أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مواضيع متفرقة
في علل الفضل عن
الرضا عليه السلام فإن قال : فلم لا يجوز أن يكون الامام من غير جنس الرسول؟ قيل :
لعلل منها : أنه لما كان الامام مفترض الطاعة لم يكن بد من دلالة تدل عليه ويتميز
بها من غيره ، وهي القرابة المشهورة والوصية الظاهرة ليعرف من غيره ويهتدى إليه بعينه.
ومنها : أنه لو
جاز في غير جنس الرسول لكان قد فضل من ليس برسول على الرسل، إذ جعل أولاد الرسل
أتباعا لأولاد أعدائه كأبي جهل وابن أبي معيط ، لأنه قد يجوز بزعمه أن ينتقل ذلك
في أولادهم إذا كانوا مؤمنين فيصير أولاد الرسول تابعين ، وأولاد أعداء الله
وأعداء رسوله متبوعين ، وكان الرسول أولى بهذه الفضيلة من غيره وأحق.
ومنها : أن
الخلق إذا أقروا للرسول بالرسالة وأذعنوا له بالطاعة لم يتكبر أحد منهم عن أن يتبع
ولده ويطيع ذريته ولم يتعاظم ذلك في أنفس الناس ، وإذا كان في غير جنس الرسول كان
كل واحد منهم في نفسه أنه أولى به من غيره ، ودخلهم من ذلك الكبر ولم تسخ أنفسهم
بالطاعة لمن هو عندهم دونهم ، فكان يكون ذلك داعية لهم إلى الفساد والنفاق
والاختلاف.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 25 / صفحة [ 146 ]
تاريخ النشر : 2025-03-24