أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/التمسك بأهل البيت والتسليم لهم وإحياء امرهم/الإمام السجاد (عليه السلام)
قال علي بن
الحسين عليه السلام : قد انتحلت طوائف من هذه الامة بعد مفارقتها أئمة الدين
والشجرة النبوية إخلاص الديانة ، وأخذوا أنفسهم في مخائل الرهبانية ، وتعالوا في
العلوم ووصفوا الايمان بأحسن صفاتهم وتحلوا بأحسن السنة، حتى إذا طال عليهم الامد
وبعدت عليهم الشقة وامتحنوا بمحن الصادقين رجعوا على أعقابهم ناكصين عن سبيل الهدى
وعلم النجاة ، يتفسخون تحت أعباء الديانة تفسخ حاشية الابل تحت أوراق البزل.
ولا تحرز السبق
الروايا وإن جرت
ولا
يبلغ الغايات إلا سبوقها
وذهب الآخرون
إلى التقصير في أمرنا واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم واتهموا مأثور الخبر
مما استحسنوا يقتحمون في أغمار الشبهات ودياجير الظلمات بغير قبس نور من الكتاب
ولا أثره علم من من مظان العلم بتحذير مثبطين ، زعموا أنهم على الرشد من غيهم ،
وإلى من يفزع خلف هذه الامة وقد درست أعلام الملة ودانت الامة بالفرقة والاختلاف ،
يكفر بعضهم بعضا؟! والله تعالى يقول : «ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد
ما جاءتهم البينات » فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكمة إلا أهل الكتاب
وأبناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين احتج الله بهم على عباده ، ولم يدع الخلق
سدى من غير حجة؟ هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة ، وبقايا
الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وبرأهم من الآفات وافترض مودتهم
في الكتاب؟
هم العروة الوثقى وهم معدن التقى وخير جبال العالمين ونيقها
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 27 / صفحة [ 193 ]
تاريخ النشر : 2025-06-22