أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الشيعة/الإمام الصادق (عليه السلام)
من كتاب فرج
الكرب عن أبي بصير قال : قال الصادق عليه السلام : يابا محمد تفرق الناس شعبا
ورجعتم أنتم إلى أهل بيت نبيكم فأردتم ما أراد الله وأحببتم من أحب الله واخترتم
من اختاره الله ، فابشروا واستبشروا فأنتم والله المرحومون المتقبل منكم حسناتكم ،
المتجاوز عن سيئاتكم ، فهل سررتك؟ فقلت : نعم.
فقال : يابا
محمد إن الذنوب تساقط عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر، وذلك قوله
تعالى : « وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين
آمنوا » والله يابا محمد ما أراد الله بهذا غيركم ، فهل سررتك؟ قلت : نعم زدني.
فقال : قد ذكركم
الله في كتابه عز من قائل : « رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه » يريد أنكم وفيتم
بما أخذ عليكم ميثاقه من ولايتنا ، وإنكم لم تستبدلوا بنا غيرنا ، وقال : «الاخلاء
يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين» والله ما عنى بهذا غيركم ، فهل سررتك يابا
محمد؟ فقلت : زدني.
قال : لقد ذكركم
الله في كتابه حيث يقول : « إخوان على سرر متقابلين » والله ما أراد الله بهذا
غيركم ، هل سررتك! فقلت : نعم زدني ، قال : وقد ذكركم الله تعالى بقوله : «اولئك
الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهدآء والصالحين»
فرسول الله صلى الله
عليه وآله في هذا الموضع النبيون ، ونحن الصديقون والشهدآء ، وأنتم الصالحون ،
وأنتم والله شيعتنا ، فهل سررتك! فقلت : نعم زدني ، فقال : لقد استثناكم الله
تعالى على الشيطان فقال : « إن عبادي ليس لك عليهم سلطان » والله ما عنى بهذا
غيركم ، فهل سررتك! فقلت : نعم زدني.
فقال : قال الله
: « يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب
جميعا » والله ما عنى بهذا غيركم ، هل سررتك يابا محمد! قلت : زدني ، فقال : يابا
محمد ما استثنى الله تعالى به لاحد من الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا شيعتنا ، فقال
عز من قائل : « يوم لايغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله » وهم
شيعتنا يابا محمد هل سررتك قلت : زدني يابن رسول الله.
قال : لقد ذكركم
الله تعالى في كتابه حيث قال : « هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما
يتذكر اولو الالباب » فنحن الذين نعلم وأعداؤنا الذين لا يعلمون وشيعتنا هم اولو
الالباب ، قلت : زدني يابن رسول الله.
قال : يابا محمد
ما يحصى تضاعف ثوابكم ، يابا محمد ما من آية تعود إلى الجنة وتذكر أهلها بخير إلا
وهي فينا وفيكم ، ما من آية تسوق إلى النار إلا وهي في عدونا ومن خالفنا ، والله
ما على دين محمد وملة إبراهيم عليه السلام غيرنا وغيركم ، وإن سائر الناس منكم
براء ، يابا محمد هل سررتك؟ قلت : نعم يابن رسول الله صلى الله عليك وجعلت فداك :
ثم انصرفت فرحا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 27 / صفحة [ 123 ]
تاريخ النشر : 2025-06-11