من كتاب عتيق من
أصول المخالفين ، عن محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي ، عن الحسين بن محمد بن
الفرزدق القطيعي ، عن الحسين بن علي بن بزيع ، عن يحيى بن حسن بن فرات ، عن أبي
عبد الرحمن المسعودي ، عن عبد الله بن عبد المالك ، عن الحرث بن حصيرة ، عن صخر بن
الحكم الفزازي ، عن حيان بن الحرث الأزدي ـ يكنى أبا عقيل ـ ، عن الربيع بن جميل
الضبي ، عن مالك بن ضمرة الرواسي ، عن أبي ذر الغفاري : اجتمع هو وعلي بن أبي طالب
وعبد الله بن مسعود والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان ، قال :
فقال أبو ذر : حدثونا حديثا نذكر به رسول الله صلى الله عليه وآله فنشهد له
وندعو له ونصدقه ، فقالوا : حدثنا .. يا علي!.
قال : فقال علي
عليه السلام : لقد علمتم ما هذا زمان حديثي ، قالوا : صدقت. قال : فقالوا : حدثنا
.. يا حذيفة!. قال : لقد علمتم أني سئلت عن المعضلات فحذرتهن. قالوا : صدقت. قال :
فقالوا : حدثنا .. يا ابن مسعود! قال : لقد علمتم أني قرأت القرآن لم أسأل عن
غيره. قالوا : صدقت. قال : فقالوا : حدثنا .. يا مقداد!. قال : لقد علمتم إنما كنت
فارسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله أقاتل ، ولكن أنتم أصحاب الحديث.
فقالوا :صدقت. قال : فقالوا : حدثنا .. يا عمار!. قال : فقال : لقد علمتم أني
إنسان نساء إلا أن أذكر فأذكر. قالوا : صدقت.
قال : فقال أبو
ذر رحمة الله عليه : إنما أحدثكم بحديث سمعتموه أو من سمعه منكم بلغ ، ألستم
تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، ( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ
لا رَيْبَ فِيها ، وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) ، وأن البعث حق ،
وأن الجنة حق ، وأن النار حق؟. قالوا : نشهد. قال : وأنا من الشاهدين.
قال : ألستم
تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثنا أن شر الأولين والآخرين اثنا عشر
: ستة من الأولين وستة من الآخرين ، ثم سمى من الأولين ابن آدم الذي قتل أخاه ،
وفرعون ، وهامان ، وقارون ، والسامري ، والدجال اسمه في الأولين ويخرج في الآخرين
، وسمى من الآخرين ستة : العجل ـ وهو ...
وفرعون ـ وهو ... ـ ، وهامان ـ وهو زياد بن أبي سفيان ـ ، وقارون ـ وهو سعد بن أبي
وقاص ـ ، والسامري ـ وهو عبد الله بن قيس أبو موسى ـ ، قيل : وما السامري؟. قال :
قال السامري : ( لا مِساسَ ) ، وهو يقول : لا قتال ، والأبتر ـ وهو عمرو بن العاص
ـ ، قالوا : وما أبترها؟. قال : لا دين له ولا نسب. قال : فقالوا : نشهد على ذلك.
قال : وأنا على ذلك من الشاهدين.
ثم قال : ألستم
تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن من أمتي من يرد علي الحوض على
خمس رايات : أولهن راية العجل فأقوم فإذا أخذت بيده اسود وجهه ، ورجفت قدماه ،
وخفقت أحشاؤه ، وفعل ذلك تبعه ، فأقول :ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون :
كذبنا الأكبر ومزقناه واضطهدناه ، والأصغر أبترناه حقه ، فأقول : اسلكوا ذات
الشمال ، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.
ثم يرد علي راية
فرعون أمتي ـ وهم أكثر الناس البهرجيون ـ ، فقلت : يا رسول الله (ص)! وما
البهرجيون؟ أبهرجوا الطريق؟. قال : لا ، ولكن بهرجوا دينهم ، وهم الذين يغضبون
للدنيا ولها يرضون ، ولها يسخطون ، ولها ينصبون ، فأقوم فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت
بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ، وفعل ذلك تبعه ، فأقول : ما خلفتموني
في الثقلين بعدي؟ فيقولون :كذبنا الأكبر ومزقناه ، وقاتلنا الأصغر وقتلناه ، فأقول
: اسلكوا طريق أصحابكم ، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.
ثم ترد علي راية
عبد الله بن قيس ـ وهو إمام خمسين ألفا من أمتي ـ ، فأقوم فآخذ بيده ، فإذا أخذت
بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ، وفعل ذلك تبعه ، فأقول : ما خلفتموني
في الثقلين بعدي؟ فيقولون : كذبنا الأكبر وعصيناه وخذلنا الأصغر وخذلنا منه ،
فأقول : اسلكوا طريق أصحابكم ، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه
قطرة.
ثم ترد علي راية
المخدج ـ وهو إمام سبعين ألفا من الناس ـ فأقوم فآخذ بيده ، فإذا أخذت بيده اسود
وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ، وفعل ذلك تبعه ، فأقول : ما خلفتموني في الثقلين
بعدي؟ ، فيقولون : كذبنا الأكبر وعصيناه ، وقاتلنا الأصغر وقتلناه، فأقول : اسلكوا
سبيل أصحابكم ، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.
ثم ترد علي راية
علي بن أبي طالب (ع) أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين ، فأقوم فآخذ بيده فيبيض
وجهه ووجوه أصحابه ، فأقول : ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟. فيقولون تبعنا الأكبر
وصدقناه ، ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه ، فأقول : ردوا رواء مرويين ،
فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا ، وجه إمامهم كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر
ليلة البدر ، أو كأضوإ نجم في السماء.
ثم قال : ألستم
تشهدون على ذلك؟. قالوا : بلى ، وإنا على ذلك من الشاهدين.
قال لنا القاضي
محمد بن عبد الله : اشهدوا علي عند الله أن الحسين بن محمد بن الفرزدق حدثني بهذا
، وقال الحسين بن محمد : اشهدوا علي بهذا عند الله أن الحسين بن علي بن بزيع حدثني
بهذا ، وقال الحسين بن علي بن بزيع : اشهدوا علي بهذا عند الله أن يحيى بن الحسن
حدثني بهذا ، وقال يحيى بن الحسن : اشهدوا علي عند الله أن أبا عبد الرحمن حدثني
بهذا عن الحارث بن حصيرة ، وقال أبو عبد الرحمن : اشهدوا علي بهذا عند الله أن
الحارث بن حصيرة حدثني بهذا عن صخر بن الحكم ، وقال الحارث بن حصيرة : اشهدوا علي
عند الله أن صخر بن الحكم حدثني بهذا عن حيان بن الحرث ، وقال صخر بن الحكم :
اشهدوا علي بهذا عند الله أن حيان بن الحرث حدثني بهذا عن الربيع بن جميل الضبي ،
وقال حيان بن الحرث : اشهدوا علي بهذا عند الله أن الربيع بن جميل الضبي
حدثني بهذا عن مالك بن ضمرة الرواسي ، وقال الربيع بن جميل : اشهدوا علي بهذا عند
الله أن مالك بن ضمرة حدثني بهذا عن أبي ذر الغفاري ، وقال مالك بن ضمرة : اشهدوا
علي بهذا عند الله أن أبا ذر الغفاري حدثني بهذا عن رسول الله صلى الله عليه
وآله ، وقال أبو ذر : اشهدوا علي بهذا عند الله أن رسول الله صلى الله عليه
وآله حدثني بهذا عن جبرئيل ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اشهدوا علي
بهذا عن الله أن جبرئيل حدثني بهذا عن الله جل وجهه وتقدست أسماؤه.
وقال يوسف بن
كليب ومحمد بن حنبل : إن أبا عبد الرحمن حدثه بهذا الحديث بهذا الإسناد وبهذا
الكلام ، قال الحسن بن علي بن بزيع : وزعم إسماعيل بن أبان أنه سمع هذا الحديث ـ
حديث الرايات ـ من أبي عبد الرحمن المسعودي.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 30 / صفحة [ 207 ]
تاريخ النشر : 2025-08-14