أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مختصات الامام وعلاماته والقابه/متفرقة
قال الخطيب أبو
المؤيد الخوارزمي عن أبي إسحاق قال : لقد رأيت عليا أبيض الرأس واللحية ، ضخم
البطن ، ربعة من الرجال. وذكر ابن منده أنه كان شديد الادمة ، ثقيل العينين
عظيمهما ، ذا بطن ، وهو إلى القصر أقرب ، أبيض الرأس واللحية. وزاد محمد بن حبيب
البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته : آدم اللون ، حسن الوجه ، ضخم الكراديس.
واشتهر عليه السلام
بالأنزع البطين ، أما في الصورة فيقال : رجل أنزل : بين النزع ، وهو الذي انحسر
الشعر عن جانبي جبهته ، وموضعه النزعة ، وهما النزعتان ، ولا يقال لامرأة : نزعاء
، ولكن زعراء. والبطين : الكبير البطن. وأما المعنى فان نفسه نزعت [ يقال : نزع
إلى أهله ينزع نزاعا : اشتاق ، ونزع عن الأمور نزوعا : انتهى عنها ] عن ارتكاب
الشهوات فاجتنبها ، ونزعت إلى اجتناب السيئات فسد عليها مذهبها ، ونزعت إلى اكتساب
الطاعات فأدركها حين طلبها ، ونزعت إلى استصحاب الحسنات فارتدى بها وتجلببها.
وامتلا علما
فلقب بالبطين وأظهر بعضها وأبطن بعضها حسبما اقتضاه علمه الذي عرف به الحق اليقين.
أما ما ظهر من علومه فأشهر من الصباح ، وأسير في الآفاق من سرى الرياح. وأما ما
بطن فقد قال : « بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطر بتم اضطراب الارشية في
الطوى البعيدة ».
- ومما ورد في
صفته عليه السلام ما أورده صديقنا العز المحدث ، وذلك حين طلب منه السعيد بدر
الدين لؤلؤ صاحب الموصل أن يخرج أحاديث صحاحا وشيئا مما ورد في فضائل أمير
المؤمنين وصفاته عليه السلام ، وكتب على أتوار الشمع الاثني عشر التي حملت إلى
مشهده عليه السلام وأنا رأيتها ، قال : كان ربعة من الرجال ، أدعج العينين ، حسن
الوجه ، كأنه القمر ليلة البدر حسنا ، ضخم البطن ، عريض المنكبين ، ششن الكفين ،
أغيد ، كأن عنقه إبريق فضة ، أصلح ، كث اللحية ، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري ،
لا يبين عضده من ساعده وقد ادمجت إدماجا ، إن أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع
أن يتنفس شديد الساعد واليد ، إذا مشى إلى الحرب هرول ، ثبت الجنان ، قوي ، شجاع ،
منصور على من لاقاه.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 35 / صفحة [ 4 ]
تاريخ النشر : 2025-11-01