أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/الإمام الحسن (عليه السلام)
ذكر [السليلي] بإسناده عن الشعبي عن سفيان بن أبي ليلى أنه أتى الحسن بن علي بالمدينة حين انصرف من عند معاوية، فوجده بفناء داره، فلما انتهى إليه قال: السلام عليك يا مذل المؤمنين ، فقال، (انزل يا سفيان ولا تعجل كيف قلت يا سفيان؟) قال: قلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين ، قال: (وما ذكرك لهذا؟) فذكرت الذي كان من تركله للقتال ورجوعه إلى المدينة، قال: (يا سفيان حملني عليه إني سمعت عليا يقول: لا تذهب الليالي ولا الأيام حتى يجتمع (أمر) هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم البلعوم، يأكل ولا يشبع، لا يموت حتى لا يكون له في الأرض عاذر ولا في السماء ناصر، وإنه لمعاوية، وإني قد عرفت أن الله بالغ أمره) فنودي بالصلاة، فقال: (هل لك يا سفيان في المسجد؟) قال: قلت:
نعم، قال: فخرجنا نمشي حتى مررنا على حالب له، فحلب ناقة له، فتناول فشرب قائما، وسقاني وقال: (ما جاء بك يا سفيان؟) قال: قلت: حبكم والذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق، قال: (فأبشر يا سفيان إني سمعت عليا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يرد علي الحوض من أهل بيتي ومن أحبني من أمتي كهاتين - وسوى بين إصبعيه - ولو شئت لقلت:
كهاتين ، ما لأحدهما فضل على الاخر، أبشر يا سفيان، فإن الدنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث الله إمام الحق من آل محمد صلى الله عليه وآله) .
وذكر في حديث آخر عن الحسن بن علي عليهما السلام، قال: (إني أرى الناس يقولون: إن الحسين بن علي بايع معاوية طائعا غير مكره، وأيم الله ما فعلت حتى خذلني أهل العراق، ولولا ذلك ما بايعته ولا نعمة عين).
المصدر : الملاحم والفتن (التشريف بالمنن في التعريف بالفتن)
المؤلف : رضي الدين علي بن طاووس
الجزء والصفحة : ص 225
تاريخ النشر : 2024-09-25