أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
شيخ السنة
القاضي أبو عمرو عثمان بن أحمد في خبر طويل إن فاطمة بنت أسد رأت النبي صلى الله عليه
وآله يأكل تمرا له رائحة تزداد على كل الأطائب من المسك والعنبر ، من نخلة لا
شماريخ لها ، فقالت : ناولني ، أنل منها ، قال : لا تصلح إلا أن تشهدي معي أن لا
إله إلا الله وأني محمد رسول الله ، فشهدت الشهادتين فناولها فأكلت فازدادت رغبتها
وطلبت اخرى لابي طالب ، فعاهدها أن لا تعطيه إلا بعد الشهادتين فلما جن عليه الليل
اشتم أبو طالب نسيما ما اشتم مثله قط ، فأظهرت ما معها فالتمسه منها ، فأبت عليه
إلا أن يشهد الشهادتين ، فلم يملك نفسه أن شهد الشهادتين غير أنه سألها أن تكتم
عليه لئلا تعيره قريش ، فعاهدته على ذلك فأعطته ما معها ، وآوى إلى زوجته فعلقت بعلي
عليه السلام في تلك الليلة ، ولما حملت بعلي عليه السلام ازداد حسنها ، فكان
يتكلم في بطنها ، فكانت في الكعبة فتكلم علي عليه السلام مع جعفر فغشي عليه ،
فالتفت الاصنام خرت على وجوهها ، فمسحت على بطنها وقالت : يا قرة العين سجدتك
الاصنام داخلا فكيف شأنك خارجا؟ وذكرت لابي طالب ذلك ، فقال : هو الذي قال لي أسد
في طريق الطائف وفي رواية شعبة عن قتادة ، عن أنس ، عن العباس بن عبد المطلب ،
ورواية الحسن ابن محبوب عن الصادق عليه السلام والحديث مختصر أنه انفتح البيت من
ظهره ودخلت فاطمة فيه ثم عادت الفتحة والتصقت ، وبقيت فيه ثلاثة أيام ، فأكلت من
ثمار الجنة ، فلما خرجت قال علي عليه السلام : السلام عليك يا أب ورحمة الله
وبركاته ، ثم تنحنح وقال : « بسم الله الرحمن الرحيم * قد أفلح المؤمنون » الآيات
، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : قد أفلحوا بك أنت والله أميرهم ، تميرهم
من علمك فيمتارون ، وأنت والله دليلهم وبك والله يهتدون ، ووضع رسول الله صلى الله
عليه وآله لسانه في فيه ، فانفجرت اثنتا عشرة عينا قال : فسمي ذلك اليوم يوم
التروية ، فلما كان من غده وبصر علي برسول الله سلم عليه وضحك في وجهه ، وجعل يشير
إليه ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت فاطمة : عرفه ، فسمي ذلك
اليوم عرفة ، فلما كان اليوم الثالث وكان يوم العاشر من ذي الحجة أذن أبو طالب في
الناس أذانا جامعا وقال : هلموا [ إلى وليمة ابني علي ، ونحر ثلاثمأة من الابل
وألف رأس من البقر والغنم واتخذوا وليمة وقال : هلموا ] وطوفوا بالبيت سبعا
وادخلوا وسلموا على علي ولدي ، ففعل الناس ذلك وجرت به السنة ، وضعته امه بين يدي
النبي صلى الله عليه وآله ففتح فاه بلسانه وحنك وأذن في اذنه اليمنى وأقام في
اليسرى ، فعرف الشهادتين وولد على الفطرة.
أبوعلي بن همام
رفعه أنه لما ولد علي عليه السلام أخذ أبو طالب بيد فاطمة وعلي على صدره وخرج إلى
الابطح ، ونادى :
يا رب ياذا
الغسق الدجي والقمر
المبتلج المضي
بين لنا من حكمك
المقضي ماذا
ترى في اسم ذا الصبي
قال : فجاء شئ يدب على الارض كالسحاب ، حتى حصل
في صدر أبي طالب ، فضمه مع علي إلى صدره ، فلما أصبح إذا هو بلوح أخضر فيه مكتوب :
خصصتما بالولد
الزكي والطاهر
المنتجب الرضي
فاسمه من شامخ
علي علي
اشتق من العلي
قال : فعلقوا
اللوح في الكعبة ومازال هناك حتى أخذه هشام بن عبد الملك ، فاجتمع أهل البي ت في
الزاوية الايمن عن ناحية البيت ، فالولد الطاهر من النسل الطاهر ولد في الموضع
الطاهر ، فأين توجد هذه الكرامة لغيره؟ فأشرف البقاع الحرم ، وأشرف الحرم المسجد ،
وأشرف بقاع المسجد الكعبة ، ولم يولد فيه مولود سواه ، فالمولود فيه يكون في غاية
الشرف ، وليس المولود في سيد الايام يوم الجمعة في الشهر الحرام ، في البيت الحرام
، سوى أمير المؤمنين عليه السلام.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 35 / صفحة [ 24 ]
تاريخ النشر : 2025-11-01