أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/الامام المهدي عليه السلام/أصحاب الامام المهدي (عليه السلام) وأنصاره وجيشه/ الامام الصادق عليه السلام
فيما رأينا من عدة أصحاب القائم عليه السلام، وتعيين مواضعهم من كتاب يعقوب بن نعيم بن قرقارة الكاتب أبي يوسف.
قال النجاشي - الذي زكاه محمد بن النجار -: إن يعقوب بن نعيم - المذكور - روى عن الرضا عليه السلام، وكان جليلا في أصحابنا ثقة .
ورأينا ما ننقله في نسخة عتيقة لعلها كتبت في حياته، وعليها خط السعيد فضل الله الراوندي قدس الله روحهما، فقال ما هذا لفظه:
حدثني أحمد بن محمد الأسدي عن سعيد بن جناح عن مسعدة أن أبا بصير قال لجعفر بن محمد: هل كان أمير المؤمنين يعلم مواضع أصحاب القائم كما كان يعلم عدتهم؟ فقال جعفر بن محمد: (إي والله يعرفهم بأسمائهم وأسماء آبائهم رجلا فرجلا، ومواضع منازلهم) فقال:
جعلت فداك فكل ما عرفه أمير المؤمنين فقد عرفه الحسن، وكل ما عرفه الحسن فقد صار علمه إلى الحسين، وكل ما عرفه الحسين فقد صار علمه إليكم، فأخبرني جعلت فداك بنعتهم فذاك نبتغي، فقال جعفر: (إذا كان يوم الجمعة بعد الصلاة فأتني) فأتيته، فقال: (أين صاحبك الذي يكتب لك؟) فقلت: شغله شاغل، وكرهت أن أتأخر عن وقت حاجتي، فقال لرجل:
(اكتب له: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أملاه رسول الله صلى الله عليه وآله على أمير المؤمنين، وأودعه إياه من تسمية أصحاب القائم وعدة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم، والسائرين إلى مكة في ليلة، وذلك عند استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر الله عز وجل، وهم النجباء والفقهاء والحكام على الناس: المرابط السياح من طرابزيده الشرقي رجل، ومن أهل الشام رجلان، ومن فرغانة رجل، ومن مرو الروذ رجلان، ومن الترمذ رجلان، ومن الصامغان رجلان، ومن التيريان أربعة رجال، ومن أفيون تسعة رجال، ومن طوس خمسة رجال، ومن قاريات رجلان، ومن الطالقان أربعة وعشرون رجلا، ومن مرو اثنا عشر رجلا، ومن جبال الغور ثمانية رجال، ومن نيسابور سبعة عشر رجلا، ومن سجستان ثلاثة رجال، ومن بوشنج أربعة رجال، ومن الري سبعة رجال، ومن هراة اثنا عشر رجلا، ومن طبرستان أربعة رجال، ومن تل موزن رجلان، ومن الرهاء رجل، ومن قم ثمانية عشر رجلا، ومن قومس رجلان، ومن جرجان اثنا عشر رجلا، ومن فلسطين رجل، ومن... ثلاثة رجال، ومن قزوين رجلان، ومن... رجل، ومن همدان أربعة رجال، ومن بابل رجل، ومن... رجلان، ومن جابروان ثلاثة رجال، ومن...، ومن سنجار أربعة رجال، ومن قاليقلا رجل، ومن شمشاط رجل، ومن حران رجل، ومن الرقة ثلاثة رجال، ومن الرافقة رجلان، ومن حلب أربعة رجال، ومن قرينين رجلان، ومن تلس رجل، ومن دمياط رجل، ومن أسوان رجل، ومن تل سرار رجل، ومن الفسطاط أربعة رجال، ومن القلزم رجلان، ومن تستر رجل، ومن برذعة رجل، ومن فارس رجل، ومن يلبس رجل، ومن صنعاء رجلان، ومن مازن رجل، ومن طرابلس رجل، ومن القيروان رجلان، ومن أيلة رجل، ومن وادي القرى رجل، ومن خيبر رجل، ومن بدر رجل، ومن الحان رجل، ومن أهل المدينة رجل، ومن الربذة رجل، ومن الكوفة أربعة عشر رجلا، ومن الحيرة رجل، ومن كوثى ربا رجل، ومن طاه رجل، ومن زبيد رجل، ومن برق رجلان، ومن الأهواز رجلان، ومن إصطخر رجلان، ومن تداميل رجل، ومن اللبان رجل...، ومن... رجل، ومن واسط رجل، ومن حلوان رجلان، ومن البصرة ثلاثة رجال، وأصحاب الكهف سبعة رجال، والتاجران الخارجان من عانة إلى أنطاكية، والمستأمنة إلى الروم، وهم أحد عشر رجلا، والنازلون بسرنديب والسمندر أربعة رجال، والمفقود من مركبه بشلاهط رجل، ومن هرب من الشعب إلى سندانية رجلان، والمتخلي بسقلية، والطواف لطلب الحق من تخشب رجل، والهارب من عشيرته من بلخ رجل، والمحتج بالكتاب من سرخس على النصاب، فهؤلاء ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، يجمعهم الله عز وجل بمكة في ليلة واحدة، وهي ليلة الجمعة، فيصبحون بمكة في بيت الله الحرام لا يتخلف منهم رجل واحد، فينتشرون بمكة في أزقتها ويطلبون منازل يسكنونها، فينكرهم أهل مكة، وذلك لم يعلموا بقافلة قد دخلت من بلدة من البلدان لحج ولا لعمرة ولا تجارة، فيقول من يقول من أهل مكة بعضهم لبعض: أما ترون قوما من الغرباء في يومنا هذا لم يكونوا قبل هذا؟ ليس هم من أهل بلدة واحدة ولا من قبيلة واحدة ولا معهم أهل ولا دواب، فبيناهم كذلك إذ أقبل رجل من بني مخزوم، فيتخطى رقاب الناس، ويقول: رأيت في ليلتي هذه رؤيا عجيبة وأنا لها خائف وقلبي منها وجل، فيقولون: سر بنا إلى فلان الثقفي، فاقصص عليه رؤياك، فيأتون الثقفي، فيقول المخزومي: رأيت كهسان انقضت من عنان السماء، فلم تزل حتى انقضت على الكعبة ما شاء الله، وإذا فيها جراد ذو أجنحة خضر، ثم تطايرت يمينا وشمالا لا تمر ببلد إلا أحرقته ولا بحصن إلا حطمته، فيقول الثقفي: لقد طرقكم في هذه الليلة جند من جنود الله جل وعز، لا قوة لكم بهم، فيقولون: أما والله لقد رأينا عجبا، ويحدثونه بأمر القوم، ثم ينهضون من عنده، فيهمون بالوثوب بالقوم وقد ملا الله قلوبهم رعبا وخوفا، فيقول بعضهم لبعض وهم يأتمرون بذلك: يا قوم لا تعجلوا على القوم، ولم يأتوكم بمنكر ولا شهروا السلاح ولا أظهروا الخلاف، ولعله أن يكون في القوم الرجل من قبيلتكم، فإن بدا لكم من القوم أمر تنكروه، فأخرجوهم، أما القوم فمتنسكون، سيماهم حسنة، وهم في حرم الله جل وعز، الذي لا يباح من دخله حتى يحدث فيه حادثة، ولم يحدث القوم ما يجب محاربتهم، فيقول المخزومي وهو عميد القوم: أنا لا آمن أن يكون وراءهم مادة فإذا التأمت إليهم انكشف أمرهم وعظم شأنهم، فتهضموهم وهم في قلة من العدد وغرة بالبلد قبل أن تأتيهم المادة، فإن هؤلاء لم يأتوكم إلا وسيكون لهم شأن، وما أحسب تأويل رؤيا صاحبكم إلا حقا، فيقول بعضهم لبعض: إن كان من يأتيكم مثلهم فإنه لا خوف عليكم منهم، لأنه لا سلاح معهم ولا حصن يلجأون (إليه) وإن أتاكم جيش نهضتكم بهؤلاء، فيكونوا كشربة ظمآن، فلا يزالون في هذا الكلام ونحوه حتى يحجز الليل بين الناس فيضرب على آذانهم بالنوم، فلا يجتمعون بعد انصرافهم إلى أن يقوم القائم، فيلقى أصحاب القائم بعضهم بعضا، بنو أب وأم افترقوا غدوة واجتمعوا عشية).
فقال أبو بصير: جعلت فداك ليس على ظهرها مؤمن غير هؤلاء؟ قال:
(بلى ولكن هذه العدة التي يخرج فيها القائم، وهم النجباء، وهم الفقهاء، وهم الحكماء، وهم القضاة الذين يمسح بطونهم وظهورهم فلا يشكل عليهم حكم) .
المصدر : الملاحم والفتن (التشريف بالمنن في التعريف بالفتن)
المؤلف : رضي الدين علي بن طاووس
الجزء والصفحة : ص 372
تاريخ النشر : 2024-10-18