الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : الأثنين ٠٢ صفر ١٤٤٧هـ المصادف ۲۸ تموز۲۰۲٥م

أقوال عامة
أقوال عامة
امير المؤمنين وقضية الزنديق الاشجع بن مزاحم...
تاريخ النشر : 2025-07-28
روي...في الإرشاد : بحذف الإسناد ، مرفوعا إلى جابر الجعفي قال : قلد أبو بكر الصدقات بقرى المدينة وضياع فدك رجلا من ثقيف يقال له : الأشجع بن مزاحم الثقفي ـ وكان شجاعا ، وكان له أخ قتله علي بن أبي طالب في وقعة هوازن وثقيف ـ فلما خرج الرجل عن المدينة جعل أول قصده ضيعة من ضياع أهل البيت تعرف ببانقيا ، فجاء بغتة واحتوى عليها وعلى صدقات كانت لعلي عليه ‌السلام  ، فتوكل بها وتغطرس على أهلها ، وكان الرجل زنديقا منافقا.
فابتدر أهل القرية إلى أمير المؤمنين عليه ‌السلام  برسول يعلمونه ما فرط من الرجل.
فدعا علي عليه ‌السلام  بدابة له تسمى السابح ـ وكان أهداه إليه ابن عم لسيف بن ذي يزن ـ وتعمم بعمامة سوداء ، وتقلد بسيفين ، وأجنب دابته المرتجز ، وأصحب معه الحسين عليه ‌السلام  وعمار بن ياسر والفضل بن العباس وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن العباس ، حتى وافى القرية ، فأنزله عظيم القرية في مسجد يعرف بمسجد القضاء ، ثم وجه أمير المؤمنين عليه ‌السلام  الحسين عليه ‌السلام  يسأله المصير إليه.
فصار إليه الحسين عليه ‌السلام  فقال : أجب أمير المؤمنين.
فقال : ومن أمير المؤمنين.
فقال : علي بن أبي طالب.
فقال : أمير المؤمنين أبو بكر خلفته بالمدينة.
فقال له الحسين عليه ‌السلام  : أجب علي بن أبي طالب.
فقال : أنا سلطان وهو من العوام ، والحاجة له ، فليصر هو إلي.
فقال له الحسين : ويلك! أيكون مثل والدي من العوام ، ومثلك يكون السلطان؟!
فقال : أجل ، لأن والدك لم يدخل في بيعة أبي بكر إلا كرها ، وبايعناه طائعين ، وكنا له غير كارهين ، فشتان بيننا وبينه.
فصار الحسين عليه ‌السلام  إلى أمير المؤمنين عليه ‌السلام  فأعلمه ما كان من قول الرجل.
فالتفت إلى عمار فقال : يا أبا اليقظان صر إليه والطف له في القول ، واسأله أن يصير إلينا ، فإنه لا يجب لوصي من الأوصياء أن يصير إلى أهل الضلالة ، فنحن مثل بيت الله يؤتى ولا يأتي.
فصار إليه عمار ، وقال : مرحبا يا أخا ثقيف ، ما الذي أقدمك على أمير المؤمنين في حيازته ، وحملك على الدخول في مساءته ، فصر إليه ، وأفصح عن حجتك.
فانتهر عمارا ، وأفحش له في الكلام ، وكان عمار شديد الغضب ، فوضع حمائل سيفه في عنقه ، فمد يده إلى السيف.
فقيل لأمير المؤمنين عليه ‌السلام  : الحق عمارا ، فالساعة يقطعونه ، فوجه أمير المؤمنين عليه ‌السلام  الجمع ، فقال لهم : لا تهابوه وصيروا به إلي.
وكان مع الرجل ثلاثون فارسا من خيار قومه ، فقالوا له : ويلك! هذا علي بن أبي طالب قتلك وقتل أصحابك عنده دون النطفة ، فسكت القوم جزعا من أمير المؤمنين عليه ‌السلام  ، فسحب الأشجع إلى أمير المؤمنين عليه ‌السلام  على حر وجهه سحبا.
فقال أمير المؤمنين عليه ‌السلام : دعوه ولا تعجلوا ، فإن العجلة والطيش لا تقوم بها حجج الله وبراهينه.
فقال له أمير المؤمنين عليه ‌السلام  : ويلك! بما استحللت ما أخذت من أموال أهل البيت؟ وما حجتك على ذلك ؟
فقال له : وأنت فبم استحللت قتل هذا الخلق في كل حق وباطل ، وأن مرضاة صاحبي لهي أحب إلي من اتباع موافقتك.
فقال علي عليه ‌السلام  : أيها عليك! ما أعرف من نفسي إليك ذنبا إلا قتل أخيك يوم هوازن ، وليس بمثل هذا القتل تطلب الثارات ، فقبحك الله وترحك.
فقال له الأشجع : بل قبحك الله وبتر عمرك ـ أو قال : ترحك ـ فإن حسدك للخلفاء لا يزال بك حتى يوردك موارد الهلكة والمعاطب ، وبغيك عليهم يقصر بك عن مرادك.
فغضب الفضل بن العباس من قوله ، ثم تمطى عليه بسيفه فحل عنقه ورماه عن جسده بساعده اليمنى ، فاجتمع أصحابه على الفضل ، فسل أمير المؤمنين عليه ‌السلام  سيفه ذا الفقار ، فلما نظر القوم إلى بريق عيني الإمام ولمعان ذي الفقار في كفه رموا سلاحهم وقالوا : الطاعة الطاعة .
فقال أمير المؤمنين عليه ‌السلام  : أف لكم ، انصرفوا برأس صاحبكم هذا الأصغر إلى صاحبكم الأكبر ، فما بمثل قتلكم يطلب الثار ، ولا تنقضي الأوتار فانصرفوا ومعهم رأس صاحبهم ، حتى ألقوه بين يدي أبي بكر.
فجمع المهاجرين والأنصار ، وقال : يا معاشر الناس ، إن أخاكم الثقفي أطاع الله ورسوله ( وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) ، فقلدته صدقات المدينة وما يليها ، ففاقصه ابن أبي طالب ، فقتله أخبث قتلة، ومثل به أخبث مثلة ، وقد خرج في نفر من أصحابه إلى قرى الحجاز ، فليخرج إليه من شجعانكم وليردوه عن سنته ، واستعدوا له من الخيل والسلاح وما يتهيأ لكم ، وهو من تعرفونه : الداء الذي لا دواء له ، والفارس الذي لا نظير له.
قال : فسكت القوم مليا كأن الطير على رءوسهم.
فقال : أخرس أنتم أم ذوو ألسن؟!
فالتفت إليه رجل من الأعراب يقال له الحجاج بن الصخر ، فقال له : إن صرت  إليه سرنا معك ، فأما لو سار  جيشك هذا لينحرنهم عن آخرهم كنحر البدن.
ثم قام آخر فقال : أتعلم إلى من توجهنا؟! إنك توجهنا إلى الجزار الأعظم الذي يختطف الأرواح بسيفه خطفا ، والله إن لقاء ملك الموت أسهل علينا من لقاء علي بن أبي طالب.
فقال ابن أبي قحافة : لا جزيتم من قوم عن إمامكم خيرا ، إذا ذكر لكم علي بن أبي طالب دارت أعينكم في وجوهكم ، وأخذتكم سكرة الموت ، أهكذا يقال لمثلي؟!
قال : فالتفت إليه عمر بن الخطاب فقال : ليس له إلا خالد بن الوليد.
فالتفت إليه أبو بكر فقال : يا أبا سليمان ، أنت اليوم سيف من سيوف الله ، وركن من أركانه ، وحتف الله على أعدائه ، وقد شق علي بن أبي طالب عصا هذه الأمة ، وخرج في نفر من أصحابه إلى ضياع الحجاز ، وقد قتل من شيعتنا ليثا صئولا وكهفا منيعا ، فصر إليه في كثيف من قومك وسله أن يدخل الحضرة ، فقد عفونا عنه ، فإن نابذك الحرب فجئنا به أسيرا.
فخرج خالد بن الوليد في خمسمائة  فارس من أبطال قومه ، قد أشخنوا  سلاحا ، حتى قدموا على أمير المؤمنين عليه ‌السلام .
قال : فنظر الفضل بن العباس إلى غبرة الخيل ، فقال : يا أمير المؤمنين! قد وجه إليك ابن أبي قحافة بقسطل يدقون الأرض بحوافر الخيل دقا.
فقال : يا ابن العباس! هون عليك ، فلو كان  صناديد قريش وقبائل حنين وفرسان هوازن لما استوحشت إلا من ضلالتهم.
ثم قام أمير المؤمنين عليه ‌السلام  فشد محز الدابة ، ثم استلقى على قفاه نائما تهاونا بخالد ، حتى وافاه ، فانتبه لصهيل الخيل.
فقال : يا أبا سليمان! ما الذي عدل بك إلي؟
فقال : عدل بي إليك من أنت أعلم به مني.
فقال : فأسمعنا الآن.
فقال : يا أبا الحسن! أنت فهم غير مفهم ، وعالم غير معلم ، فما هذه اللوثة التي بدرت منك ، والنبوة التي قد ظهرت فيك ، إن كنت كرهت هذا الرجل فليس يكرهك ، ولا تكونن ولايته ثقلا على كاهلك ، ولا شجا في حلقك ، فليس بعد الهجرة بينك وبينه خلاف ، ودع الناس وما تولوه ، ضل من ضل ، وهدى من هدى ، ولا تفرق بين كلمة مجتمعة ، ولا تضرم النار بعد خمودها ، فإنك إن فعلت ذلك وجدت غبه غير محمود.
فقال أمير المؤمنين عليه ‌السلام  : أتهددني يا خالد بنفسك وبابن أبي قحافة؟! فما بمثلك ومثله تهديد ، فدع عنك ترهاتك التي أعرفها منك واقصد نحو ما وجهت له.
قال : فإنه قد تقدم إلي إ رجعت عن سننك كنت مخصوصا بالكرامة والحبو ، وإن أقمت على ما أنت عليه من خلاف الحق حملتك إليه أسيرا.
فقال له عليه ‌السلام  : يا ابن اللخناء ، وأنت تعرف الحق من الباطل ، ومثلك يحمل مثلي أسيرا ، يا ابن الرادة عن الإسلام ، أتحسبني ويلك مالك بن نويرة حيث قتلته ونكحت امرأته ، يا خالد جئتني برقة عقلك واكفهرار وجهك وتشمخ أنفك ، والله لئن تمطيت بسيفي هذا عليك وعلى أوغارك لأشبعن من لحومكم جوع الضباع وطلس الذئاب ، ولبست [ لست ] ويلك ممن يقتلني أنت ولا صاحبك ، وإني لأعرف قاتلي ، وأطلب منيتي صباحا ومساء ، وما مثلك يحمل مثلي أسيرا ، ولو أردت ذلك لقتلتك في فناء هذا المسجد.
فغضب خالد وقال : توعد وعيد الأسد وتروغ روغان الثعالب ، ما أعداك في المقال ، وما مثلك إلا من اتبع قوله بفعله.
فقال أمير المؤمنين عليه ‌السلام  : إذا كان هذا قولك فشأنك ، وسل أمير المؤمنين عليه ‌السلام  على خالد ذا الفقار ، وخفق عليه.
فلما نظر خالد إلى بريق عيني الإمام ، وبريق ذي الفقار في يده ، وتصممه عليه ، نظر إلى الموت عيانا ، وقال : يا أبا الحسن! لم نرد هذا.
فضربه أمير المؤمنين عليه ‌السلام  بقفار رأس ذي الفقار على ظهره ، فنكسه عن دابته، ولم يكن أمير المؤمنين عليه ‌السلام  ليرد يده إذا رفعها ، لئلا ينسب إلى الجبن.
فلحق أصحاب خالد من فعل أمير المؤمنين عليه ‌السلام  هول عجيب وخوف عنيف.
ثم قال عليه ‌السلام  : ما لكم لا تكافحون عن سيدكم؟ والله لو كان أمركم إلي لتركت رءوسكم ، وهو أخف على يدي من جنى الهبيد على أيدي العبيد ، وعلى هذا السبيل تقضمون مال الفيء؟! أف لكم.
فقام إليه رجل من القوم يقال له المثنى بن الصياح ـ وكان عاقلا فقال : والله ما جئناك لعداوة بيننا وبينك ، أو عن غير معرفة بك ، وإنا لنعرفك كبيرا وصغيرا ، وأنت أسد الله في أرضه ، وسيف نقمته على أعدائه ، وما مثلنا من جهل مثلك ، ونحن أتباع مأمورون ، وجند موازرون ، وأطواع غير مخالفين ، فتبا لمن وجه بنا إليك! أما كان له معرفة بيوم بدر وأحد وحنين؟
فاستحى أمير المؤمنين عليه ‌السلام  من قول الرجل ، وترك الجميع ، وجعل أمير المؤمنين عليه ‌السلام  يمازح خالدا لما به من ألم الضربة ، وهو ساكت.
فقال له أمير المؤمنين عليه ‌السلام  : ويلك يا خالد! ما أطوعك للخائنين الناكثين! أما كان لك بيوم الغدير مقنع إذ بدر إليك صاحبك في المسجد حتى كان منك ما كان ، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو كان مما رمته أنت وصاحباك ـ ابن أبي قحافة وابن صهاك شيء لكانا هما أول مقتولين بسيفي هذا ، وأنت معهما ، ( وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ) ولا يزال يحملك على إفساد حالتك عندي ، فقد تركت الحق على معرفة وجئتني تجوب مفاوز البسابس ، لتحملني إلى ابن أبي قحافة أسيرا ، بعد معرفتك أني قاتل عمرو بن عبد ود ومرحب ، وقالع باب خيبر ، وإني لمستحيي منكم ومن قلة عقولكم، أوتزعم أنه قد خفي علي ما تقدم به إليك صاحبك حين أخرجك إلي ، وأنت تذكر ما كان مني إلى عمرو بن معديكرب وإلى أصيد بن سلمة المخزومي ، فقال لك ابن أبي قحافة : لا تزال تذكر له ذلك ، إنما كان ذلك من دعاء النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ، وقد ذهب ذلك كله ، وهو الآن أقل من ذلك ، أليس كذلك يا خالد؟! فلو لا ما تقدم به إلي رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله لكان مني إليهما ما هما أعلم به منك.
يا خالد! أين كان ابن أبي قحافة وأنت تخوض معي المنايا في لجج الموت خوضا ، وقومك بادون في الانصراف كالنعجة القوداء والديك النافش ، فاتق الله يا خالد ، ( وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً ) ، ولا للظالمين ظهيرا.
فقال خالد : يا أبا الحسن! إني أعرف ما تقول ، وما عدلت العرب والجماهير عنك إلا طلب ذحول آبائهم قديما ، وتنكل رءوسهم قريبا ، فراغت عنك كروغان الثعلب فيما بين الفجاج والدكادك ، وصعوبة إخراج ملك [ الملك ] من يدك ، وهربا من سيفك ، وما دعاهم إلى بيعة أبي بكر إلا استلانة جانبه ، ولين عريكته ، وأمن جانبه ، وأخذهم الأموال فوق استحقاقهم ، ولقل اليوم من يميل إلى الحق ، وأنت قد بعت الدنيا بالآخرة ، ولو اجتمعت أخلاقهم إلى أخلاقك لما خالفك خالد.
فقال له أمير المؤمنين عليه ‌السلام  : والله ما أتى خالد إلا من جهة هذا الخئون الظلوم المفتن ابن صهاك ، فإنه لا يزال يؤلب على القبائل ويفزعهم مني ويؤيسهم من عطاياهم ، ويذكرهم ما أنساهم الدهر ، وسيعلم غب أمره إذا فاضت نفسه.
فقال خالد : يا أبا الحسن! بحق أخيك لما قطعت هذا من نفسك ، وصرت إلى منزلك مكرما ، إذا كان القوم رضوا بالكفاف منك.
فقال له أمير المؤمنين : لا جزاهم الله عن أنفسهم ولا عن المسلمين خيرا.
قال : ثم دعا عليه ‌السلام  بدابته فاتبعه أصحابه ، وخالد يحدثه ويضاحكه ، حتى دخل المدينة ، فبادر خالد إلى أبي بكر فحدثه بما كان منه.
فصار أمير المؤمنين عليه ‌السلام  إلى قبر النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ، ثم صار إلى الروضة فصلى أربع ركعات ودعا ، وقام يريد الانصراف إلى منزله ، وكان أبو بكر جالسا في المسجد والعباس جالس إلى جنبه.
فأقبل أبو بكر على العباس فقال : يا أبا الفضل! ادع لي ابن أخيك عليا لأعاتبه على ما كان منه إلى الأشجع.
فقال له العباس : أوليس قد تقدم إليك صاحبك بترك معاتبته؟ وإني أخاف عليك منه إذا عاتبته أن لا تنتصر منه.
فقال أبو بكر : إني أراك ـ يا أبا الفضل ـ تخوفني منه ، دعني وإياه ، فأما ما كلمني خالد بترك معاتبته فقد رأيته يكلمني بكلام خلاف الذي خرج به إليه ، ولا أشك إلا أنه قد كان منه إليه شيء أفزعه.
فقال له العباس : أنت وذاك يا ابن أبي قحافة.
فدعاه العباس ، فجاء أمير المؤمنين عليه ‌السلام  فجلس إلى جنب العباس.
فقال له العباس : إن أبا بكر استبطأك ، وهو يريد أن يسألك بما جرى.
فقال : يا عم ، لو دعاني لما أتيته.
فقال له أبو بكر : يا أبا الحسن! ما أرضى لمثلك هذا الفعال.
قال : وأي فعل؟
قال : قتلك مسلما بغير حق ، فما تمل من القتل قد جعلته شعارك ودثارك.
فالتفت إليه أمير المؤمنين عليه ‌السلام  فقال : أما عتابك علي في قتل مسلم فمعاذ الله أن أقتل مسلما بغير حق ، لأن من وجب عليه القتل رفع عنه اسم الإسلام.
وأما قتلي الأشجع ، فإن كان إسلامك كإسلامه فقد فزت فوزا عظيما!!
أقول : وما عذري إلا من الله ، وما قتلته إلا عن بينة من ربي ، وما أنت أعلم بالحلال والحرام مني ، وما كان الرجل إلا زنديقا منافقا ، وإن في منزله صنما من رخام يتمسح به ثم يصير إليك ، وما كان من عدل الله أن يؤاخذني بقتل عبدة الأوثان والزنادقة.
وافتتح أمير المؤمنين عليه ‌السلام  بالكلام ، فحجز بينهما المغيرة بن شعبة وعمار بن ياسر ، وأقسموا على علي عليه ‌السلام  فسكت ، وعلى أبي بكر فأمسك.
ثم أقبل أبو بكر على الفضل بن العباس وقال : لو قدتك بالأشجع لما فعلت مثلها ، ثم قال : كيف أقيدك بمثله وأنت ابن عم رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ، وغاسله؟!
فالتفت إليه العباس فقال : دعونا ونحن حكماء أبلغ من شأنك ، إنك تتعرض بولدي وابن أخي ، وأنت ابن أبي قحافة بن مرة! ونحن بنو عبد المطلب ابن هاشم أهل بيت النبوة ، وأولو الخلافة، تسميتم بأسمائنا ، ووثبتم علينا في سلطاننا ، وقطعتم أرحامنا ، ومنعتم ميراثنا ، ثم أنتم تزعمون أن لا إرث لنا ، وأنتم أحق وأولى بهذا الأمر منا ، فبعدا وسحقا لكم أنى تؤفكون.
ثم انصرف القوم ، وأخذ العباس بيد علي عليه ‌السلام  ، وجعل علي يقول : أقسمت عليك يا عم لا تتكلم ، وإن تكلمت لا تتكلم إلا بما يسر ، وليس لهم عندي إلا الصبر ، كما أمرني نبي الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ، دعهم وما كان لهم يا عم بيوم الغدير مقنع ، دعهم يستضعفونا جهدهم ، فإن الله مولانا وهو خير الحاكمين.
فقال له العباس : يا ابن أخي ، أليس قد كفيتك ، وإن شئت أعود إليه فأعرفه مكانه ، وأنزع عنه سلطانه.
فأقسم عليه علي عليه ‌السلام  فأسكته.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 29 / صفحة [ 48 ]
تاريخ النشر : 2025-07-28


Untitled Document
دعاء يوم الأثنين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدْ أَحَداً حِينَ فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ، وَلا اتَّخَذَ مُعِيناً حِينَ بَرَأَ النَّسَماتِ، لَمْ يُشارَكْ فِي الاِلهِيَّةِ، وَلَمْ يُظاهَرْ فِي الوَحْدانِيَّةِ. كَلَّتِ الأَلْسُنُ عَنْ غَايَةِ صِفَتِهِ، وَالعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ، وَتَواضَعَتِ الجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ، وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ، وَانْقادَ كُلُّ عَظِيمٍ لِعَظَمَتِهِ، فَلَكَ الحَمْدُ مُتَواتِراً مُتَّسِقاً ومُتَوالِياً مُسْتَوْسِقاً، وَصَلَواتُهُ عَلى رَسُولِهِ أَبَداً وَسَلامُهُ دائِماً سَرْمَداً، اللّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِي هذا صَلاحاً وَأَوْسَطَهُ فَلاحاً وَآخِرَهُ نَجاحاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ، وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ. اللّهُمَّ إِنِّي أسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْرٍ نَذَرْتُهُ، وَكُلِّ وَعْدٍ وَعَدْتُهُ، وَكُلِّ عَهْدٍ عاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَفِ بِهِ، وَأَسأَلُكَ فِي مَظالِمِ عِبادِكَ عِنْدِي، فَأَيُّما عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ أَو أَمَةٍ مِنْ إِمائِكَ كانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُها إِيّاهُ فِي نَفْسِهِ، أَوْ فِي عِرْضِهِ أَوْ فِي مالِهِ أَوْ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، أَوْ غيْبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِها، أَوْ تَحامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ أَوْ هَوَىً أَوْ أَنَفَةٍ أَوْ حَمِيَّةٍ أَوْ رِياءٍ أَوْ عَصَبِيَّةٍ غائِباً كانَ أَوْ شاهِداً، وَحَيّاً كانَ أَوْ مَيِّتاً، فَقَصُرَتْ يَدِي وَضاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّها إِلَيْهِ والتَحَلُّلِ مِنْهُ، فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ يَمْلِكُ الحاجاتِ وَهِي مُسْتَجِيبَةٌ لِمَشِيئَتِهِ وَمُسْرِعَةٌ إِلى إِرادَتِهِ، أَنْ تُصَلِّيَّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِما شِئْتَ، وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً، إِنَّهُ لا تَنْقُصُكَ المَغْفِرَةُ ولا تَضُرُّكَ المَوْهِبَةُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ أَوْلِنِي فِي كُلِّ يَوْمِ اثْنِينِ نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ ثِنْتَيْنِ: سَعادَةً فِي أَوَّلِهِ بِطاعَتِكَ، وَنِعْمَةً فِي آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ، يامَنْ هُوَ الإِلهُ وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِواهُ.

زيارات الأيام
زيارة الحسن والحسين (عليهما السلام) يوم الإثنين
زِيارةُ الحَسَنِ (عليه السلام): اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَةَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صِراطَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَيانَ حُكْمِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ دينِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا السَّيِدُ الزَّكِيُّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْبَرُّ الْوَفِيُّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْقائِمُ الْاَمينُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعالِمُ بِالتَّأْويلِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْهادِي الْمَهْديُّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الطّاهِرُ الزَّكِيُّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْحَقُّ الْحَقيقُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الشَّهيدُ الصِّدّيقُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ. زِيارة الحُسَينِ (عليه السلام) : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ اَشْهَدُ اَنـَّكَ اَقَمْتَ الصلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكوةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ فَعَلَيْكَ السَّلامُ مِنّي ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، اَنَا يا مَوْلايَ مَوْلىً لَكَ وَلاِلِ بَيْتِكَ سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ لَعَنَ اللهُ اَعْداءَكُمْ مِنَ الْاَوَّلينَ وَالاْخِرينَ وَاَنـَا أبْرَأُ اِلَى اللهِ تَعالى مِنْهُمْ يا مَوْلايَ يا اَبا مُحَمَّد يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِ اللهِ هذا يَوْمُ الْاِثْنَيْنِ وَهُوَ يَوْمُكُما وَبِاسْمـِكُما وَاَنـَا فيهِ ضَيْفُكُما فَاَضيفانى وَاَحْسِنا ضِيافَتي فَنِعْمَ مَنِ اسْتُضيفَ بِهِ اَنْتُما وَاَنـَا فيهِ مِنْ جِوارِكُما فَاَجيرانى فَاِنَّكُما مَأْمُورانِ بِالضِّيافَةِ وَالْاِجارَةِ فَصَلَّى اللهُ عَلَيْكُما وَآلِكُمَا الطَّيِّبينَ.

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+