالى، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل: - لما اسري به إلى السماء - تقدم
يا محمد فقد وطأت موطئا لم تطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل. ولولا أن روحه ونفسه كانت
من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه، فكان من الله عزوجل كما قال الله: " قاب
قوسين أو أدنى " أي بل أدنى فلما خرج الامر من الله وقع إلى أوليائه عليهم السلام
فقال الصادق عليه السلام : كان الميثاق مأخوذا عليهم لله بالربوبية، ولرسوله بالنبوة،
ولأمير المؤمنين والائمة بالإمامة، فقال: ألست بربكم، ومحمد نبيكم، وعلي إمامكم،
والائمة الهادون أئمتكم ؟ فقالوا: بلى، فقال الله: " شهدنا أن تقولوا يوم القيمة
" أي لئلا تقولوا يوم القيامة {إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف:
172] فأول ما أخذ الله عزوجل الميثاق على الانبياء بالربوبية، وهو قوله: " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم
" فذكر جملة الانبياء، ثم أبرز أفضلهم بالأسامي فقال: " ومنك " يا محمد، فقدم
رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه أفضلهم، " ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن
مريم " فهؤلاء الخمسة أفضل الانبياء، ورسول الله صلى الله عليه وآله أفضلهم، ثم أخذ
بعد ذلك ميثاق رسول الله على الانبياء له بالإيمان به، وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين،
فقال: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ
وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ } [آل عمران: 81] يعني
رسول الله صلى الله عليه وآله {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ } [آل عمران:
81] يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه تخبروا اممكم بخبره وخبر وليه من الائمة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 5 / صفحة [ 236 ]
تاريخ النشر : 2023-09-02